هل كانت محاولة قلب نظام الحكم في تركيا انقلاب حقيقي أم مجرد مسرحية

Cartoon widely shared on Facebook.

رسم كرتوني منتشر على نطاق واسع على فيسبوك.

في أعقاب ما اعتبرته الحكومة التركية وأغلب الأتراك محاولة انقلاب فاشلة، لا يزال قسم من الأتراك لا يرى الأمر كذلك.

بعد تداول أخبار الانقلاب عسكري المزعوم، برز على مواقع التواصل الاجتماعي الوسم #DarbeDegilTiyatro (مسرحية، ليس انقلاب).

يظن المدونون أن الأحداث التي شهدت مقتل 160 شخص، وقصف البرلمان، وتحليق الطائرات الحربية بشكل مخيف على ارتفاع منخفض فوق مدينتي أنقرة واسطنبول، قد نُظمت ورُتبت من قبل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان لبسط نفوذ أكبر على الحياة السياسية الداخلية.

“أريد عودة عقوبة الموت” تنتشر بكثافة على تويتر الآن

والفائز بجائزة الأوسكار: رجب طيب أردوغان

جائزة الأوسكار تذهب إلى الرئيس أردوغان

16-15 يوليو/تموز: واحدة من أحلك ليالي تركيا

نسبة لرويترز بدأت الإضرابات عندما ظهرت أخبار على الإنترنت عن قيام أفراد عسكريين بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى جسر البوسفور حوالي الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي في اسطنبول.

في نفس الوقت تم الاستيلاء على الجسر من قبل الجيش.

بعد ذلك بنصف ساعة وفي ظهور علني مشكوك به، أعلن رئيس الوزراء المعين حديثاً بن علي يلدريم أن هناك إنقلاباً نُظم عن طريق فصيل داخل الجيش التركي، وأن ذلك الانقلاب مدعوم من قبل الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة منذ وقت طويل فتح الله غولن.

سُمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في كل من أنقرة واسطنبول في الساعات التالية، مع تحليق المروحيات العسكرية وطائرات إف 16 في سماء المدن التركية الرئيسية.

قال بعض مستخدمو الإنترنت أنهم يواجهون مشاكل في استخدام الخدمة والدخول على مواقع الإنترنت، وأعلن مزود الخدمة تانل بير عن توفيره للخدمة بلا حدود للأصدقاء في تركيا للبقاء متصلين بالإنترنت.

لأصدقاتنا في تركيا، لديكم الآن حساب مفتوح للاتصال بتانل بير

وقد استولى الجنود -الذين لم يتم التعرف على قائدهم الأعلى في وقتها- على مبنى الإذاعة والتلفزيون التركي وكذلك مبنى سي ان ان تركيا وبعض القنوات الإعلامية الأخرى.

حصري: مجموعة من الجنود يقتحمون مركز دوغان الإعلامي حيث مقر سي ان ان تركيا، لقد اقتحموا الاستوديو.

وفي وسط هذه الفوضى، أعلن الجيش توليه زمام الأمور في البلاد لإحلال الديمقراطية وأعلن الأحكام العرفية وحظر التجول.

صور تظهر اصطفاف الدبابات خارج مطار اسطنبول.

كسر الرئيس أردوغان حاجز الصمت وبدد شائعات هروبه من البلاد وذلك بعد أن تكاثرت الشائعات حول مكان وجوده، حيث وجه الدعوة للجماهير للنزول إلى الشوارع والقتال من أجل الديمقراطية وذلك عبر تطبيق فيس تايم على هاتف أي فون.

“إنزلوا إلى الشوارع وأعطوهم الإجابة” هكذا قال.

أدعو الجماهير للنزول إلى الميادين والمطارات للدفاع عن الديمقراطية والإرادة الشعبية

وقد نزلت الجماهيرإلى الشوارع، وفي بعض الأحيان بشكل أكبر من ضباط الجيش.

طبقاً لمدونة سي ان ان مباشر، نتج عن محاولة الانقلاب 161 قتيل وأكثر من 1400 مصاب وكذلك اعتقال 2839 ضابط عسكري.

مع إدعاء الحكومة التركية دفع المتآمرين واستعادة السيطرة كاملة، يظن بعض الأتراك أن هناك بالفعل انقلاب يحدث في البلاد على الرغم من سياسات أردوغان الاستفزازية.

لا تصدقوا الأمر! بدأت ملامح القصة بالتكشف، لا يمكنك فبركة أمر مثل هذا بسهولة مع 300 بث حي.

لقد جلب أردوغان الديمقراطية التركية إلى شفا الكارثة، من قبل أن يلقي بها الإنقلابيون إلى الهاوية.

ألب أيرين تولبال تحدث عن نظرية ترفض جملةً وتفصيلًا كون الانقلاب من تدبير أردوغان ولكنه لايستبعد وجود مؤامرة:

For the last couple of weeks there were rumors to the effect that a large group of ranked officers in Turkish Armed Forces would be forced to retire by the end of summer. My guess is that last night's move was an organized attempt by this group of officers.

The quite obvious lack of organization and inefficiency observed in the attempted coup can also be explained without resorting to conspiracy theories or theatricality of a staged ploy: The junta prepares for, or at least entertains the idea of a coup but somehow the news of the attempt is leaked and rumor gets around.

