إذا كنت تظن أن فضائح الفساد لا يرتكبها إلا الحكومات والمجرمون المعاصرون، إذًا إليك هذه القصة.
في عشرينيات القرن التاسع عشر، بدأ الجنرال الاسكتلندي جريجور ماكجريجور، وهو ضابط بالجيش خدم خدمةً متميزة في حرب الاستقلال الفنزويلية، يدعو نفسه “كاسيك” بوياي (أي زعيم الدولة) وبوياي هي دولة زائفة في وسط أمريكا اخترعها ماكجريجور واستخدمها في أعمال احتيال، بما في ذلك بيع أراضٍ لغيره من الاسكتلنديين.
هذا ملخص خدعته الكبرى كما ترويها مدونة إل أومبري لوبو (الرجل الذئب):
MacGregor era un militar condecorado en los ejércitos Ingleses, Portugués y Venezolano. Tras varias acciones militares, llegó a una zona de las costa Nicaragüense dominada por los indios Poyais, con los que firmó un acuerdo de “colonización” […y sobre la] base a los supuestos recursos naturales del Poyais, comenzó a emitir bonos que daban intereses del 6%, garantizados por el Reino de Poyais.
كان ماكجريجور ضابطًا مع أوسمة من الجيوش البريطانية والبرتغالية والفنزويلية. وبعد العديد من العمليات العسكرية، وصل إلى منطقة تطل على الساحل النيكاراغوي، يحكمها شعب بوياي الأصلي، الذي وقّع معه اتفاقية “استعمار” […و] استنادًا إلى الموارد الطبيعية المزعومة في بوياي، بدأ ماكجريجور إصدار سندات ذات معدلات فائدة قدرها 6%، بضمان مملكة بوياي.
كذلك يوضح كاتب التدوينة سياق التوقيت وسبب وقوع الكثيرين في شراك الخدعة:
Hay que situarse en el momento histórico en el que estamos. Hablamos de 1822, donde las ex-colonias Españolas estaban apareciendo en el panorama mundial como nuevos países con enorme potencial, donde muchos países con increíbles recursos necesitaban dinero para financiar sus infraestructuras y donde los rendimientos que ofrecían eran mucho mayores que los ofrecidos en Europa.
يجب أن نضع أنفسنا في هذا الوقت من التاريخ. فنحن نتحدث عن العام 1822، عندما كانت المستعمرات الإسبانية السابقة تظهر لأول مرة على الساحة العالمية كدول جديدة ذات إمكانيات محتملة هائلة، وعندما كانت الكثير من البلدان التي تتمتع بموارد مذهلة في حاجة إلى المال لكي تمول بنيتها التحتية، وكانت الأرباح الموعودة أعلى بكثير من تلك المعروضة في أوروبا.
ويُكمِل موقع الأخبار الهندوراسي، إل إيرالدو، القصة من هنا:
En septiembre de 1822 un curioso fenómeno ocurría en el puerto de Londres: el barco Honduras Packet levaba anclas con 70 colonos, incluyendo doctores, abogados y un banquero, rumbo al Reino de Poyais […].
Pero cuando arribaron a la costa atlántica de Honduras lo que hallaron fue una selva inhóspita que ofrecía más enfermedades que oro, al reverso de cómo les había prometido Gregor McGregor, un timador brillante autotitulado cacique de Poyais y a quien el “rey” misquito Frederik Augustus le había cedido en 1820 inmensas áreas de tierra (12 500 millas cuadradas) para que fundara allí un vasto Estado monárquico que al fin acabó siendo la mayor estafa internacional del siglo XIX. De los 240 colonos llegados a Poyais murió la mitad, otros volvieron a Londres o radicaron en Belice.
في سبتمبر/أيلول عام 1822، حدث أمرٌ مثيرٌ للاهتمام في ميناء لندن، حيث رفعت السفينة هندوراس باكِت مرساها وعلى متنها 70 من المستوطنين المستقبليين، ومن بينهم أطباء ومحامين ومصرفي، واتجهت نحو مملكة بوياي […].
