لقاء المصالح المشينة بين تركيا وأذربيجان

رجب طيب أردوغان يحتضن نظيره الهام علييف في أحد لقاءاتهم هذا العام. صورة من ويكيبيديا.

عندما يتعلق الأمر بالخلاف بين الزعيم التركي رجب طيب أردوغان وحليفه السابق فتح الله كولن “المنافس الأخطر”، فإن قرار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يستند على مقولة: عدو صديقي هو عدوي أيضًا.

عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في الخامس عشر من يوليو/تموز في تركيا، أدعى أردوغان أن كولن واحد ممن خططوا لهذا العمل وعنى بذلك أن مؤسسات كولن الناشطة في أذربيجان قد ولت أيامها بلا رجعة .

بدأت عملية التخلص التدريجي من المؤسسات التي تندرج تحت كنف التربوي والمنظر الإسلامي المثير للجدل كولن في جنوب القوقاز عقب التدهور في علاقة أردوغان وكولن مما يقرب من عامين خلت. يتهم أردوغان كولن المقيم في بنسلافينيا بحشد وتوجيه مواليه في الحكومة ضده وكذلك محاولة قلب نظام الحكم.

بينما كان أردوغان في زيارة لأذربيجان في 2014 للقاء علييف، قامت الحكومة الأذربيجانية بغلق مجموعة من المدارس المرتبطة بحركة كولن التي كانت تعتبر من أفضل المؤسسات التعليمية في البلاد. تم نقل إدارة 11 مدرسة ثانوية و13 مركز إعداد للامتحانات الجامعية وجامعة خاصة لأحد شركات النفط الحكومية الأذربيجانية.

لا يزال ذات النهج مستمرًا حتى 18 يوليو/تموز 2016:

بعدما تردد أخبار عن مشاروات بين أردوغان وعلييف، أعلن الأخير قرار إغلاق جامعة القوقاز التي تعد واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية في البلاد والمدعومة من موالي كولن.

أغلقت أذريبجان جامعة القوقاز نسبة لتقارير تزعم صلتها بجماعة كولن. الجامعة واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية في البلاد.

كنتيجة لذلك، لم يعد لدى أذربيجان، البلد الذي يعاني من تدهور مستوى التعليم والحرية الأكاديمية، أي مؤسسات تعليمية تابعة لكولن.

علق أحد الباحثين الأذربيجانين قائلًا:

Altay Göyüşov: Ərdoğan zəng edir Əliyevə ki, Qafqaz Universitetini bağla
Əliyev qayıdır ki, bəs bu camaat nə deyər, ölkədə universitet adına olan bir-iki müəssisədəndir.
Ərdoğan deyir, mənə dəxli yoxdur.
Əliyev çar-naçar Abel Məhərrəmovu ora rektor təyin edib, Ərdoğana zəng edir ki, universitetin kitabını bağladım:)

تحدث أردوغان لعلييف مطالبًا إياه بغلق جامعة القوقاز. رد علييف قائلًا بأن الجامعة واحدة من الجامعات الجيدة القليلة الباقية في البلاد الأمر الذي من شانه إثارة الرأي العام. أنا لا أكترث لذلك، رد أردوغان .

خدمة أخرى أسداها علييف لأردوغان عندما عندما قطع بث أحد القنوات الإخبارية الأذربيجانية التي أجرت حوارًا مع كولن قرابة شهر.

أغلقت أذربيجان قناة (ASN) عقب إعلانها عن مقابلة مع فتح الله كولن.

في العشرين من يوليو/تموز الماضي، أعلنت الصحيفة الالكترونية زمان أذربيجان المرتبطة بحركة كولن عن قرارها بالإغلاق، تعتبر تركيا تلك الصحيفة أحد ابرز الصحف المحرضة ضد النظام. وفقًا لبيان الصحيفة، حلت الجريدة نفسها على خلفية التطورات الأخيرة في المنطقة والتأثير المحتمل لذلك على الصداقة بين أذربيجان وتركيا.

اسطنبول عام 2014، لافته تضم صورة فتح الله كولن وأردوغان كتب عليها “أحدهما ليس أفضل من الآخر”، رُفعت اللافتة من قبل متظاهرين ضد الفساد ومشاريع البناء المخطط لها. الصورة من ديموتكس

أثار موضوع حل الصحيفة التي عملت لسنوات طويلة بشكل تطوعي دهشة الكثيرين، علق البعض بالتالي:

أذربيجان تنصاع لضغوط تركيا وتقوم بحل الصحيفة المرتبطة بكولن مع 24 عامًا في الصحافة. اليوم أغلقت الصحيفة.

أذربيجان تغلق أكبر جامعاتها الخاصة، جامعة القوفاز، لارتباطها بحركة كولن. طلب آخر من أردوغان ينفذه الرئيس الأذربيجاني.

أصبحت وسائل الإعلام المحلية والساحة التعليمية أضعف من أي وقت مضى بسبب تداعيات محاولة الانقلاب التي أنكر اتباع كولن بشكل واضح ضلوعهم فيه، فهل تفعل أذربيجان شيء ما في المقابل؟ وحدها الأيام قد تجيب عن السؤال.

على صعيد آخر، يواجه اتباع كولن أوقات صعبة في أذربيجان لكن لا يمكن مقارنته مما قد يحدث في تركيا لمن يشتبه في انتماءه لجماعة كولن.

في خلال أسبوع واحد من محاولة الانقلاب الفاشلة جرى ما يلي:

احتجاز وإقالة 59644 شخص على الأقل من وظائفهم أو جردوا من رخصهم المهنية لحد الآن.

الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بعد انقلاب تركيا: 30 حاكم ولاية، 50 رئيس بلدية، 2700 قاضي، 8000 ضابط شرطة،100 ضابط جيش واعتقال 2800 جندي.

مجال فاشل آخر، انتقام من انقلاب تركيا لم يسبق له مثيل. حتى الصحفيين لم يسلموا من ذلك.

مطاردة كولن

تواجه مدارس كولن الذي قدم نفسه من خلال أعماله الفلسفية ونشاط حركته “حزمت” باعتباره جسراً بين الإسلام والعلمانية، التي يتجاوز عددها 1000 مدرسة حول العالم وتقوم بتدريس مناهج علمانية ويقع العديد منها في الولايات المتحدة الأمريكية أضرارًا كبيرة كأثر جانبي لخلافه مع أردوغان منذ عام 2013.

قبيل نشوب الخلاف بينهما، بتفاصيل في مدونة المونيتور بقلم مصطفى أكيول، لم تكن تجري الأمور على هذا النحو حيث عمل كولن وحكومة العدالة والتمية سويًا من اجل إصلاح تركيا بالطريقة التي يرون، ولكن عندما تطلب تركيا من الولايات المتحدة تسليم كولن كي تتم محاكمته بجنحة “جرائم” خطيرة، فإن ذلك يعني أن هذه الأيام قد ولت ومن المتوقع أن تواجه عدة دول ضغوطًا دبلوماسية من أنقرة لإغلاق المؤسسات التي تدين بالولاء لأفكار كولن، إلا أنه من المرجح أن قليلاً منهم سيرضخ بسرعة ومثابرة كما فعلت أذربيجان.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.