في الذكرى الخامسة لوفاة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قررت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) – جهاز الاستخبارات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية – تذكّر ذلك اليوم بنشر تغريدات عن عملية تصفية بن لادن وكأنها تحدث الآن.
قتلت القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية بن لادن في مايو / أيار 2011 عندما داهمت مقره بعد منتصف الليل في مدينة أبوت أباد في باكستان، وتضمنت التغريدات التي نشرتها السي آي أيه العام الحالي تحديثات الوقت وخرائط الموقع مستخدمةً هاشتاج UBLRaid#.
#OTD 2011: US military raid in Abbottabad, Pakistan killed Usama Bin Ladin.#UBLRaidhttps://t.co/rklCIS2W8d pic.twitter.com/o2Ym4vM7ri
— CIA (@CIA) May 1, 2016
غارة عسكرية أمريكية في أبوت أباد باكستان قتل فيها أسامة بن لادن.
استقبل مستخدمي الإنترنت التغريدات المباشرة بردود فعل متباينة وأيقظت انتقادات مفادها غياب الشفافية الذي أحاط بهذه العملية وعواقبها السلبية على باكستان. وقدم فيليب كارتر- وهو عضو بارز ومدير مركز الأمن الأمريكي الجديد- وجهة نظر عسكرية حيث قال:
I get @CIA desire to take victory lap but tweeting #UBLRaid seems contrary to Intel Community ethos & good judgment https://t.co/QJ2hnMQs7j
— Phillip Carter (@Carter_PE) May 1, 2016
أتفهم رغبة السي آي إيه في الاحتفال بالنصر ولكن نشر مثل هذه التغريدات يبدو لي منافيًا للأخلاقيات المتعارف عليها دوليًا ومجافيًا لحسن التقدير.
لم يكن هذا رأي كارتر وحده فقد انضم إليه آخرون في التساؤل حول الغرض من نشر أحداث العملية الآن بعد مرور خمسة أعوام.
@CIA#UBLRaid just when Pakistan is on the verge of eliminating terrorism CIA decides to open details of op it has been hiding for 5 yrs
— Zoni Khan (@zonimustaqeem) May 1, 2016
بعدما كانت باكستان على وشك القضاء على الإرهاب تُقرر السي آي إيه فتح تفاصيل الغارة على أسامة بن لادن التي كانت مخفية منذ خمس سنوات
@CIA I'm gonna get on my roof top and yell as if I'm seeing the helicopters right now #UBLRaid
— Saadat Ali Zia (@my69cents) May 1, 2016
سأصعد على سطح منزلي وأصرخ كأنني أرى المروحيات الآن.
أربك هاشتاج UBLRaids# بعض مستخدمي الإنترنت أولًا لأن اسم زعيم تنظيم القاعدة يبدأ بهذه الحروف، وثانيًا لأنه يشبه اختصارًا لاسم أحد المصارف في باكستان.
Usama? #UBLRaid? NOT Osama? #OBL? What is this? Why? https://t.co/eFcUI9q13G
— Hassan Choudary (@hassanchoudary) May 1, 2016
Usama وليس Osama ما هذا؟ ولماذا؟
ملاحظة: المقصود أن حروف الهاشتاج هي اختصار لاسم أسامة بن لادن باللغة الانجليزية. UBLRaids) Usama Ben Laden#)
And I thought #UBLRaid was a promotional event by @UBLDirect@CIA
— Mahwash (@LifeofSigh) May 1, 2016
اعتقدتُ أن UBLRaid هو إعلان ترويجي لمصرف UBL
when the ATM eats up your card for the 100th time #UBLRaid
— N (@condeshunzz) May 1, 2016
عندما يلتهم الصراف الآلي بطاقتك للمرة المئة UBLRaids#.
بينما في عام 2011 كان هناك حسابًا على تويتر ينشر بالفعل تغريدات مباشرة عن العملية، هذا الحساب لصهيب أطهر خبير برمجيات كان يعيش في أبوت أباد في ذلك الوقت حيث بدأ في نشر تغريدات عن حدث غريب، تحليق مروحيات في تلك المنطقة، ثم أدرك فيما بعد أهمية ذلك الحدث.
ونورد هنا بعض تغريداته في تلك الليلة:
Helicopter hovering above Abbottabad at 1AM (is a rare event).
— Sohaib Athar (@ReallyVirtual) May 1, 2011
مروحية تحلق فوق أبوت آباد الساعة 01:00 ليلًا. شيء غريب.
The abbottabad helicopter/UFO was shot down near the Bilal Town area, and there's report of a flash. People saying it could be a drone.
