- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

عمل متطوعو “الخوذ البيضاء” اليومي في حلب: سحب الجثث من تحت الأنقاض

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سوريا, حروب ونزاعات, صحافة المواطن
A photo posted to the Support Syria Civil Defence Facebook page. [1]

الصورة من صفحة الدفاع المدني السوري على موقع فيسبوك

كتبت جويس هاكل  [2] هذا المقالة ونشر بالأصل في الرابع من أغسطس/آب 2016 على موقع PRI.org [3] وتتم إعادة نشرها هنا وفقاً لاتفاق تبادل المحتوى.

تتساقط القذائف من السماء على حلب يوميًا.

حينما يسمع السكان  أزيز الطائرات فوقهم، يهرع معظمهم للاختباء.

في حين تندفع مجموعة متطوعي “الخوذ البيضاء” تجاه الأماكن المدمرة. يبدو أن عملهم هذه الأيام لن يتوقف.

استمع للقصة على موقع PRI.org » [3]

“كانت الأيام القليلة الماضية في حلب أشبه بالجحيم” يقول عبد الله إسماعيل البالغ 29 عامًا ومتطوع الخوذ البيضاء، ” لا يوجد كهرباء في المدينة، الظلام في كل مكان … كل ما نملكه الآن هو فقط القنابل، القنابل، القنابل.”

لأشهر عدة، قصفت الطائرات الحربية الروسية والسورية حلب، أما خلال الأسابيع الأخيرة فأغلقت القوات الموالية للحكومة معظم الطرق المؤدية لحلب في حصار على ما يقرب من 250 ألف مدني في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في المدينة. يوماً بعد يوم، يستمر المتطوعون في سحب جثث المدنيين من تحت الأنقاض التي تخلفها الغارات الجوية. يصف عبدالله عمله الأمس بالكئيب.

“عملنا لأكثر من عشر ساعات متواصلة لاستخراج الجثث من تحت الأنقاض..” يقول عبدالله.

“بلغ عدد القتلى عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال.”

يقول أن فريقه وجد امرأة مصابة وتم نقلها إلى مستشفى قريبة حيث استطاعت النجاة.

يُعرف أصحاب الخوذ البيضاء أيضاً باسم الدفاع المدني السوري، يمتد عملهم في أنحاء المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وتعتبر واحدة من العلامات القليلة الباقية على نجاح المجتمع المدني في حلب. تواجدهم أنقذ أرواح الكثيرين في المدينة، يقول عبدالله أن الشوارع غالباً تكون خالية والمحلات مقفلة.

يواجه المتطوعون مخاطرة شخصية كبيرة، حيث تجذب التفجيرات الحشود التي غالبًا ما تكون هدفا مغريًا للمزيد من الضربات الجوية. “حينما يقصفون موقعاً ينتظرون ذهابنا إليه، ويقصفوه مرة أخرى” يقول عبدالله.

قُتل اثنان من زملاء عبدالله الشهر الماضي بعدما عادت الطائرات الحربية لتجدد قصف الموقع كانت قد قصفته منذ دقائق بينما كان رفاق عبدالله يمارسون عملهم. مات أحدهم في الحال، فقد الآخر رجله وذراعه وفارق الحياة لاحقاً في المستشفى.

رغم ذلك يقول عبدالله أنه وزملاؤه لا يبالون.

“حينما ترى معاناة الناس؛ تشعر أن عليك فعل شيء لمساعدتهم” يقول عبدالله.

” اعتبر كل من بقي في حلب بطل من الأبطال.”