في عودة للتقاليد القديمة، نساء أميركا اللاتينية يخترن طب النساء والتوليد الطبيعي

5080966486_6143e70af4_o

صورة لإمرأة ذات بشرة سوداء، أُخذت من موقع فليكر لحساب فرانك ريثور تحت رخصة المشاع الإبداعي.

نواجه في مجتمعات اليوم ميلًا متناميًا اجتماعيًا وثقافيًا للنساء اللواتي تعملن على إهمال الاهتمام بصحتهن. فبدلًا من التعلم لفهم ما يجري لهن في “المنطقة السفلى” من أجسادهن، تفضل النساء الاستماع للأطباء والصيادلة، غير مدركات أن العلاجات التي  يبحثن عنها قد تكون في النباتات والأرض من حولهن.

بدأت في أمريكا اللاتينية نهضة في شكل “طب النساء والتوليد الطبيعي”. بحيث يدمجنَ الأساليب القديمة للعناية بأنفسهن مع حياتهن في العصر الحديث. هؤلاء النسوة لا يستعدن أجسادهن فقط، ولكن أيضًا التقاليد الموروثة عن أسلافهن حيث تنتقل من جيل إلى جيل.

باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر لنشر الكلمة، مفهوم طب النساء والتوليد الطبيعي هو محط اهتمام الجميع في كل أنحاء العالم. انتقلت الإثارة والحماس إلى فيسبوك وإنستغرام وتويتر كصفحات مثل نساء الأرض وطب النساء الطبيعي والولادة بسرور، كل ذلك لبناء مجتمعات عبر الإنترنت لتشجيع النساء لتبني التقاليد والأساليب القديمة ومشاركة تجاربهن مع الآخرين ومناقشة علم التشريح الخاص بالنساء في مسعى لحل مشكلة الحديث عن المحرمات المحيطة بالمهبل.

تُقدم هذه الحركة بديلًا طبيًا للحالات الإنسانية وتشجع النساء بدلًا من ذلك لاستكشاف العلاقة بين العقل والجسم والأرض. فمن استخدام النباتات وجذورها لعلاج العدوى والالتهابات، إلى التعرف على العلاقة بين دورات القمر والحيض (الدورات الشهرية). توحي  هذه الصفحات للنساء لإعادة أجسادنا لنا مرة أخرى.

Perez's Introductory Manual to Natural Gynecology. Image used under the Creative Commons license.

كتيب بيريز “مقدمة تمهيدية لطب النساء والتوليد الطبيعي”. صورة استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي.

بابلا بيريز سان مارتن، إمرأة من تشيلي ولها جذور في إحدى هذه المجتمعات عبر الإنترنت يدعى مشروع “الولادة الطبيعية”.  أصدرت مؤخرًا كتابًا بعنوان “مقدمة تمهيدية لطب النساء والتوليد الطبيعي”. ترعرعت بابلا في ريف فالبارايسو/تشيلي. وتعلمت في سن مبكرة على يد جدتها عن الأرض وعلاجاتها الطبيعية. وعندما كبرت في السن، بدأت عملية استكشاف حول أمريكا اللاتينية حيث التقت العديد من المجموعات النسائية من السكان الأصليين اللاتي شاركنها معرفتهن وتجاربهن من خلال كلماتهن.

تتميز مدونة بابلا بمقالات مثل “تزيد الدورة الشهرية (الحيض) من رغبتي الجنسية” و “من الجسد إلى الجذور” و “السوائل المهبلية: واقٍ صامت”. وضحت بابلا بأن هدف هذا المشروع ليس تشجيع الناس عن التخلي عن مهني الطب، وإنما ليكونوا على معرفة بكل الإحتمالات المتاحة، وأن يكون لديهم نوع من التوعية الأساسية لهذا الموضوع.

El poder del autoconocimiento es fortísimo; nos entrega herramientas y saberes que antes permanecían ocultos o más bien olvidados. Vernos, sentirnos y comprendernos a nosotras mismas desde una óptica propia, fuera de la estandarización social, nos ayudará en la conexión, valoración y disfrute de nuestra sexualidad.

“التوعية الذاتية مهمة جدًا، حيث توفر لنا الأدوات والمعرفة التي كانت في الماضي مخفية أو حتى منسية. رؤية أنفسنا، ولمس وفهم أنفسنا من خلال أعيننا خارج العادات والأعراف الاجتماعية تساعدنا في الاتصال والانتباه والاستمتاع بحياتنا الجنسية.”

بينما تسارع العديد من النساء للذهاب إلى الصيدلي عند أول إشارة لعدوى خمائر المبيضات، تنصح بابلا باستعمال الثوم أو اللبن الطبيعي لعلاج العدوى وجذور نبات خاتم الذهب للحكة. فبدلاً من الاغتسال باستعمال أنواع الصوابين الخشنة القاسية، فماذا عن استخدام المنقوع المتكون من أوراق التوت والجذور الطازجة من الزنجبيل وأزهار نبات القيصوم الألفي الأوراق؟ تحدثت عن أحد الابتكارات الذي أصبح مألوفاً على مستوى العالم وهو كأس الطمث/الدورة الشهرية، ووصفته ‘بصحي ونظيف ومريح وكبديل بيئي للفوط الصحية القطنية‘. حتى أنها قدمت توجيهات عن كيفية صنع فوط صحية نظيفة صديقة للبيئة. 

'We are the granddaughters of all the witches you couldn't burn'. Image used under the Creative Commons license

“نحنُ حفيدات الساحرات اللواتي لا يمكنكم القضاء عليهن”. صورة مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي.

لعودة الحياة الجنسية الصحية إلى أصولها، قدمت المجتمعات أكثر بكثير من مجرد الدروس عن مزايا طب النساء والتوليد الطبيعي — هناك أيضًا حس أنثوي في تمرير الحكمة من جيل إلى جيل لتوعية النساء.

شرح مقال في مدونة طب النساء والتوليد الطبيعي:

Nunca jamás la mujer necesito un/a médico para desarrollarse sexualmente, procrear, vivir libre, y sanamente … Es la realidad que se vivió y se continúa viviendo en muchas partes del mundo …[tal como en las] comunidades Quichua y Shuar de la selva del Amazonas en Ecuador, en donde las mujeres suelen parir solas, en la mayoría de los casos sin parteras, sin dolor, sin miedo, sin cesáreas, sin muertes

“لا تحتاج النساء إلى مساعدة طبية لصحتهن الجنسية ومن أجل الإنجاب وعيش حياة مستقلة وصحية. لقد كان ذلك، وما يزال مستمراً الآن واقع النساء في أجزاء مختلفة من العالم كما هو الحال في مجتمعات كيتشوا وتشوار في أدغال الأمازون حيث تلدُ النساء في معظم الأحيان وحدها، وفي معظم الحالات بدون تدخل طبي من قبل القابلات، ودون ألم وخوف وعمليات قيصرية، ودون موت.”

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.