— Sohaib Athar (@ReallyVirtual) May 1, 2011
المروحية التي تحلق فوق أبوت آباد أو الجسم الغامض أُسقطت بالقرب من منطقة بلال تاون وهناك أنباء عن تصاعد النيران منها، قد تكون طائرة بدون طيار.
Uh oh, now I'm the guy who liveblogged the Osama raid without knowing it.
— Sohaib Athar (@ReallyVirtual) May 2, 2011
يا إلهي، أنا من نقل الغارة علي أسامة بن لادن نقلًا مباشرًا دون أن أدري.
انعدام ثقة في التطعيمات
على الرغم من أن القوات الخاصة البحرية الأمريكية التي قتلت بن لادن غادرت بسرعة كما أتت إلا أن تأثير ما فعلته لا يزال مستمرًا في باكستان وهو الشيء الذي لم يذكر على الإطلاق في جميع التغريدات الخاصة بالاحتفال بالعملية.
وكان لإعلان دفن بن لادن في البحر وقع سيئ علي الشعب الباكستاني عمومًا، تبع ذلك ظهور قضايا أكثر خطورة على السطح.
حسب أشهر رواية للقصة فإن وكالة الاستخبارات المركزية عملت في الظل لعدة سنوات في باكستان وقاد ذلك إلى كشف أحد العاملين مع بن لادن، وبتتبعه اُكتشف المكان الذي يعيش فيه في أبوت آباد، بعدها اختلقت الوكالة برنامجًا كاذبًا للتطعيمات ضد التهاب الكبد بهدف الحصول على عينات وراثية من داخل مقر إقامة بن لادن.
وعندما راجت أخبار التطعيمات الكاذبة عانى عمال الرعاية الصحية في باكستان من ردود فعل قاسية، واليوم يعتقد الكثير من الباكستانيين أن لقاح شلل الأطفال كان سامًا أو أنه مؤامرة من الغرب للقضاء على المسلمين كوسيلة لوقف النمو السكاني في البلاد. ويُعتقد أن حملة التطعيمات الكاذبة عام 2011 عززت الشعور بانعدام الثقة في هذه اللقاحات.
وعلاوة على ذلك فإن جماعة طالبان أصبحت تشتبه في عمال تطعيمات شلل الأطفال وتنظر إليهم على أنهم يجمعون معلومات استخباراتية للولايات المتحدة مما أدى إلى تعرض فريق تطعيمات شلل الأطفال لعملية اغتيال.
Seven police officers are shot dead in Pakistan while protecting a polio vaccination team. https://t.co/eZbVK51DLCpic.twitter.com/Monj1mjQdl
— New York Times World (@nytimesworld) April 21, 2016
قُتل سبعة ضباط شرطة بإطلاق الرصاص عليهم في باكستان أثناء حمايتهم لفريق تطعيمات ضد شلل الأطفال.
أين الشفافية؟
رأى بعض الصحفيون الاستقصائيون تغريدات السي آي إيه سخيفة، نظرًا لغياب الشفافية من السلطات حول موضوع الغارة.
ووفقًا لمنظمة مَك روك (MuckRock) ومقرها في الولايات المتحدة – وهدفها مساعدة الأشخاص في تقديم طلبات رسمية للحصول على المعلومات حسب قانون حرية المعلومات ( FOIA) – فقد رفضت وزارة الدفاع الأمريكية تقديم أية تسجيلات تتعلق بالغارة التي قتل فيها بن لادن. وأشارت مَك روك عبر موقعها على الإنترنت إلى أن وكالة الأخبار أسوشييتد برس قدمت أكثر من 20 طلبًا يتعلق بهذه القضية بموجب قانون حرية المعلومات وأتى الرد دائمًا بأنه لم يتم العثور على أية سجلات، كما تلقت مَك روك نفس الإجابة أيضًا.
.@CIA‘s tweeting of the #UBLRaid all the more offensive considering their refusal to release #FOIA docs: https://t.co/BtNKfkWW5h
— MuckRock (@MuckRock) May 2, 2016
تغريدات السي آي إيه عدائية جدًا إذا أخذنا بعين الاعتبار رفضهم إعطاء أية معلومات عن الغارة حسب قانون حرية المعلومات.
وبعد خمس سنوات ما يزال يشعر الكثير من الباكستانيين بأنه ليس هنالك إفصاحًا تامًا عن العملية العسكرية التي أدت لوفاة بن لادن وأن تغريدات السي آي إيه لم تساعد في الكشف عن هذه الحقيقة.