- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

لم ننسَ باسل خرطبيل رغم مرور أكثر من سنة على اختفائه

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سوريا, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, أدفوكس
Source: Dino Ahmad Ali, Freebassel, 2013.

المصدر: [1] دينو أحمد علي Freebassel 2013

مرّ عام [2] على اختفاء مطوّرالبرمجيات السوري-الفلسطيني باسل خرطبيل [3]، المعروف أيضا باسم باسل الصفدي، من زنزانة سجنه في سوريا.

كان  باسل، المدوّن ومطور برامج المصدر المفتوح، محتجزًا لدى السلطات الحكومية السورية منذ مارس/ آذار 2012. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 [2]، أُخذ باسل من سجن عدرا [4] المدني إلى مكان غير معلوم. صرّحت [5] زوجته نورا غازي بأن “الشرطة العسكرية أخذت باسل من زنزانته في عدرا مع أمر مختوم ’سري للغاية’ من المحكمة العسكرية.”

في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 ذكرت غازي [6] أنه اتصل بها أشخاص عرّفوا عن أنفسهم بأنهم يعملون في حكومة الأسد، ليبلغوها بصدور حكم الإعدام حسب زعمهم. وكتبت غازي على الفيسبوك في ذلك الوقت:

إجاني خبر صاعق انو باسل محكوم اعدام وهاد بيعني انو نقلو عالشرطة العسكرية كتير خطير … ما بعرف شي غير هيك وما بعرف اذا تنفذ شي بحقو … يارب نقدر نساعد باسل … يا رب ما يكون فات الاوان عالمحاولات …. كتير خايفين على حياة باسل

لم يتم أبدًا تأكيد هذه التفاصيل حول مكان تواجد باسل وحالته، ولم يتم تأكيد أية معلومات إضافية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015. وهذا ليس سوى الفصل الأخير من قصة سجن باسل واختفاءه.

Electronic Frontier Foundation, "Offline" project. Licensed for reuse. [7]

“بالنسبة لمعظم المشاركين في حركة البرمجيات الحرة والثقافة الحرة، فإن أسوأ ما يمكن حدوثه هو سخرية محامي حقوق التأليف والنشر. ولكن الكفاح من أجل الحرية في الشرق الأوسط شامل:الدفاع عن حق الإبداع وحرية المشاركة يعني المخاطرة بالتعرض لردّ في غاية القسوة. باسل يعاني حاليا من هذا الرد الأشد قسوة” لاري لسيك. مؤسسة الجبهة الإلكترونية، مشروع أوفلاين. إعادة النشر مرخصة.

كان باسل قائدًا للمشاع الإبداعي في سوريا وناشطًا في عدة مشاريع مثل موزيلا و فايرفوكس وويكيبيديا، كما يعود له الفضل في انفتاح الإنترنت في سوريا وتوسيع نطاق الدخول للإنترنت والمعرفة للجمهور. ووفقاً للبرلمان الأوروبي [8] فإن اعتقاله يُعتبر جزءًا من جهود الحكومة السورية لتقييد الوصول إلى التجمعات الإلكترونية وخنق حرية التعبير في البلاد.

احتُجز باسل بقاعدة للاستخبارات العسكرية في قسم كفرسوسة بدمشق من مارس/ آذار لغاية ديسمبر/ كانون الأول 2012. و في نهاية عام 2012 تم نقله إلى عدرا، حيث أتيحت له أحيانًا بعض الزيارات العائلية.

أرسل باسل إلينا رسالة من السجن [9] خلال ملتقى الأصوات العالمية للمدونين العرب المنعقد في عمّان بالأردن في يناير / كانون الثاني 2014:

In 2009, I was honored to have my body and soul with you in Beirut. That meeting taught me a lot and charged me for the next years of civic activism and for the now, with more challenges facing activists, bloggers, and countries. I know for sure that your future is in your hands, and it will be bright since you are still meeting!

I'm honored again to have my soul with you in this meeting while my body is still locked in jail. Which doesn't matter since we will win the future.

في عام 2009، كان لي الشرف بأن أكون حاضرًا بجسدي وروحي معكم في بيروت. علمني هذا الاجتماع الكثير وحمّسني للسنوات المقبلة من النشاط المدني، مع المزيد من التحديات التي تواجه النشطاء والمدونين والبلدان. وأنا أعلم يقينا أن مستقبلكم بين أيديكم، وسوف يكون مشرقًا ما دمتم تداومون على الالتقاء!
يشرفني مرة أخرى أن تكون روحي معكم في هذا الاجتماع في حين ما زال جسدي محبوسًا في السجن. و هذا لا يهم لأننا سننتصر في المستقبل.

Bassel Safadi and his wife Noura. Photo from Noura Ghazi Safadi's Facebook page.

باسل الصفدي وزوجته نورا. صورة من صفحة الفيسبوك الخاصة بنورا غازي الصفدي .

في 3 نوفمبر/ تشرين الأول 2016 نشرت غازي خاطرة (أدناه) على الألم الذي ألمّ بها منذ اعتقاله، وعلى وجه الخصوص منذ اختفائه. أملها بأنه لا يزال على قيد الحياة في تضاؤل:

سنة، ويا طول السنة، ما حدا بيعرف كيف عم يمر الليل والنهار عليي غير الله، نطرت باسل سنة بغيابه بعد ما نطرته 4 سنين باعتقاله ، وكنت مستعدة انطره كل العمر … بس مرت سنة عالغياب، وما في غير خبر اعدامه يلي تسرب بعد غيابه بشهر … سنة، الحياة فيها عم تمشي بس انا حياتي واقفة ، واقفة عند باسل، وباسل ما عم يرجع وكل يوم الامل برجعته عم يتلاشى اكتر … يمكن صار لازم أتعامل مع اختفاء باسل بشكل عقلاني ومنطقي، كتير قاسي هالحكي، والاقسى منه شعوري باني ما عاد في شي انتظره، بس صار لازم واجه الواقع ، واقع انه باسل غايب … التمسك بالامل شي حلو وعظيم ، بس التعلق بالوهم هو مرض خطير، يمكن صار لازم اقتنع انه مستقبلي ما عاد فيه باسل، يمكن صار لازم واجه هالواقع بطريقة ما تأذيني أكتر، بعرف أنه كتير صعب وبشع هالحكي، بس للأسف هاد هو الوضع السوري يلي أنا وباسل جزء منه …. ما بعرف شو ناطرني، بس بعرف أنه باسل رح يبقى معشش بقلبي وروحي لآخر لحظة بحياتي ….

في قمة  iGmena [10] 2016 المنعقدة في تونس، قامت المساهِمة من الأصوات العالمية ليلى نشواتي ريغو [11] بالتذكير بباسل وكذلك بالمبرمج المصري البارز والمدون والناشط علاء عبد الفتاح [12] الذي تم سجنه لأكثر من 840 يوما [13]، وبمطور الويب الإيراني سعيد مالكبور ا [14]لذي يقبع في السجن منذ أكثر من ثماني سنوات.

تقدم دورة المجتمع المدني في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا مع تذكير مؤثّر بخصوص علاء و باسل.

كذلك ذكر محمد الجوهري، [21] مدير لينجوا وعضو مجلس إدارة الأصوات العالمية، باسل وردّد دعوات لإطلاق سراحه:

إن مجتمع الأصوات العالمية يدعو لإطلاق سراح باسل [24] منذ عام 2012، و نكرّر دعوتنا في هذه الذكرى الحزينة، على أمل أن تكون الأخيرة.