- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

“لاتحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي” في ذكرى 4000 لاجئ سوري لاقوا حتفهم في طريقهم إلى أوروبا

التصنيفات: سوريا, الدعم الإنساني, الهجرة والنزوح, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, لاجئون
maxresdefault

“مقبرة البحر”. الصورة لقطة من شاشة يوتيوب

تعمل وكالة الغوث الإنسانية Support to Life [1] على زيادة الوعي العالمي في قضية 4000 لاجئ سوري لاقوا حتفهم في محاولتهم عبور البحر المتوسط. في إطار هذه الجهود، أطلقت المنظمة فيلمًا بعنوان “مقبرة البحر [2]” يظهر بعض المشاهد المختلفة.

وفيما يلي ما يرويه مقطع الفيديو ومدته 90 ثانية:

Since the beginning of the Syrian civil war, 4.6 million Syrian people have left their homeland. Crossing the Mediterranean Sea became the last route to hope. And, the deadliest route of the 21st century.

More than 4,000 Syrian refugees, including many children, lost their lives at sea. Many of them couldn't be identified, and couldn't be found. Now the sea is their final resting place. The sea is their grave. The sea cemetery.

In Memory of thousands of Syrian refugees…

منذ بداية الحرب الأهلية السورية، هجر 4.6 مليون سوري موطنهم، وأصبح عبور البحر المتوسط هو الطريق الأخير للنجاة، وكذلك أصبح هذا الطريق هو الأكثر عددًا للقتلى خلال القرن الحادي والعشرين.

فقد ما يزيد عن 4000 لاجئ سوري، بما فيهم العديد من الأطفال، حياتهم في البحر، ولم يكن ممكنًا التعرف على الكثير منهم أو العثور على جثثهم. أصبح البحر الآن مثواهم الأخير. أصبح البحر قبرهم. مقبرة البحر.

في ذكرى آلاف اللاجئين السوريين…

وقد شارك مستخدمي شبكة الإنترنت حول العالم ردود أفعالهم تجاه الفيلم، معربين عن تضامنهم مع اللاجئين القتلى، كما وجهت إميلي حصروتي انتباه الكثيرين عبر موقع تويتر إلى القبور العائمة في الفيلم:

وعلى الرغم من أن اللاجئين لاقوا حتفهم بسبب محاولتهم الفرار، إلا أن تامي كلينج يرى أن اللاجئين قد فعلوا كل ما في وسعهم:

مقبرة البحر: من الأفضل أن تموت محاولًا الفرار من الحرب من فقدان الأمل.

وجذب الفيلم انتباه جوزيف داول، السياسي الفرنسي ورئيس حزب الشعب الأوروبي:

كما كلنا نفخر بالبحر الأزرق في مدينة نيس اليوم، يجب ألا ننسى أن هذا البحر أصبح مقبرة للنازحين.

هذا وذكر موقع الأصوات العالمية في مقال سابق [10] له أنه في حين أن “مقبرة البحر” تضم قصص لا تُحصى للفارين من الحرب السورية، إلا أن بعض الروايات الواردة تحمل قصص غير مؤكدة أو غير دقيقة.

فقد استمرت الحرب الأهلية السورية للسنة الخامسة تشرد خلالها ما لا يقل عن 10 مليون شخص وتشتت اللاجئون في جميع بقاع العالم، في حين انشغل النشطاء السوريون بروايات قصص [11] اللاجئين الذين لاقوا حتفهم في محاولة الوصول إلى بر الأمان خارج البلاد ونشرها عبر فيسبوك.

من بين هذه القصص التي اكتسبت شعبية كبيرة عبر الإنترنت [12]، قصة رسالة موجهة من شاب سوري إلى والدته، وجدت في جيبه بعد غرق مركبه مع المئات من اللاجئين في طريقهم إلى أوروبا:

رسالة وداعية كتبها لاجئ سوري قبل غرقه في المتوسط : شكراً للبحر الذي استقبلنا بدون فيزا .. وشكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسألني عن ديني ولا انتمائي السياسي

الأناضول-تداول ناشطون سوريون على شبكات التواصل الاجتماعي، نص رسالة قالوا إنها وجدت في جيب أحد اللاجئين السوريين الذين انتشلت جثثهم بعد غرق مركبهم الذي كان يحوي المئات من المهاجرين غير الشرعيين في البحر الأبيض المتوسط خلال رحلتهم للوصول إلى الشواطئ الأوروبية مطلع الأسبوع الجاري.
وفيما لم يبيّن الناشطون معلومات عن هوية صاحب الرسالة الوداعية الأخيرة التي كتبها فيما يبدو لدى استشعاره بقرب غرق المركب الذي كان يحمله، فإنهم أرفقوا مع النص الذي نشروه على صفحاتهم الشخصية عبارات مؤثرة من قبيل “هدية إلى العالم المتحضر.. هرب من الموت فاحتضنه البحر.. أنصحكم بالقراءة لكن لا تبكوا لأن الدموع جفت على أبناء سوريا”.

وهذا نص الرسالة الذي تنشره وكالة “الأناضول” بحسب ما تداوله الناشطون:

“أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك (يقصد أوروبا)، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التي استدنتها لكي أدفع أجر الرحلة (يتراوح أجر الرحلة البحرية للوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية ما بين ألف إلى 5 آلاف يورو بحسب دولة الانطلاق وعوامل أخرى مثل صلاحية المركب وعدد الوسطاء وغيرها).
لاتحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء.
أنا آسف يا أمي لأن الحرب حلّت، وكان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر، مع العلم أن أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين، كما تعلمين كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للكولون لك، وثمن تصليح أسنانك.
بالمناسبة لون أسناني الآن أخضر بسبب الطحالب العالقة فيه، ومع ذلك هي أجمل من أسنان الديكتاتور (في إشارة إلى بشار الأسد).
أنا آسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتاً من الوهم، كوخاً خشبياً جميلاً كما كنا نشاهده في الأفلام، كوخاً فقيراً بعيداً عن البراميل المتفجرة وبعيداً عن الطائفية والانتماءات العرقية وشائعات الجيران عنا.
أنا آسف يا أخي لأنني لن أستطيع إرسال الخمسين يورو التي وعدتك بإرسالها لك شهرياً لترفه عن نفسك قبل التخرج.
أنا آسف يا أختي لأنني لن أرسل لك الهاتف الحديث الذي يحوي “الواي فاي”(خدمة الانترنت اللاسلكي) أسوة بصديقتك ميسورة الحال.
أنا آسف يا منزلي الجميل لأنني لن أعلق معطفي خلف الباب.
أنا آسف أيها الغواصون والباحثون عن المفقودين، فأنا لا أعرف اسم البحر الذي غرقت فيه..
اطمئني يا دائرة اللجوء فأنا لن أكون حملاً ثقيلاً عليك.
شكراً لك أيها البحر الذي استقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر، شكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسألني عن ديني ولا انتمائي السياسي.
شكراً لقنوات الأخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمدة خمس دقائق كل ساعة لمدة يومين..
شكراً لكم لأنكم ستحزنون علينا عندما ستسمعون الخبر.
أنا آسف لأني غرقت..”