بالنسبة للصينيين، إغاثة ضحايا الزلزال في تايوان أكثر نجاعة من تجربة بلادهم

A 17-storey building collapsed during the 6.4 magnitude earthquake in Tainan on February 6. Photo from Apple Daily non-commercial use.

بناية مهدمة من 17 طابقًا نتيجة زلزال بقوة 6.4 في تايوان في 6 فبراير/شباط. الصورة من آپل ديلي [صحيفة آپل اليومية]. استعمال غير تجاري.

 هز زلزال بقوة 6.4 جنوب تايوان يوم 6 فبراير/شباط قُبيل بداية السنة الجديدة الصينية القمرية، التي تُعَد مناسَبة لأكثر المهرجانات أهمية لدى الصينيين. وقد قامت فرق الإنقاذ الدولية والمحلية بجهود متواصلة استمرت ليومين للبحث عن متضررين تحت الأنقاض. تم إنقاذ المئات، ولكن تَأكدت وفاة 38 شخصًا على الأقل وبقي أكثر من 100 آخرون في عداد المفقودين في اليوم الأول من العام القمري الجديد.

أغْلَب الضحايا من سكان بناء ذو 17 طابقًا في مدينة تىايْنان. انهار المبنى خلال الزلزال ودُفن المئات من سكانه تحت الأنقاض. هذه لَقطة تلفزيونية محلية عما نتج عن الزلزال من أضرار فادحة:

وبينما تتواصل أعمال الإنقاذ بلا توقف، فتحت حكومة مدينة تاينان تحقيقًا حول نوعية مواد بناء العمارة.

أخبار هزة تاينان عبرت بسرعة إلى الصين القارية. هناك أبرز مستعملو الإنترنت الفرق الذي يجدونه بين أعمال الإنقاذ الصينية وما يشاهدونه عمليّا في تايوان.

ولأن ّالصين بلد يخضع لمراقبة شديدة، على وسائل الإعلام هناك أن تكون إيجابية وأن تتجنب التعرض بالنقد لسلطات بلادها عند تغطية الكوارث المحلية، مثل انفجارات تْيانجين العام الماضي. أما فيما يتعلق بزلزال تايْنان، فقد لاحظ القراء أن صحيفة غلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي الصيني أبرزت احتمال وجود عيب في البناء المنهار. وردد بعضهم ما يُنشر من نقد لسلطات تايوان ولسوء الأداء المفترض، في حين سخر البعض الآخر من النمط السائد المزدوج لوسائل الإعلام التابعة للدولة والحزب.

نظرًا لصرامة إجراءات الرقابة التي فرضتها الصين على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يستطيع مستعملو الإنترنت القيام بمقارنة مكشوفة لأعمال الإغاثة من الكوارث بين الصين وتايوان. بدلًا من ذلك، تقاسموا أحد التقارير التي نشرتها حكومة مدينة تاينان حول إنجاز أعمال الإغاثة في مواقع التواصل، ليُبرزوا كيف تعمل الديمقراطية في التخلص من الكوارث. ويقدم تقرير الانجاز المُتاح تفاصيل مُحَينة عن الكارثة، أماكن مراكز الإغاثة الجديدة وعدد أعضاء فرق الإغاثة في كل حي متضرر. وتنشر التقارير للعموم عدة مرات في اليوم.

في الصين، تتميز التغطية الإخبارية للكوارث بتركيزها البالغ على زعماء البلاد وهم ينسقون أعمال الإنقاذ في المنطقة المتضررة ولا تشير إلى أي من التفاصيل الملموسة لإجراءات الإغاثة. وقد وجد مستعملو الإنترنت الصينيون هذا الفارق عند قراءة تقرير تاينان. هذه بعض التعليقات عليه:

第一次看到如此清晰的报道,都是民众想知道的信息。
这就是民主的好处
台湾各部门各司其职,根本不需要总统下指令,说实在的,总统对地震也不专业,他越指挥越乱
好具体,透明,高效
这才是干实事的 不需要谁下达指示 不需要谁高度重视 不需要谁慰问关怀 赶紧救人才是最有效的
详细,明确,没有官话套话!!
没有领导高度重视,没有一长串莅临的领导点名⋯这就是政府社会治理的差距,背后的差距更是难以言说

أوّلُ مرة أطلع على تقرير بمثل هذا الوضوح. الجمهور يريد كل هذه المعلومات.

