- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

عودة العنصرية الهندية ضد الأفارقة للضوء بعد حادثة ضرب كونجولي حتى الموت

التصنيفات: جنوب آسيا, الهند, احتجاج, الأعراق والأجناس, تاريخ, تعليم, حقوق الإنسان, حكم, صحافة المواطن, علاقات دولية
A lynch mob mercilessly beat three Nigerian students in Delhi and they could not save themselves after fleeing inside a police booth. Screenshot from Video "No Country For Black Men" [1]

عصابة تنهال ضربًا على ثلاثة طلاب نيجيريين في دلهي في سبتمبر/أيلول 2014. اللقطة مأخوذة من فيديو بعنوان “لا بلد للزنوج”

منذ عدة أسابيع، تعرض ماسونجا كاتيندا أوليفير من جمهورية الكونجو الديموقراطية والبالغ من العمر ثلاثة وعشرون عامًا للضرب حتى الموت [2] من قبل ثلاثة رجال في منطقة فاسانت كونج جنوب دلهي. انتقل أوليفير إلى الهند للدراسة الجامعية وكان قد بدأ مؤخرًا في تدريس الفرنسية في معهد خاص. وتفوه المعتدون بحسب الزعم بعبارات عنصرية أثناء اعتدائهم عليه.

لم تكن هذه هي حالة العنف الوحيدة التي حدثت مؤخرًا في الهند ضد الأفارقة. ففي 25 من مايو/أيار، ضُرب باميلولا كاظم وهو طالب نيجيري يبلغ من العمر 26 عامًا بعصى حديدية [3] على خلفية مشاجرة تخص ركن سيارة مع مواطن محلي بمدينة هيدرأباد. غادر امستشفى محلي بعد أن أتم علاجه.

وفي يناير/كانون الثاني، ضُربت إمرأة تنزانية تدرس في الهند وخُلعت ملابسها [4] ومُثل بها عارية في شوارع مدينة بنجالور من قبل عصابة لأنهم اعتقدوا عن طريق الخطأ أنها دهست بسيارتها مواطنة محلية فقتلتها. تم الاعتداء أيضًا على ثلاثة من أصدقائها [5] وأُضرمت النار بالسيارة التي كانوا يستقلونها. وبعد أن انتهى الحشد الغاضب، ذهبوا إلى المنازل التي يقطنها الطلاب الأفارقة وضايقوهم. [6]

دائمًا ماتصدرت اعتداءات مشابهة العناوين الرئيسية على مدار السنوات الأخيرة  تستهدف ذوي الجنسيات الإفريقية أو المنحدرين من أصول إفريقية. إذن هل يعني ذلك أن الهند لديها مشكلة مع العنصرية [7] ضد الأفارقة؟

إلا إذا سألت شوشما سواراج [8] وزيرة خارجية الهند التي امتنعت عن تصنيف حادثة قتل ماسونجا كيتاندا بأنها عنصرية. حيث أكدت [9] سواراج أن من نفذ الإعتداء عناصر غير اجتماعية وقالت أنه من المجحف للشعب الهندي إضفاء مسحة العنصرية على القضية.

أريد ان اطمئن الطلاب الأفارقة في الهند أن هذا الحادث المؤلم والمؤسف من فعل بلهاء محليين.

غرد سواراج عبرتويتر ليحث الشعب الهندي على إخبار الأفارقة أن الهند تحبهم [11]. ومع ذلك، وجد الكثيرون هذه البادرة ساذجة في مواجهة أحداث العنف الأخيرة ضد الأفارقة والعنصرية التي تنتشر أيضًا في قطاعات أخرى من المجتمع الهندي.

حتى بعد سبعين عام من الاستقلال، لا نستطيع حتى أن نجعل الهنديين يحبون بعضهم، ويريدوننا أن نخبر الأفارقة أننا نحبهم؟

ربما ينبغي علينا أن نعمل على توعية أفضل وليس خطوات سطحية. بالإضافة، أنه لا ينبغي للحقوق أن تعتمد على الحب.

أنا: الهند تحبكم

مواطن إفريقي: أفريقيا ليست بلد

لعله من الأفضل أن تخبر المواطنين الهنديين ألا يكونوا عنصريين ومتعصبين ضد الأجانب .لنعمل على تغيير أنفسنا.

قل للمسلمين والأفارقة والعلمانيين “الهند تحبكم”… ومن ثم إذهب لإبراحهم ضربًا؟

ولكن يبدو أن أقلية من مستخدمي تويتر تعتقد أنها فكرة صائبة.

.جربت ذلك مع رجل كيني وكان سعيد جدًا…أخبرني بالكم الهائل من الهنديين الذين يعملون بكينيا وكم هم موقرين هناك، شعرت عندها بالراحة

 لكل الأفارقة، الهند تحبكم

الأنماط الاستعمارية الخاصة بالأفارقة ‘تسود’

السلطات الأفريقية والمواطنون الأفارقة لم يطبقوا أفواههم عقب هذه الهجمات الأخيرة. ففي تقرير للجزيرة [24] كان مفاده اجتماع مجموعة فوضوضين أفريقيين ليتحدثوا بالنيابة عن مواطنيهم في الهند، الذين يعتقدون أن عليهم أن يعيشوا وسط “مناخ يتخلله الخوف وعدم الشعور بالأمان” بعد سيل الهجمات على المواطنين الأفارقة. ولقد حذروا أنه إذا استمرت الهجمات وأفلت المعتدون بلا عقاب، فإنهم سوف يحثون حكوماتهم الموقرة على عدم إرسال طلابهم إلى الهند.

