أخيرًا وبعد عشر سنوات اكتشف رئيس فنزويلا موقع فيسبوك

15244869746_4611b5ee98_o

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو خلال حملته الانتخابيّة. الصورة من خوكا مادوركا. نُشرت بموجب رخصة المشاع الإبداعي.

التفتيش في حياة الآخرين والبحث عن أصدقاء الطّفولة، والتواصل مع أشخاصٍ نهتم لهم ويقيمون بعيدًا عنا، أو العثور على الحب، أو مجرد الاستعراض خلال هذه النافذة البصرية، جميعها تُشكل جزءًا من الاستعمالات التي أوجدها المستخدمون داخل وخارج فنزويلا لشبكة التواصل الاجتماعي هذه.

أصابت منصّة مارك زوكربيرغ الفنزويليين بالعدوى منذ عام 2007، ويقدر ما نسبته 40% من أصل 30 مليون أمريكيّ جنوبيّ يعيشون في هذا البلد، يملكون حسابًا على فيسبوك. ولكن ومنذ 9 فبراير/شباط أضيف إلى تلك الإحصائيات شخصٌ ليس كسواه، يتعلق الأمر برئيس الجمهوريّة نيكولاس مادورو بذاته.

أدعو الجميع إلى التفاعل في حسابي على فيسبوك والذي سأستخدمه للتواصل اليومي…

اشتراك مادورو في موقع فيسبوك بعد عشر سنوات تقريبًا من انفجار “الحمّى” في بلاده يحدث في توقيتٍ حرجٍ ودقيق في حياة الفنزويليين، يتمثّل بأزمةٍ اقتصاديّة أصابت البلد دون سابق إنذار وجلبت معها مشاكل مضاعفة لساكنيه كمعدلات التضخم المرتفعة ونقص المواد الأساسيّة.

فنزويلا هي البلد ذات معدلات التضخم الأعلى في العالم بالإضافة إلى مستوىً متفاقم من نقص المواد الأساسيّة وكأنّها في حالة حرب.

وقد استغل الكثيرون السّاعات الأولى للنافذة الجديدة كفرصةٍ للتعبير عن الاحتجاج والالتماس والذي لم ينقصه الانعكاس العميق للاستقطاب السياسي، ونقرأ هنا على “جداره” الذي يتابعه مايزيد عن 170 ألف شخص أشياء كالتالي:

Screen Shot 2016-02-14 at 11.47.20 AM

لقطة للصفحة الخاصة برئيس فنزويلا نيكولاس مادورو على فيسبوك.

يقول مستخدم فيسبوك چيو لويال معلقًا:

Yo no seré hipócrita ni hala bola, usted sabe que el país esta mal, por culpa de su ineptitud y la de su gabinete. Sabe que el país está en la quiebra porque se robaron todo el capital que tenían para invertirlo en Venezuela. Sea consiente y haga algo bueno en su vida como renunciar y pegarse un tiro, ya que ni usted ni ninguno de los suyos sirven para nada. ¡Pudrase [sic], Nicolas Maduro!

“لن أكون منافقًا ومتملقًا، تعرف حضرتك بأنّ البلد في وضعٍ سيءٍ للغاية بسبب سخافاتك ومجلس وزرائك، تعرف كذلك أنّ البلد منهارٌ بسبب سرقة رأس المال اللازم والذي كان من المفروض أن يتمّ توظيفه واستثماره في فنزويلا. كن واعيّا وعلى قدر المسؤوليّة واصنع شيئًا جيدًا في حياتك، كأن تتنحى مثلاً أو أن تنتحر بطلقٍ ناري! بالنسبة لي لا أنت ولا أيٌّ من المحسوبين عليك تصلحون لشيء. فلتتعفن نيكولاس مادورو”.

أريليس أنغاريتا تعلّق أيضًا:

Se le saluda mi presidente en verdad no quisiera estar en sus zapatos ,le ha tocado una guerra muy fuerte siempre sere leal , a pesar de las dificultades y saldre a defender el legado de mi amado gigante Chavez”

سلامٌ عليك يا رئيسي، في الحقيقة لا أتمنى أن أكون في مكانك، كان عليك أن تواجه حربًا شرسة ولكني سأكون وفيّةً دائمًا على الرغم من المصاعب وسأخرج للدفاع عن إرث معبودي، تشافيز العظيم.

“أيّها الرئيس، إنّ شركات التأمين الاجتماعيّ مليئة بأسماك القرش أمثال روتوندارو ساكويلو. أرجوك ألا ترى أنّ هنالك الكثير من التلاعب المؤسساتي، وأنّ الفساد مستشري في البلد، المدراء الشرهين الفاسدين يترأسون موظفين ضعفاء وفاسدين أيضًا. توقف أرجوك عن ترديد (ليحميكم الرب) وعن ترديد ذلك الشعار: الوحدة والنضال والمعركة والنصر، نحن الغالبون”. يقول خوسيه أونتيفيروس.

وليس بالكلام اللطيف ما يقوله روبين د. سانشيس هنا حيث كتب:

Entre aquí por curiosidad pero no puedo mantenerme un minuto mas en esta pagina al ver tantos comentarios de gente tan ignorantes que aun creen que este señor es lo mejor que le ha pasado a nuestro pobre país”.

دخلتُ إلى هنا بدافع الفضول لا أكثر، ولكنني لا أستطيع البقاء دقيقةً واحدة اضافيّة بسبب رؤيتي للعديد من التعليقات الجاهلة لأشخاص جهلة ما زالوا يؤمنون بأنّ هذا السّيد هو أفضل ما حدث لبلدنا المسكين.

والمؤكد أنّ التشافيزيّة (نسبةً لمؤسسها هوغو تشافيز) قد امتلكت موقفًا مختلفًا خلال الأعوام السبعة عشر الماضية حيال العالم الافتراضي وصل إلى حدّ شيطنة منصات التواصل الاجتماعي كموقع تويتر، متهمتًا إياها بأنّها “وسيلة اختراقٍ سافرة من قبل الإمبرياليّة العالمية من أجل خداع الفنزويليين”.

لكن هذه النظرة تغيرت منذ أبريل/ نيسان من عام 2010 بعندما أنشأ رئيس البلاد أنذاك هوغو تشافيز حسابًا له على تويتر، والذي كان بمثابة حدث كبير طوال عامين على التوالي حيث تحول إلى مصدر هام للأخبار والتطورات في العالم أجمع، بما في ذلك المشاريع ووجهات النظر الخاصة بحكمه.

منذ قليل تحدّثت مع الزميلة الرئيسة ديلما، ومع الرفيق الرئيس بوتين ومع لوكاشينكو وأيضًا مع إيغو ورفائيل كورّيا!!!

ومع ذلك سُجن العديد من المغردين لتعبيرهم عن آرائهم الصريحة، ووصل الأمر حدّ حجب خدمة تويتر عام 2014 خلال احتجاجات فبراير/ شباط من العام نفسه. وقد اتّبع وريثه السياسي نيكولاس مادورو ذات الخطوات، فقد قام بإنشاء حسابه على تويتر عقب تنصيبه بشكلٍ رسميّ رئيسًا، ويتابعه اليوم 2.7 مليون ألف شخص.

إنّ الانفتاح على العالم، فُسّر حينها كحالة تناقضٍ إيديولوجية وكحزء من السياسة الإعلاميّة التي ينتهجها البلد، برسالة مفادها أن التشافيزيّة لم تتخلّ عن تجاهلها وتشويهها لهذه المنصات بل وانضمت إليها.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.