- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مثال من بلغاريا: اللاجئون ليسوا مشكلة بل حلًا

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, المجر, بلغاريا, تركيا, سوريا, الدعم الإنساني, الهجرة والنزوح, تاريخ, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية
توطين لاجئي حروب البلقان من اليونان في بلغاريا1930. ينحدر العديد من البلغاريين المعاصرين مباشرة من عائلات من اللاجئين الذين تم دمجهم بنجاح في المجتمع البلغاري على مدى القرنين الماضيين. الصورة: ويكيبيديا، المجال العام. [1]

توطين لاجئي حروب البلقان من اليونان في بلغاريا 1930. ينحدر العديد من البلغاريين المعاصرين مباشرة من عائلات من اللاجئين الذين تم دمجهم بنجاح في المجتمع البلغاري على مدى القرنين الماضيين. الصورة: ويكيبيديا، المجال العام.

يستمر اللاجئون الفارون من الصراع والاضطهاد فى سوريا والعراق وأفغانستان وأماكن أخرى في السير على طريق البلقان من تركيا إلى هنغاريا (المجر) بحثًا عن حياة أفضل فى أوروبا الغربية، ولا تزال بعض الحكومات الأوروبية تستقبلهم بعدائية، حيث تستغل أحزاب اليمين وجودهم لإخافة ناخبيهم في حين تُستخدم أزمة اللاجئين في بعض البلدان كذريعة لأداء أنشطة شبه عسكرية [2].

إذا كنت تعتقد أن ذلك النهج خاطئ، هنا سبب آخر يضاف إلى أسبابك:

تشير الأخبار الأخيرة [3]من شبكة تحقيق مراسلي البلقان (BIRN) عن بلغاريا إلى قصة رجل يوضح كيف يمكن لللاجئين توفير حلول لبعض المشاكل القائمة، عن طريق توفير المواهب في القطاعات التي تعاني من نقص فى العمالة المؤهلة.

“The Bulgarian business processing sector lacks 50,000 people. The first condition for employees is to speak one more language apart from their mother tongue, because the companies operating from Bulgaria provide services for the whole world,” Vasil Velichkov, owner of the Sofia-based Sensika company, explained to BIRN.

يحتاج قطاع تجهيز الأعمال البلغاري لخمسين ألف شخص. حيث أن التحدث بلغة ثانية هو الشرط الأول للموظفين، وذلك لأن الشركات تقدم خدماتها من بلغاريا لكل دول العالم”. يقول فاسيل فيلكوف صاحب شركة سيسيكا ومقرها صوفيا

يساعد اللاجئون المتعلمون مثل الصحفي وأستاذ الأدب السوري إلياس سليمان (33عامًا) في سد تلك الثغرات. أتى إلياس إلى بلغاريا عام 2013 في طريقه إلى ألمانيا أو السويد، إلا أنه قضى بعض الوقت فى البلاد لمساعدة اللاجئين الآخرين كمتطوع، وبدأ في التعرف على فرص العمل في صناعة تكنولوجيا المعلومات المتنامية هنا حيث يعمل الآن في شركة تزويد، كما أنه تزوج سيدة من السكان المحليين. كانت لغته الأم (العربية) هي العامل الرئيسي في نجاحه بجانب إلمامه بالإسبانية.

من جانبه، نجح قطاع الأعمال البلغاري في إقناع الحكومة “بتسهيل الإجراءات للمتخصصين غير الأوروبين للحصول على البطاقة الأوروبية الزرقاء التي تمكنهم من الحصول على العمل”، إلا أن حالة سليمان كانت نادرة نسبيًا نظرًا لعدم وجود التوعية الحكومية اللازمة تجاه عامة السكان اللاجئين.

عائلة عراقية لاجئة تصل إلى أوروبا. صور: الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الاحمر . CC BY-NC-ND.. [4]

عائلة عراقية لاجئة تصل إلى أوروبا. صور: الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الاحمر. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي.

نقص العمالة ليس قاصرًا على بلغاريا أوعلى الأقل لن يستمر كذلك  بمرور الوقت، فمعظم البلدان الأوروبية، بما في ذلك الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعاني من شيخوخة السكان وإذا لم تتغير الأمور فإن تلك الدول ستكون بحاجة إلى قليل من العاملين من كل أنواع الوظائف في المستقبل القريب.

كما شهدت بلغاريا مغادرة جماعية لمواطنيها في تاريخها الحديث بعد انضمام بلغاريا للاتحاد الأوروبي بعدة سنوات، غادر الكثير من العمال للمزارع التي أصبحت فجأة متاحة لهم في البلدان الأكثر ثراء في الاتحاد الأوروبي. على سبيل المثال، ذهب الكثير من البلغاريين إلى المملكة المتحدة للعمل في جمع الفراولة والبطاطس أو إلى اليونان للعمل في خدمة الفنادق. حيث كان يسمع الزائر في بلغاريا في ذلك الوقت شكاوى السكان عن مغادرة الشباب والنساء.

عدم الاستثمار في اللاجئين فرصة كبيرة ضائعة

ومع ذلك، لا يتم التعامل مع اللاجئين القادمين إلى أوروبا كأعضاء محتملين في المساهمة في المجتمع.