هذه ليست هي المرة الأولى التي تزعج فيها القضية الدبلوماسيين الأفارقة، في 2015 وقبل النسخة الثالثة من منتدى القمة الأفريقية-الهندية، وكما ذكرت التقارير، أخذ المفوضون الأفارقة بعين الاعتبار مقاطعة الاحتفال [25] بيوم أفريقيا الذي يستضيفه المجلس الهندي للعلاقات الثقافية في دلهي سنويًا، بسبب حالة كره الأجانب التي يعاني منها مواطنيهم في الهند.

40 مبعوث دبلوماسي قاطع يوم أفريقيا

الأفارقة يتكلمون عن العنصرية في الهند أمام الكاميرات

الوزير يلوم الإعلام

كفى كلامًا

روى بعض الأفارقة عن تجاربهم مع العنصرية لجهات إعلامية مختلفة. حيث تحدث طالب جنوب أفريقي من أصل جنوب آسيوي عن الاشكال النمطية العرقية والثقافية الموجودة فى الهند في

في مقال على موقع Scroll.in [27] في 4 يونيو/حزيران، أدلى جنوب أفريقي من أصل جنوب أسيوي بشهادته عن العنصرية كطالب في دلهي:

It was also not uncommon for many students to have conversations with me, which they assumed were progressive, about Africa and Africans that were based on crude colonial stereotypes of Africans as being close to nature, having a good sense of rhythm or even, and possibly the most colonial, having big penises. While many of the students at JNU had an impressively extensive knowledge of their own colonial, independence and post-independence cultural, political, social and religious, and regional histories, as well as knowledge of western theory and philosophy, and were committed to an idea of Left politics that took ideas like South-South solidarity seriously, their knowledge of African social, political and cultural histories as well as present realities was limited.

…. كان من الشائع تبادل العديد من الطلاب الحديث معي، افترضوا أنهم تقدميون، بخصوص الشأن الأفريقي والأفارقة، حيث كانت المحادثات  فائمة على القوالب النمطية الاستعمارية الخام وكون الأفارقة قريبون من الطبيعة، لديهم احساس جيد بالايقاع ولربما الأفكار الأكثر استعمارية وهو امتلاكهم أعضاء كبيرة. وفي حين أن العديد من الطلبة فى جامعة لال نهرو لديهم معرفة واسعة بتاريخ بلادهم الإقليمي والديني والاجتماعي والسياسي والاستقلال الاستعماري وما بعد الاستقلال الثقافي وكذلك معرفة بالفلسفة والنظرية الغربية، وملتزمون بالأفكار السياسية اليسارية للتضامن بين بلدان الجنوب ومعرفتهم بالتاريخ الأفريقي الاجتماعي والسياسي والثقافي.

كانت هناك احتجاجات أيضًا، على سبيل المثال، بعد مقتل أبودو يوزاما سيميون، المواطن النيجيري البالغ من العمر 36 عامًا أمام مطعم أفريقي في بارا بولاية جوا عام 2013، سد أكثر من 50 نيجيري الطريق السريع [28]. وأوقفوا عربة نقل الموتى التي بداخلها سيميون وسحبوا جثته على الطريق لكي تتوجه الأنظار للقضية ويمنعوا التعتيم على حادثة القتل.

بيد أن السلطات ردت على احتجاجهم باتخاذ إجراءات صارمة ضد مواطنين نيجيريين غير مسجلين، حملة لم تؤد إلا لتفاقم المشاعر المعادية لأفريقيا. استمرت السلبية بعد مقتل ماسونجا كيتندا أوليفير. وردًا على قضية اغتصاب مزعومة تتضمن مواطن نيجيري، اتهم علنًا وزير سياحة غوا النيجيريين بارتكاب الجريمة عمدًا ليطيلوا إقامتهم بالهند وصرح [29]: “ينبغي أن نمتلك قانون صارم يمكننا من ترحيلهم. ولكن للأسف لا يوجد مثل هذا القانون في الهند في هذه الأونة”.

هناك احتمال ضئيل أن سلسلة الاعتداءات على الأفارقة قد أقرت على صورة الهند أمام المجتمع الدولي ووترت العلاقات مع البلدان الأفريقية. سعيًا لعكس الحالة الكئيبة، سعت سوشما سواراج لتقديم ضمانات [30] للسفراء الأفارقة والأفراد في الهند على حد سواء. كان ذلك سببًا في إلغاء مجموعة من الطلاب الافارقة لمظاهرة مخططة في العاصمة الوطنية .

عل البلاد تسير قريبًا على طريق السلام والأمن مع الأفارقة، وكذلك مع جميع المجتمعات المهمشة فى الهند.