- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

كيف دفعت المصاعب الاقتصادية بلدة صغيرة في مقدونيا إلى مناصرة ترامب

التصنيفات: أمريكا الشمالية, أوروبا الشرقية والوسطى, الولايات المتحدة الأمريكية, مقدونيا الشمالية, أفكار, انتخابات, تطوير, صحافة المواطن
"Boss Trump, ode to Nast" by DonkeyHotey (CC BY). This image of Boss Trump was adapted from Thomas Nast's most famous political cartoon titled The "BRAINS" that is available from the Library of Congress. The original cartoon was published in Harper's Weekly on October 21, 1871. [1]

كاريكاتور بعنوان “الرئيس ترامب، تحية إلى ناست” نشره مستخدم موقع فليكر DonkeyHotey بتاريخ 27 مارس/آذار 2016، وهو نسخة معدلة عن كاريكاتور سياسي مشهور للفنان توماس ناست بعنوان “العقل المدبر” الذي نشرته مجلة Harper’s Weekly بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 1871.

يملك أبناء بلدة مقدونية صغيرة اسمها فيليس عدة مواقع الكترونية تناصر دونالد ترامب عبر انتحال صفة المواقع الإخبارية ونشر تقارير مفبركة. كان لهذا الخبر وقع المفاجأة في بلد بلقاني بحجم مقدونيا يسكنه 2 مليون نسمة.

حظي الموقع الأمريكي Washington Examiner بالسبق الصحفي في شهر أبريل/نيسان [2]، حيث عرض سجلات المواقع المؤيدة لترامب في قاعدة بيانات ICANN WHOIS، وكشفت السجلات عن أسماء أصحاب هذه المواقع وعناوينهم وبيانات التواصل معهم في مقدونيا. اعتمدت جميع هذه المواقع أسماء نطاقات جذابة منها: UsaNewsFlash.com، و365UsaNews.com، وWorldNewsPolitics.com. وأوضح Washington Examiner أن هذه المواقع “قد صُممت على الأرجح بهدف استمالة الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد إلى صف مرشح الرئاسة دونالد ترامب.”

فيليس تحب دونالد ترامب.

في البداية، دارت النقاشات على الإنترنت حول إمكانية وجود صلة بين الحزب اليميني الحاكم في مقدونيا والمحافظين في الولايات المتحدة من خلال علاقات [4] في السابق.

غير أن تقريرًا استقصائيًا [5] أعده الموقع الإخباري غير الربحي Meta.mk، كشف عن دوافع أخرى تحرك أصحاب هذه المواقع المناصرة لترامب. تواصل صحفيو Meta.mk مع أصحاب المواقع، ووافق اثنان منهم على إجراء لقاء، أحدهما طالب علوم الحاسب والآخر معلم لغة إنجليزية. قال الاثنان أنهما يسوّقان ترامب بهدف كسب المال عبر استهداف “نقرات” زوار الموقع على الإعلانات الالكترونية المعروضة فيه.

تمر مدينة فيليس، البلدة الصناعية السابقة، بظروف اقتصادية صعبة حدت بشبابها للهجرة للعاصمة سكوبيه أو مدن أوروبية غربية بحثًا عن فرص العمل في ظل قلة الفرص المتاحة محليًا واقتصار الرخاء على أصحاب العلاقة بالحزب الحاكم.

قال واحد من أصحاب المواقع الذي التقى به موقع Meta.mk أنه لا يكترث بالمعايير الصحفية وصدقية المحتوى الذي ينشره أو حتى بمغبّة تضليل الناخبين الأمريكيين:

– Нешто пишувам, нешто преведувам, нешто преземам од други веб-страници. Само прикачувам вести и ништо друго. Најмногу пишувам за Доналд Трамп затоа што народот најмногу сака за него да чита, но пишувам и за други. […]
Знам дека не е сè точно што се пишува на веб-страницата, исто како што не е точно сè што се пишува и на македонските веб-страници. Но, за секоја вест имам напишано извор од каде е пренесена – вели Мирон Брезев од Велес.

قال ميرون بريزف من فيليس: “أكتب بعض المحتوى والباقي أترجمه عن أجزاء أخذتها من مواقع أخرى. أكتفي بنشر الأخبار ومعظم كتاباتي عن دونالد ترامب لأن أخباره الأكثر طلبًا كما يبدو، ولكنني أكتب عن الآخرين أيضًا. أعلم أن ليس كل ما يُنشر على الموقع مبني على الحقائق وهو حال العديد من المواقع المقدونية، إلا أنني أذكر مصادري في جميع المقالات التي أكتبها.”

بُعيد لقاء Meta.mk مع اثنين من أصحاب المواقع، سارع الآخرون المذكورون في مقالتيّ Examiner وMeta.mk باستبدال بيانات أصحاب المواقع الفعليين ببيانات شركة توفر خدمات تجهيل المصدر.

Change of registration records of a pro-Trump website documented by Meta.mk News Agency. [6]

تغيّر سجلات موقع مناصر لترامب كما وثقته وكالة الأنباء Meta.km.

استعان المغرّد @Piplinemkd بنبرة ساخرة من التصريحات الحكومية في تعليقه على ظاهرة المواقع المناصرة لترامب:

ارتفع عدد المواقع المناصرة لترامب في مقدونيا، حيث تشهد بلديتيّ فيليس وكومانوفو حاليًا أعلى مستويات النمو.

Panorama of Veles, Macedonia. Photo by Wikipedia user Makedonec, CC BY-SA 3.0. [8]

صورة لبلدة فيليس في مقدونيا. الصورة بعدسة مستخدم ويكيبيديا Makedonec، تحت رخصة المشاع الإبداعي.

وأشار آخرون من رواد التواصل الاجتماعي في مقدونيا إلى وجود صناعة منزلية تقوم على إنشاء مواقع تتناول مواضيعًا تهم الجمهور الأمريكي، بل أن ثمّة دورات تدريبية في إدارة المواقع والتسويق الالكتروني [9] موجهة إلى من يملكون المهارات الأساسية في الكتابة بالإنجليزية بهدف تعليمهم إنشاء مواقع على WordPress ثم نشر “أخبار” حول مواضيع عدة. يمكن للإعلانات على هذه المواقع إدرار بعض الدخل غير أن أكبر المستفيدين من هذه الصناعة المنزلية هم مدربو الدورات التي يعلنون عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يواجهوا صعوبة تذكر في العثور على طلاب جدد.