اللاجئون الأفغان: “لا يرحل أحد من وطنه لمجرد الرحيل. الأمر يتعلق بالبقاء”

Afghan refugees in Athens, Greece

لاجئون أفغان في أثينا، اليونان. نشرت عبر صفحة “الجالية الأفغانية في أوروبا” على فيسبوك.

يفر آلاف الأفغانيون من العنف المتزايد وعدم الاستقرار والفقر في أفغانستان أملًا في مستقبل وحياه أفضل. نسبة لوكالة الإحصاء الأوروبية “يوروستات”، يشكل الأفغان ثاني أكبر طالبي لجوء في أوروبا بعد السوريين. في 2015 وحدها تم تقديم حوالي 64 ألف طلب لجوء أفغاني.

في 2014، تم تعيين حكومة وحدة وطنية في افغانستان في أعقاب نتيجة الانتخابات المتنازع عليها في محاولة لتوحيد الأفغان من أجل أفغانستان مستقر وفي سلام.

مع ذلك، هناك ارتفاع في حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد فضلاً عن البطالة.

في 2001، كان هناك أكثر من 3.8 مليون لاجئ أفغاني، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

انخفضت أعداد اللاجئين بشدة في السنوات التي تبعت ذلك بفضل تواجد قوات إيساف (قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان) تحت قيادة الولايات المتحدة وظهور بوادر الإستقرار في أفغانستان.

مع ذلك، بنهاية عام 2015، ارتفع أعداد الأفغان الساعيين لمأوى خارج البلاد إلى 2.6 مليون بعد انسحاب القوات الأمريكية الذي شجع عمليات طالبان المسلحة ضد الحكومة.

وفقاً ليوناما (بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان)، كان عام 2015 أسوأ عام بالنسبة للمدنيين، خاصة النساء والأطفال في أفغانستان، كما بلغ ذروته في العمليات العسكرية، العام الجديد في الوقت نفسه أكمل من حيث العام السابق توقف.

مما لا يثير الدهشة، فإن تدهور الوضع الأمني سمم الإقتصاد، حيث أفادت منظمة الإحصاء المركزي الأفغاني أن بين فبراير/شباط 2015 وفبراير/شباط 2016، أن معدل البطالة ارتفع بنسبة 15%، ليصل المعدل الإجمالي حوالي 40% في جميع أنحاء البلاد.

ماذا يقول الأفغان

يصف الساسة ووسائل الإعلام الغربية في أوروبا المد الحالي للاجئين الساعيين للملاذ الآمن في الخارج بالشباب الانتهازي. هؤلاء القلة من الأفغان الذين كان لديهم الفرصة للتحدث للإعلام أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن محنتهم، رسموا صورة مختلفة.

في حديثه لقناة الجزيرة، أجمل شيرزاد، 32 سنة، الذي غادر أفغانستان للأبد مع عائلته في فبراير/شباط العام الماضي، برر قراره بالحرب وعدم الاستقرار الإقتصادي كأسباب رئيسية أجبرته هو وعائلته لمغادرة البلاد بحثاً عن حياة أفضل.

Everybody is leaving Afghanistan. The only people who will be left there are [President] Ashraf Ghani and [Chief Executive] Abdullah Abdullah.

الجميع يغادرون أفغانستان، الناس الوحيدون الذين سيظلوا هناك هم [الرئيس] أشرف غاني و[رئيس الوزراء] عبد الله عبد الله.

على الرغم من اعترافهم بمخاطر الرحلة إلى أوروبا، اختار وحيد قدري طبيب الأسنان ورنا قدري طبيبة التوليد، مغادرة أفغانستان مع أطفالهم.

في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال قدري:

If we die, we die one day. If we live here, we die everyday.

إذا متنا، فإننا نموت ليوم واحد. إذا عشنا هنا، سنموت كل يوم.

الطريق الرئيسي للمواطنين لمغادرة البلاد هو عبر إيران، ثم عبر الحدود الإيرانية-التركية الجبلية، وإلى اليونان، حيث يتجمع آلاف المحاصرون والممنوعون من السفر للبلدان الأوروبية الاخرى.

