رحيل الكاتبة والناشطة الحقوقية الهندية ماهاشويتا ديفي

Screenshot from an interview of Mahasweta Devi with Rajiv Mehrotra

لقطة من مقابلة راجيف ميهروترا مع ماهاشويتا ديفي.

توفيت في كالكوتا الكاتبة والناشطة الحقوقية الهندية البنغالية ماهاشويتا ديفي عن عمر يناهز 90 عامًا يوم الخميس 28 يوليو/حزيران 2016. وكانت ديفي زوجة بيجون باتشاريا، أحد أغزر الأدباء والكتاب المسرحيين البنغاليين إنتاجًا.

ولدت ديفي في الهند خلال فترة الحكم البريطاني ونشأت في أسرة من الفنانين والشعراء والناشطين الحقوقيين الذين قادوا الحركة الأدبية البنغالية آنذاك.

عاشت ديفي في أحضان الفكر الشيوعي الذي تأثرت به، حيث بدأت مسيرتها المهنية كصحافية في الهند بعد استقلالها لتنخرط بعدها في الدفاع عن الحقوق المدنية للقبائل الأصلية.

صدرت أولى رواياتها “ملكة جانسي” في عام 1956، وعُرفت ديفي بجهودها لتحسين حياة قبائل خريا سابار.

المرأة التي سارت مع المحطَمين وأبت مجالسة “العظماء”! توفيت الكاتبة ماهاشويتا ديفي في كالكوتا. يا لها من سيرة!

كانت ديفي إحدى مؤسسي مجموعة عمل حقوق قبائل الرحّل ونقض تجريمها التي امتد نطاق نشاطها من البنغال إلى غوجارات ووصولًا إلى ماهاراشترا.

في عام 2004، تحدث غانيش إن ديفي في منتدى عنوانه “الاحتفاء بالنساء: ندوة عن نساء أحدثن فرقًا” عن معرفته بماهاشويتا  ديفي:

I had by now observed that she spared no one, in particular snobs, ministers, insincere journalists and literary aspirants. […] She spoke of the civilizational graces of the adivasis, of how our society had mindlessly destroyed the culture of our great continent, and how the innocents had been brutalised. She described the context in which the infamous Criminal Tribes Act, 1871 was introduced, the process of denotification in 1952 and the plight of the nomadic communities in India ever since.

لاحظت أنها لم تستثنِ أحدًا من انتقاداتها وخاصة المتعالين والوزراء والمنافقين من الصحافيين وأصحاب الطموح الأدبي…تحدثتْ عن النعم الحضارية لقبائل الآديفازي، وكيف دمر مجتمعنا بلا وعي ثقافة قارتنا العظيمة، وكيف جُرد الأبرياء من إنسانيتهم. وصفت ديفي السياق الذي قُدم فيه قانون القبائل المجرمة لعام 1871، وعملية نقض تجريمها في عام 1951، ومحنة مجتمعات الرحّل في الهند منذ ذلك الحين.

دوبدي، قصة قصيرة

كانت دروبادي، وهي شخصية مهمة في الملحمة الهندوسية ماهاباراتا، موضع رهان في قمار خاسر خاضه زوجها يودهيسذر بعدما غامر بكل ما يملكه.

وبعد إعلان الخسارة، تُجرجر دروبادي إلى المحكمة على يد خصوم زوجها الذين يعتزمون تجريدها من ثيابها.

لكن، حين تتضرع دروبادي إلى كريشنا (أحد كبار آلهة الهندوس)، يمدها الأخير بسيل لا ينضب من قماش الساري الذي لا يستطيع الخصوم نزعه عنها، ما يجنب دروبادي الإذلال على الملأ.

ما زال لقصة دروبادي بقلم ماهاشويتا ديفي صدى واسع اليوم وخاصة حين نتذكر نساء قبائل الآديفازي اللواتي اغتصبن وقتلن من قبل…

حين أعادت ماهاشويتا  ديفي تخيل هذه القصة استبدلت الشخصية الرئيسية دروبادي بامرأة قبلية اسمها دوبدي مجهن.

في قصة ديفي، ينجح الرجال في خلع ملابس البطلة.

وفي طرحها الجريء لمأساة المرأة القبلية، لم تنجح ديفي فحسب في تسليط الضوء على المعاملة التي تلقاها المرأة من مختلف طبقات النظام الهندي الطبقي بل أيضًا على المعاملة التي تواجه المرأة في العالم أجمع.

ورغم تجريد دوبدي من ثيابها فإنها تبقى رمزًا إلى القوة.

Draupadi who tears up the rags they throw at her and flings them away, flaunting her nakedness in Senanayak’s face:

Draupadi comes closer. Stands with her hand on her hip, laughs and says, The object of your search, Dopdi Mejhen. You asked them to make me up, don’t you want to see how they made me?

تمزق دروبادي الخرق التي يرمونها بها وتطرحها جانبًا وتتباهى بعريها أمام سينانياك:

تقترب دروبادي وتضع يدها على وركها وتضحك قائلة: أنا من تبحث عنه، دوبدي مجهن. طلبت منهم أن يضعوا لي زينتي فألا تريد أن ترى ما فعلوا بي؟

إذن، وفق ترجمة غاياتري سي سبيفاك إلى الإنجليزية، تنجو دوبدي من الإذلال عبر رفضها ارتداء الثياب التي جُردت منها، ليرتد العار إلى سينانياك.

امتدت مسيرة ماهاشويتا ديفي على مدار أكثر من عشرين عامًا كانت حصيلتها مجموعة من الأعمال الأدبية الخالدة التي يحركها تعاطف ديفي مع أبناء بلدها.

ولا يختلف اثنان حول مكانة ديفي كمصدر إلهام لأجيال قادمة من الكتاب الهنود.

التعازي بالكاتبة الراحلة تغمر تويتر

لجأ الصحافيون والكتّاب إلى تويتر لنعي الفقيدة بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الأدبية البارزة.

“دروبادي” و”أم الجثة رقم 1084″ روايات لا تفوت بقلم الجبارة ماهاشويتا  ديفي. فلترقد بسلام.

بوفاة ماهاشويتا ديفي ينتهي عصر مفكرين دافعوا عن المهمشين والمضطهدين ومنحوهم صوتًا. كانت أسطورة حية. فلترقد بسلام.

سيأتي كتاب آخرون وسيرحلون لكن ماهاشويتا ديفي لن تتكرر أبدًا. كانت كاتبة وناشطة وإنسانة عظيمة.

فلترقدي بسلام يا ماهاشويتا ديفي. خسرت الساحة الأدبية بوفاتها الكثير، فقد كانت كاتبة عظيمة وناشطة استثنائية وامرأة بقلب دافئ معطاء.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.