مازال إعلان براتيسلافا [5]، الذي تم اعتماده في 16 سبتمبر/أيلول من قبل 16 من قادة 27 دولة متبقية في الاتحاد الأوروبي (بدون المملكة المتحدة) يستخدم لغة حالة الحرب أكثر من الأزمة الإنسانية. على سبيل المثال، يتحدث الإعلان عن “الالتزام الفوري للدول الأعضاء بتقديم المساعدة العاجلة لتعزيز حماية الحدود بين بلغاريا وتركيا، ومواصلة تقديم الدعم لدول المواجهة الأخرى” .

مازال اللاجئون وغيرهم من المهاجرين عرضة لسوء المعاملة. حيث أشار [6] موقع Politico.com أن لدى جماعات حقوق الإنسان في المجر مخاوف من أن يغض المجتمع الدولي الطرف عن الانتهاكات المتعددة التي ترتكبها السلطات على الحدود المجرية.

—     Hungary “beating the hell out of these people before sending them back to Serbia” – @LydsG [7] in     @POLITICOEurope [8] https://t.co/5C6bFnOX2C [9] pic.twitter.com/iedl1Byv25— Andrew Stroehlein (@astroehlein) [10]September 20, 2016 [11]

المجر” تضرب هؤلاء الناس قبل إعادتهم إلى صربيا”

كان لأوروبا نصيب من أزمات اللاجئين خلال السنوات المائة الأخيرة. وفي كثير من الأحيان، لم تتعاطف حكومات دول القارة على الرغم من الضرورات الأخلاقية. حيث تأثرت العديد من الدول على طريق البلقان اليوم بكل مباشر لأنها تمثل مصادر للناس في المنفى ووجهات للاجئين بعد حروب البلقان، الحرب العالمية الأولى، محرقة الهولوكوست [12] والثورة الهنغارية عام 1956 [13] وحملات التطهير العرقي عام 1990 في يوغوسلافيا السابقة.

“…history eventually sides with those who help refugees, not with those who vilify them.” – @NickKristof [14]http://www.nytimes.com/2016/09/18/opinion/sunday/would-you-hide-a-jew-from-the-nazis.html?smprod=nytcore-ipad&smid=nytcore-ipad-share  [15]

يظهر التاريخ أيضًا كيف يمكن للمواقف البيروقراطية المضللة  في كثير من الأحيان أن تسبب الكثير من المعاناة للبشر مثل العنصرية المحضة والتعصب. حيث زعم العديد من مرتكبي هذه الاعتداءات خلال الأحداث التاريخية المذكورة أعلاه فيما بعد أنها كانت طاعة عمياء للأوامر واتباعًا “القواعد”.

نشر مركز “صوت في بلغاريا” للإرشاد القانوني تقريرًا [17]عن النتائج التي توصل إليها حول الجوانب القانونية والإنسانية لاعتقال أكثر من 30 ألف من المهاجرين وطالبي اللجوء في عام 2015، وأكثر من 5 آلاف خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2016. ومعظم المعتقلين كانوا من سوريا وأفغانستان والعراق.

Detention of #migrants [18] in Bulgaria: download the full report https://t.co/OFrmsp49rJ [19] You can visit the website too: https://t.co/XWUMP8AUXe [20]

— Ruslan Trad (@ruslantrad) September 19, 2016 [21]

اعتقال المهاجرين في بلغاريا: قم بتحميل التقرير الكامل. بإمكانك زيارة الموقع الإلكتروني أيضًا https://t.co/XWUMP8AUXe [20]

أكد التقرير وجود “ممارسات اعتقال روتينية قائمة في معظم الحالات على سياسات “التعامل” مع تدفق المهاجرين المتزايد بدلًا من التقييم الفردي لكل حالة خاصة وضرورة فرض هذا النوع من الإجراء فقط في ضوء تحقيق الهدف النهائي وهو طرد هؤلاء الأشخاص من البلاد”.

وأشارت أيضًا إلى المواقف المثيرة للقلق نحو القُصَّر غير المصحوبين والممارسات الفاسدة خلال الاعتقال.

يمكن للخروج من ذلك التوجه أن يفيد كلًا من اللاجئين والدول المضيفة.

في عام 2014، ألقت ميليسا فليمنج لوكالة اللاجئين بالأمم المتحدة محاضرة مع TED عن الحاجة إلى مساعدة اللاجئين على إعادة بناء حياتهم، بدلاً من مجرد السماح لهم بالبقاء على قيد الحياة.

Not investing in refugees is a huge missed opportunity. Leave them abandoned, and they risk exploitation and abuse, and leave them unskilled and uneducated, and delay by years the return to peace and prosperity in their countries […] The victims of war can hold the keys to lasting peace, and its the refugees who can stop the cycle of violence.

عدم الاستثمار في اللاجئين هو فرصة كبيرة ضائعة. تركهم معزولين ومواجهين لخطر الاستغلال وسوء المعاملة، وتركهم دون مهارات أو تعليم وتأخير في سنوات الدراسة حتى العودة للسلام والازدهار في بلدانهم […] يمكن لضحايا الحرب حمل مفاتيح السلام الدائم ويمكن لللاجئين وقف دوامة العنف.