لاجئ أفغاني يحمل طفلاً فور وصوله جزيرة يسبوس اليونانية

تبقى نسبة الأفغان الفارين الذين حصلوا على حق اللجوء في البلدان الأوروبية نسبة صغيرة.

عبد البصير، العامل مع الجنود الليتوانيين في الخدمات اللوجيستية في ولاية غور بأفغانستان منذ 2005، واحد من هؤلاء المحظوظين، فقد دخل ليتوانيا بعد ندائه عبر يوتيوب من مخيم للاجئين باليونان. ليس لمعظم اللاجئين نفس الحظ.

نهاية سعيدة واحدة: نقل لاجئ أفغاني جوًا إلى ليتوانيا من اليونان بعد نداء وسائل التواصل الاجتماعي.

كيف يعيش اللاجئون في المخيمات اليونانية؟

إجمالي عدد الأففغان الذين يعيشون في اليونان غير معروف، لكن التقديرات تشير إلى حوالي الثلث من 50 ألف شخص محاصرون حاليًا في مخيمات اللائجين في البلاد.

طفل أفغاني في معسكر لاجئين بأثينا، اليونان خلال احتجاجات الأمس. 4 يونيو/حزيران 2016

ويعيشون في مباني قديمة مهجورة:

لاجئون أفغان في مطار قديم بأثينا.

أو في محطات في جميع أنحاء الجزر اليونانية:

لاجئون أفغان خيموا في محطة قديمة في أثينا. ما يقرب من 15 ألف أفغاني عالقون في اليونان.

خلال زيارة المندوب السامي للأمم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي، حذر أن “على مرأى من العالم، يعاني الملايين من شعب أفغانستان […] للأسف يبدو أن اهتمام المجتمع الدولي قد تراجع.”

دفعت توبا شهابي، وهي فنانة أفغانية، الناس للقيام بزيارات وجمع الأموال لعدد من مخيمات اللاجئين. شاركت على فيسبوك مقتطفات مؤلمة من محادثات قد أجرتها أثناء زيارتها لمخيم كاليه “الغابة” للاجئين الواقع في شمال فرنسا.

Toba Shahabi

توبا شهابي مع مجموعة من اللاجئين الأفغان في مخيم كاليه “الغابة” بفرنسا. تم نشر الصورة عبر صفحة توبا شهابي على فيسبوك.

قال أحد طالبي اللجوء لها:

How long have I been here? 4 months, yes my wife and children are still in Afghanistan and I am anxious to get out of here to a safer place of course! But the media really twists things, I never wanted to leave my beloved watan (home country) and I am not what they call an ‘economic migrant’. It's from helplessness, from futility and fear that I have left everything I know and find myself in this state. What do I want for my future? I want to return to my home, I want peace and harmony where I can raise my family. Nobody ‘wants’ to leave. That is beyond one's control; it's about survival.

منذ متى وأنا هنا؟ أربعة أشهر، نعم زوجتي وأطفالي مازالوا في أفغانستان، وأنا حريص على الخروج من هنا لمكان أكثر أمنًا بالطبع! لكن وسائل الإعلام تغير حقيقة الأشياء، أنا لا أريد ترك وطني الحبيب وأنا لست ما يسمونه “مهاجر اقتصادي”. بسبب العجز وعدم الجدوى والخوف، تركت كل ما أعرفه ووجدت نفسي في هذه الدولة. ماذا أريد لمستقبلي؟ أريد العودة لمنزلي، أريد السلام والوئام حيث أستطيع أربي عائلتي. لا أحد “يريد” المغادرة. هذا خارج سيطرة المرء، إن الأمر يتعلق بالبقاء.

يغادر الأفغان بلادهم من أجل الحياة في البلدان الأوروبية، حيث لا يتلقون الكثير من الترحيب في حين تطيل حالة عدم اليقين السياسي حياتهم البائسة في طي النسيان يوماً بعد يوم.

هم يعيشون هذه الحياة لأن أفغانستان — بلد ممزقة بالصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية — لا تستطيع تقديم كيان أفضل.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.