- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

حرب أردوغان على غولن تطال نجوم الرياضة الأتراك

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, تركيا, رياضة, سياسة, صحافة المواطن
Hakan Sukur, Turkish football legend, is wanted by prosecutors. Wallpaper from justgoodvibe.com

أسطورة كرة القدم التركية هاكان شُكُر مطلوب من قبل السلطات. مصدر الصورة justgoodvibe.com

You must move within the arteries of the system, without anyone noticing your existence, until you reach all the power centres.
You must wait until such time as you have got all the state power, until you have brought to your side all the power of the constitutional institution in Turkey.

عليك التحرك عبر شرايين النظام دون أن يلحظ أحد وجودك حتى تدرك مراكز السلطة قاطبة.
عليك التريث حتى تمسك بجميع مقاليد الحكم وتكسب إلى صفك كل سلطة المؤسسة الدستورية في تركيا.

يُنسب الاقتباس أعلاه إلى الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن إذ جاء في سياق خطبة ظهرت لأول مرة على الإنترنت في عام 1999، وكثيرًا ما يشار إلى هذا النص في معرض الحديث عنه للتدليل على النفوذ التخريبي الذي يمارسه هذا العالم الإسلامي المنفي من بلده الأم.

تتهم الحكومة التركية غولن بتدبير محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي، التي راح ضحيتها 265 قتيلًا والتي دفعت بالحكومة إلى اتخاذ إجراءات انتقامية استهدفت آلاف القضاة والضباط العسكريين والمعلمين والأكاديميين والصحافيين.

وما لبث الصراع على السلطة في تركيا أن طال عالم الرياضة.
ففي أحد الأخبار التركية هذا الأسبوع التي قد تبدو مجافية للمنطق، أصدر المدعي العام مذكرة جلب بحق نجم كرة القدم السابق هاكان شُكُر الذي ما زال أكبر هدافي المنتخب التركي على مدار تاريخه.

يشتهر شكر بإنجازاته مع نادي غلطة سراي في إسطنبول وبكونه أحد نجوم المنتخب التركي الذي فاز بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية، وقد كان أيضًا أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان حيث انتسب إليه بين عاميّ 2011 و2013.

لكن بعد خلاف أردوغان وغولن الذي يعود تاريخه إلى عام 2012 على أقل تقدير، بدا حينها أن شكر قد انحاز إلى صف غولن [1] وها هو الآن يواجه اتهامات بانتمائه إلى “حركة إرهابية مسلحة”.

صادرت المحكمة (!) في تركيا أملاك نجم الكرة المشهور عالميًا هاكان شكر ووالده لأنه أصبح من منتقدي النظام.

أتذكرون هاكان شكر؟ لقد بات آخر المطلوبين في أعقاب محاولة الانقلاب في تركيا.

يشير البعض إلى أن كلا الحليفين السابقين، أردوغان وغولن، قد حضر حفل زفاف شكر في عام 1999، أي في نفس العام الذي استقر فيه السبعينيّ غولن في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.

ويظهر أردوغان في الصورة أدناه حاملًا الميكروفون بينما يجلس غولن إلى يسار شكر.

ألا تذكر يا أردوغان؟
حفل زفاف لاعب الكرة التركي هاكان شكر المعروف بانحيازه إلى فتح الله غولن الذي يجلس بجانبه.

ومن سخرية القدر أن أردوغان نفسه لاعب كرة سابق، إذ لعب في مركز قلب الهجوم مثله مثل شكر لكن بصفة لاعب شبه محترف، غير أن مسيرته الرياضية لم تحظ بنجاح مسيرته السياسية.

الأزمة تتصاعد
ليس شكر الرياضي التركي الوحيد المتورط في حرب أردوغان مع غولن. فقد أعلن لاعب وسط نادي أوكلاهوما سيتي ثاندر لكرة السلة أنس كانتر مؤخرًا عن تغيير كنيته إلى غولن تعبيرًا عن مناصرته [10] للفيلسوف المنعزل.

مرحى!
(ترجمة عنوان الرسم: أنس كانتر يمتلك تويتر)

بدورها، أعلنت أسرة كانتر في تركيا عن تبرؤها [13] منه فيما تستمر حملة التطهير على الصعيد الوطني لما يصفه أردوغان بـ”فيروس” غولن.

ويُدعّم التزام كانتر القوي بغولن، كما هو جلي من  حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، الرأي القائل بأن حركة “حزمت” التي يقودها تتسم بميزات الجماعات المارقة.

أسرة لاعب الدوري الأمريكي للمحترفين أنس كانتر تتبرأ منه بسبب مناصرته لغولن.

لم تستطع أسرة أنس كانتر، أحد نجوم الدوري الأمريكي للمحترفين، التصدي لأنصار أردوغان في تركيا فأنكرت ابنها.

وخلال ذلك، عبّرت صحيفة ديلي صباح المعروفة بتأييدها لأردوغان عن موقفها بما لا يحتمل الالتباس:

“يا إلهي، خذ عمري وامنحه لمعلمي” يقول مؤيد تنظيم غولن الإرهابي لاعب كرة السلة المحترف أنس كانتر.

في حين يبدو دفاع كانتر عن غولن مألوفًا لمن خسروا أصدقاء أو أقارب لصالح جماعات مارقة، فإن تبرؤ أسرته منه مقلق أيضًا كما يظهر من مقارنات وسائل الإعلام بين ما تشهده تركيا هذا العام وحملات التطهير في الاتحاد السوفيتي أثناء حكم جوزيف ستالين.

وقد طالب أردوغان الولايات المتحدة مرارًا بتسليم غولن الذي يزعم البعض أنه يعاني مرضًا عضالًا.

وتتعرض شبكة غولن العالمية من المدارس والجامعات لجولة جديدة من الحصار الدبلوماسي الذي تفرضه أنقرة منذ محاولة الانقلاب في 16 تموز/ يوليو إذ يطالب المسؤولون الأتراك الحكومات حول العالم بإغلاق المؤسسات ذات الصلة بغولن.