Government learns about this. The disappearance of Erdoğan for the last week and the excitement of several foreign embassies in the last few days can also be attributed to these rumors. It is also quite possible that the government, with the comfort of being forewarned and realizing the limits of the junta, may have planned to turn this into an advantage and instrumentalize a potential coup for its own benefit.

They may have also planned to catch all the junta in the act thus making it a more open and shut case.

Obviously the junta would know that its cover had been blown and in return they may have acted prematurely as a last resort, to save their asses and made the last night's gamble. I think, this is the most logical explanation of why the coup seemed like a farce.

As to the the aftermath, I think Erdoğan is most right when he frames this as a providence from God. This coup attempt could not have come at a better time.

The u-turn in foreign policy, the admittance of failure in Syria, the great purge within the party, the issue of Syrian refugees all had brought the party esprit-de-corps to an all time low and alienated Erdoğan to his base.

And as such, it provided Erdoğan a decisive victory in domestic politics. Now he is a victorious leader once again, a veteran.

The people flooding the streets were also united in their leader's defense and this turned into an opportunity to overcome the alienation. Erdoğan will once again acquire the status of rightly-guided leader who is led and provided by by God. And of course there is no doubt that he will use this credit to utmost limits.

Kind of like the Auspicious Affair (Vaka-yı Hayriye) of 1826 whereby the Janissary corps were abolished once and for-all, this failed coup has a facet of auspiciousness. Yet, imagining the aftermath we can also predict that it will have several facets which will prove quite oppressive and burdensome for Turkish citizens.

انتشرت شائعات خلال الأسبوعين الأخيرين تفيد بإحالة مجموعة من الضباط ذوي الرتب العالية للتقاعد بحلول نهاية الصيف. أعتقد أن ماتم البارحة كان منظماً من قبل تلك المجموعة.

يمكن شرح عدم التنظيم والفاعلية الواضحين في هذا الانقلاب بدون اللجوء إلى نظريات المؤامرة أو القول أن هذا الإنقلاب مسرحية: لقد استعد ذلك المجلس العسكري للانقلاب ولكن بطريقة ما تسربت الأخبار عنه وانتشرت الشائعات. تدرك الحكومة هذا الأمر. اختفاء أردوغان في الأسابيع الأخيرة، وتحفز السفارات الأجنبية في الأسابيع الأخيرة يعود لهذه الشائعات.

ومن المحتمل أيضًا أن الحكومة قد علمت مسبقاً بأمر هذا الانقلاب وأدركت حجم هذا الانقلاب العسكري، فعملت على التخطيط لتحويل هذا الأمر واستخدامه كوسيلة لصالحها. وربما أيضاً تم التخطيط للقبض على كامل أفراد المجلس العسكري لجعل الأمر قضية مغلقة. من الواضح أن المجلس العسكري كان سيدرك أن غطائه قد كشف فعمد إلى استباق الأمر لانجاحه وهذا مارايناه في مقامرة البارحة. أعتقد أن هذا هو أكثر التفسيرات منطقية لماذا بدا الإنقلاب بهذه الهزلية.

بعد كل هذه الأحداث أعتقد أن أردوغان محقا بشأن وصف الأمر بالعناية الإلهية، بالنسبة له لايوجد توقيت أفضل من هذا لحدوث الانقلاب. تراجع السياسة الخارجية، الفشل في سوريا، التطهير الكبير داخل الحزب، أزمة اللأجئين السوريين، كل هذه العوامل لعبت دوراً في إحباط روح التضامن والوحدة وقامت بإبعاد أردوغان عن قاعدته الجماهيرية.

هكذا ساعد الانقلاب أردوغان على تحقيق نصر حاسم على مستوى السياسة الداخلية. أردوغان الآن قائد ومحارب منتصر. كانت الجماهير المندفعة في الشوارع متحدة في دفاعها عن قائدها وهو مايعد فرصة للتغلب على حالة العزلة. سيصبح أردوغان القائد الذي يدعمه ويرشده الإله مجددًا. مما لاشك فيه أنه سيستغل هذا الأمر كل الاستغلال.

في العام 1826 وقعت مذبحة الانكشارية حيث تم القضاء على قوات النخبة الإنكشارية للأبد بعد ثورتهم على السلطان محمود الثاني لرغبته استبدالهم بقوات حديثة، وهو مايشابه هذا الإنقلاب الفاشل في بعض الجوانب. تخيل الأحداث التالية تجعلنا نتنبأ أن هذا الانقلاب له جوانب جائرة وباهظة للمواطنين الأتراك.

عانت تركيا التي تمتلك واحد من أقوى جيوش العالم من انقلابات في الأعوام 1960، 1980، 1997.

أضعف صعود أردوغان مع حزبه المحافظ حزب العدالة والتنمية من دور الجيش في الحياة السياسية الداخلية.

أردوغان ألذي عبر في أكثر من مناسبة رغبته في تغيير الدستور، يعد من أقوى وأكثر الحكام طموحًا في تاريخ تركيا.

على الرغم من شعبية الحزب لما حققه في عقد من نمو اقتصادي متسارع، انزلقت البلاد في حالة من انعدام الأمن بعد قرار المشاركة في الصراع الدائر في سوريا المجاورة، وبعد تصاعد الصراع القديم مع ميليشيات الأكراد في شرق البلاد.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.