لكن عندما وصلوا لساحل هندوراس الأطلسي، لم يجدوا إلا غابة لا تصلح للعيش فيها، بها من الأمراض ما هو أكثر من الذهب، عكس ما وعدهم به جريجور ماكجريجور تمامًا. وكان المحتال البارع قد أعلن نفسه كاسيك بوياي بعد أن سلمه “ملك” مِسكيتو، فريدريك أغسطس، مساحات شاسعة من الأراضي (12500 ميل مربع) في عام 1820 ليتمكن من تأسيس دولة ملكية كبيرة، الأمر الذي اتضح في النهاية أنه أكبر عملية نصب على مستوى العالم في القرن التاسع عشر. وقد مات نصف المستوطنين الذين وصلوا بوياي، وعددهم 240، وعاد آخرون إلى لندن واستقر غيرهم في بيليز.
دراسات وتأملات في الضحايا: العامل الرئيسي لتأسيس أعمال ضخمة
بدت وعود ماكجريجور أكثر روعةً من أن تكون حقيقية، مثل كون السكان الأصليين ودودين وشدة خصوبة التربة ووفرة الذهب، لكنه مع ذلك تمكن من خداع ضباط جيش محنكين وأطباء ومصرفي. فكيف نجح في ذلك؟ وهنا حاولت مجلة إكونوميست العثور على إجابة:
البحث الذي أجراه تَمار فرانكل في جامعة بوسطن ربما يوضح ما حدث:
Frankel studied hundreds of financial cons, looking for recurring patterns. One set that pops up time and time again describes the traits of the victims. They tend to be excessively trusting, have a high risk tolerance, and—especially the more educated victims—have a need to feel exclusive, or part of a special group. […] Some feel envious of their economic neighbours, which can lead to greedy, risky investing.
درس فرانكل مئات الخدع الاقتصادية، بحثًا عن أنماط متكررة. وهناك نمط يظهر مرارًا وتكرارًا يوضح صفات الضحايا. فهم يميلون إلى منح الثقة أكثر من اللازم ولديهم قدرة عالية على تحمل المخاطرة ويحتاجون إلى الشعور بأنهم فئة مميزة وخاصة ذوي التعليم العالي، أو بأنهم جزء من مجموعة خاصة. […] ويشعر بعضهم بالغيرة من جيرانهم المقتصدين، مما قد يؤدي بهم إلى الاستثمار بجشع ومخاطرة.
كذلك كان للدولة التي ابتكرها ماكجريجور عملتها القانونية الخاصة بها. وباستخدام هذه العملة الورقية عديمة الفائدة، عُقدت الصفقات، وقام الراغبون في البحث عن الثروة على الجانب الآخر من المحيط بدفع النقود البريطانية مقابلها.
ما زال الناس يتحدثون عن بوياي في جميع أنحاء العالم، حتى بعد انقضاء قرنين تقريبًا، حيث تُعيد منافذ الإعلام ذكر القصة من حين لآخر.
@bbcmundo
Gregor MacGregor, “príncipe de Poyais”: héroe de la independencia y estafador https://t.co/2atA3SF8gs https://t.co/ytLWZIW4qM— vivian murcia (@vivimur83) 8 de febrero de 2016
جريجور ماكجريجور، “أمير بوياي”: بطل الاستقلال ومحتال.
History's most audacious scam #Poyais #Scam #Scotlandhttps://t.co/5wAPLUNaDe pic.twitter.com/zs3YHmOWc5
— Imran Ahsan Mirza (@imranahsanmirza) 2 de febrero de 2016
عملية الاحتيال الأكثر جرأةً في التاريخ
يربط بعض مستخدمي الإنترنت بين ماكجريجور والأوضاع الراهنة، مثل هذه التغريدة عن خوان أورلاندو هيرنانديز، الرئيس الحالي لهندوراس:
Poyais debe ser la Honduras que JOH anda vendiendo… seguro es descendiente de ese farsante escocés…. https://t.co/VEiZHEwrgU
— RMA (@galileo_rm) 15 de febrero de 2016
من المؤكد أن بوياي هي جمهورية هندوراس التي يواصل خوان أورلاندور هيرنانديز بيعها… لا بُد أنه ينحدر من سلالة ذلك الاسكتلندي المحتال.
تمكن ماكجريجور من التهرب من العقاب على ما ارتكبه من احتيال. وتوفي في كاراكاس في 4 ديسمبر/كانون الأول عام 1845، ودُفن بمراسم عسكرية كاملة في كاتدرائية كاراكاس.