في هذه النقطة تتفوّق الديمقراطية.

جميع المصالح لها دورها الخاص. لا تحتاج لتنسيق من الرئيس. بصراحة، الرئيس ليس بخبير زلازل، ومن شأن تنسيقه فقط أن يفسد أعمال الإغاثة.

بالِغُ الدِّقة، شفاف وناجع.

هذا عمل هام. لا موجب لأوامر من أحد، لا حاجة لعناية خاصة من أحد، لا داعي ليُعبِّر أيٌّ كان عن قلقه أويهتم، كل الأنظار موجهة لأعمال الإغاثة.

مفصّل، ملموس، بلا خطابة أو لَغْو.

لا توجد عناية خاصة من زعماء – لا قائمة طويلة من مسؤولين رسميبن يزورون المناطق المتضررة – هذا هو الفارق بين الحكومتين في الأداء الإجتماعي.

وطنية متطرفة إلى حد السماجة

في اليوم التالي للزلزال، قدم الرئيس الصيني كْسي جينپنغ تعازيه لعائلات الضحايا، وأكد على روابط الدم بين الصينيين في تايوان والصين وعرض المساعدة في أعمال الإغاثة.

في حين توقّع بعض الملاحظين الصينيين أنّ العلاقة بين تايوان والصين ستتوتر بعد أن فازت تْساي انغْوان، زعيم حزب المعارضة، في انتخابات الرئاسة التايوانية الشهر الماضي، فإنّ تصريحات كسي حول روابط الدم التي تجمع الصينيين عبْر المضيق تبدو كعرضٍ للنوايا الحسنة. ورغم أن تايوان عمليًا ذات سيادة منذ عقود، فإن الحكومة الصينية تصر على أنها جزء لا يتجزء من الصين.
شُوهت هذه الحركة الودية من قِبل المتشددين من مستعملي الإنترنت في الصين القارية، الساعين للدفاع عن بلادهم ضد «الانفصاليين».

نشر مستخدم تويتر wildwong@ لقطة شاشة تصور التعليقات العدائية على منصة التواصل الإجتماعي الرائجة ‘وايبو':

在台中國人平安 只希望台獨都能被震死!
解放軍此時不救更待何時? 把航母開過去趕快開展救援工作, 大陸人民會在第一時間捐款祈福.
我只想告訴大家, 這個表情不是 ‘祈禱’, 而是 ‘gimme five’ 擊掌慶祝的意思.
常聽老年人說: 女人當家房倒屋塌. 蔡英文該下台了吧?

تمنياتنا لكل الصينيين في تايوان بالسلامة، ولكل المدافعين عن فكرة استقلال تايوان بالموت.

إنه الوقت المناسب لجيش التحرير الشعبي ليتحرك وينقذ. أرسِلوا حاملة طائرات البحرية لإنقاذهم. إن الشعب في الصين سيتبرع ويصلي من أجلكم. [التعليق يوحي ضمنيًا بأن على الصين أن تستغل اللحظة الراهنة للسيطرة على تايوان بالقوة العسكرية.]

أريد أن أوضح، إن هذا التعبير [ضم راحتي اليد معًا] ليس بِصلاة، بل هو إشارة احتفالية تعني “أعطني خمسة”.

إن كبار السن يقولون: إن أمسكت إمرأة بمقاليد الأمور، انهار المنزل. يتوجّب على تْساي إنغوان أن تستقيل.

1 تعليق

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.