تغريدات وكالة الاستخبارات الأمريكية حول غارتها على بن لادن منذ خمس سنوات تضع الباكستانيين في حيرة

صورة لأسامة بن لادن للمصور آدم جونز. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي

في الذكرى الخامسة لوفاة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قررت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) – جهاز الاستخبارات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية – تذكّر ذلك اليوم بنشر تغريدات عن عملية تصفية بن لادن وكأنها تحدث الآن.

قتلت القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية بن لادن في مايو / أيار 2011 عندما داهمت مقره بعد منتصف الليل في مدينة أبوت أباد في باكستان، وتضمنت التغريدات التي نشرتها السي آي أيه العام الحالي تحديثات الوقت وخرائط الموقع مستخدمةً هاشتاج  UBLRaid#.

 غارة عسكرية أمريكية في أبوت أباد باكستان قتل فيها أسامة بن لادن.

استقبل مستخدمي الإنترنت التغريدات المباشرة بردود فعل متباينة وأيقظت انتقادات مفادها غياب الشفافية الذي أحاط بهذه العملية وعواقبها السلبية على باكستان. وقدم فيليب كارتر- وهو عضو بارز ومدير مركز الأمن الأمريكي الجديد- وجهة نظر عسكرية حيث قال:

أتفهم رغبة السي آي إيه في الاحتفال بالنصر ولكن نشر مثل هذه التغريدات يبدو لي منافيًا للأخلاقيات المتعارف عليها دوليًا ومجافيًا لحسن التقدير.

لم يكن هذا رأي كارتر وحده فقد انضم إليه آخرون في التساؤل حول الغرض من نشر أحداث العملية الآن بعد مرور خمسة أعوام.

بعدما كانت باكستان على وشك القضاء على الإرهاب تُقرر السي آي إيه فتح تفاصيل الغارة على أسامة بن لادن التي كانت مخفية منذ خمس سنوات

سأصعد على سطح منزلي وأصرخ كأنني أرى المروحيات الآن.

أربك هاشتاج  UBLRaids# بعض مستخدمي الإنترنت أولًا لأن اسم زعيم تنظيم القاعدة يبدأ بهذه الحروف، وثانيًا لأنه يشبه اختصارًا لاسم أحد المصارف في باكستان.

Usama? #UBLRaid? NOT Osama? #OBL? What is this? Why? https://t.co/eFcUI9q13G

— Hassan Choudary (@hassanchoudary) May 1, 2016

Usama وليس Osama ما هذا؟ ولماذا؟

ملاحظة: المقصود أن حروف الهاشتاج هي اختصار لاسم أسامة بن لادن باللغة الانجليزية. UBLRaids) Usama Ben Laden#)

اعتقدتُ أن UBLRaid هو إعلان ترويجي لمصرف UBL

عندما يلتهم الصراف الآلي بطاقتك للمرة المئة UBLRaids#.

بينما في عام 2011 كان هناك حسابًا على تويتر ينشر بالفعل تغريدات مباشرة عن العملية، هذا الحساب لصهيب أطهر خبير برمجيات كان يعيش في أبوت أباد في ذلك الوقت حيث بدأ في نشر تغريدات عن حدث غريب، تحليق مروحيات في تلك المنطقة، ثم أدرك فيما بعد أهمية ذلك الحدث.

ونورد هنا بعض تغريداته في تلك الليلة:

مروحية تحلق فوق أبوت آباد الساعة 01:00 ليلًا. شيء غريب.

المروحية التي تحلق فوق أبوت آباد أو الجسم الغامض أُسقطت بالقرب من منطقة بلال تاون وهناك أنباء عن تصاعد النيران منها، قد تكون طائرة بدون طيار.

يا إلهي، أنا من نقل الغارة علي أسامة بن لادن نقلًا مباشرًا دون أن أدري.

انعدام ثقة في التطعيمات

على الرغم من أن القوات الخاصة البحرية الأمريكية التي قتلت بن لادن غادرت بسرعة كما أتت إلا أن تأثير ما فعلته لا يزال مستمرًا في باكستان وهو الشيء الذي لم يذكر على الإطلاق في جميع التغريدات الخاصة بالاحتفال بالعملية.

وكان لإعلان دفن بن لادن في البحر وقع سيئ علي الشعب الباكستاني عمومًا، تبع ذلك ظهور قضايا أكثر خطورة على السطح.

حسب أشهر رواية للقصة فإن وكالة الاستخبارات المركزية عملت في الظل لعدة سنوات في باكستان وقاد ذلك إلى كشف أحد العاملين مع بن لادن، وبتتبعه اُكتشف المكان الذي يعيش فيه في أبوت آباد، بعدها اختلقت الوكالة برنامجًا كاذبًا للتطعيمات ضد التهاب الكبد بهدف الحصول على عينات وراثية من داخل مقر إقامة بن لادن.

وعندما راجت أخبار التطعيمات الكاذبة عانى عمال الرعاية الصحية في باكستان من ردود فعل قاسية، واليوم يعتقد الكثير من الباكستانيين أن لقاح شلل الأطفال كان سامًا أو أنه مؤامرة من الغرب للقضاء على المسلمين كوسيلة لوقف النمو السكاني في البلاد. ويُعتقد أن حملة التطعيمات الكاذبة عام 2011 عززت الشعور بانعدام الثقة في هذه اللقاحات.

وعلاوة على ذلك فإن جماعة طالبان أصبحت تشتبه في عمال تطعيمات شلل الأطفال وتنظر إليهم على أنهم يجمعون معلومات استخباراتية للولايات المتحدة مما أدى إلى  تعرض فريق تطعيمات شلل الأطفال لعملية اغتيال.

قُتل سبعة ضباط شرطة بإطلاق الرصاص عليهم في باكستان أثناء حمايتهم لفريق تطعيمات ضد شلل الأطفال.

أين الشفافية؟

رأى بعض الصحفيون الاستقصائيون تغريدات السي آي إيه سخيفة، نظرًا لغياب الشفافية من السلطات حول موضوع الغارة.

ووفقًا لمنظمة مَك روك (MuckRock) ومقرها في الولايات المتحدة – وهدفها مساعدة الأشخاص في تقديم طلبات رسمية للحصول على المعلومات حسب قانون حرية المعلومات ( FOIA) – فقد رفضت وزارة الدفاع الأمريكية تقديم أية تسجيلات تتعلق بالغارة التي قتل فيها بن لادن. وأشارت مَك روك عبر موقعها على الإنترنت إلى أن وكالة الأخبار أسوشييتد برس قدمت أكثر من 20 طلبًا يتعلق بهذه القضية بموجب قانون حرية المعلومات وأتى الرد دائمًا بأنه لم يتم العثور على أية سجلات، كما تلقت مَك روك نفس الإجابة أيضًا.

تغريدات السي آي إيه عدائية جدًا إذا أخذنا بعين الاعتبار رفضهم إعطاء أية معلومات عن الغارة حسب قانون حرية المعلومات.

 

وبعد خمس سنوات ما يزال يشعر الكثير من الباكستانيين بأنه ليس هنالك إفصاحًا تامًا عن العملية العسكرية التي أدت لوفاة بن لادن وأن تغريدات السي آي إيه لم تساعد في الكشف عن هذه الحقيقة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.