في 13 أكتوبر/تشرين الأول حاز الفنان الأمريكي بوب ديلن على جائزة نوبل للأدب لـ”ابتكاره تعابير شعرية جديدة ومتأصلة في الإرث العريق للأغنية الأمريكية.”
وفيما احتفل الكثيرون حول العالم بفوز ديلن، استاء بعض اليابانيين عند سماع الخبر؛ إذ خاب أملهم مجددًا بمنح الجائزة إلى الروائي الياباني هاروكي موراكامي.
2016年のノーベル文学賞発表まで、あと12時間。さて、村上春樹の受賞はあるんだろうか? https://t.co/ZS08XY5Nqj
— 村上春樹新聞 (@murakami_times) October 12, 2016
اثنا عشرة ساعة تفصلنا عن إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للأدب. هل سيفوز هاروكي موراكامي أخيرًا هذا العام؟ – أخبار هاروكي موراكامي (موقع يديره معجبو موراكامي).
ويُعدّ موراكامي أحد أكثر الكتاب شعبية في اليابان، إذ يُعتبر صدور كتاب له بمثابة حدث ثقافي ضخم:
村上春樹の新刊発売カウントダウン。行列凄くて、すごすご退散。 pic.twitter.com/suHtCkcZRT
— えこら (@eikoran) April 11, 2013
بدأ العد التنازلي لطرح كتاب هاروكي موراكامي في الأسواق. الطابور طويل، لذا سأجرب حظي في وقت آخر.
ويتوزع معجبو موراكامي على شتى أنحاء العالم بفضل ترجمة رواياته وقصصه القصيرة إلى 50 لغة على الأقل. وفي رصيد موراكامي عدة جوائز رفيعة من اليابان ودول أخرى، ما يجعل جائزة نوبل للأدب خير تتويج لمسيرة طويلة من الإنجازات.
وخلال الفترة التي سبقت إعلان اسم الفائز بالجائزة، زعمت المحطة التلفزيونية اليابانية ANN أن موراكامي هو أوفر المرشحين حظًا لنيل الجائزة، ولم يرد اسم ديلن على الإطلاق في قائمة المرشحين:
وتحظى جائزة نوبل بتقدير كبير في اليابان التي حصد مواطنوها أكبر عدد من جوائز نوبل بعد الولايات المتحدة.
وقبيل الإعلان عن اسم الفائز، بلغ الترقب ذروته في أوساط معجبي موراكامي:
はい、どーも!ノーベル文学賞芸人の村上でーす!春樹でーす!
— HU N DO SHI (SSR) (@WoCrymore_) October 13, 2016
شكرًا! حاز هاروكي موراكامي على جائزة نوبل للأدب! نعم، فاز هاروكي!
غير أن النتيجة خالفت التوقعات.
#ノーベル文学賞 発表の瞬間。会場には驚きと歓喜の声が。最初はスウェーデン語だったのですが「ボブ・ディラン」という名前だけは分かりました。 #NobelLiteraturePrize pic.twitter.com/Nc16c695V1
— 渡辺志帆 Shiho Watanabe (@shiho_watanabe) October 13, 2016
لحظة الإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للأدب. مشاعر الفرح والدهشة تطغى على القاعة. تُلي نص الإعلان بالسويدية أولًا، لكنني استطعت تبين اسم “بوب ديلن”.
وتطلعًا إلى فوز موراكامي، قرر خريجو مدرسته الثانوية في مدينة كوبي التجمع هناك لمتابعة مراسم إعلان اسم الفائز عبر الأقمار الصناعية.
وقالت صحيفة Nikkon Sports أن شخصًا واحدًا على الأقل من بين الحاضرين بدا محتارًا في سبب منح جائزة أدبية إلى بوب ديلن:
村上春樹氏母校ため息「ボブ・ディランは歌手やろ」 – 社会 @nikkansportsさんから https://t.co/xOIz6Qtz40 #ノーベル文学賞 #村上春樹 #ボブ・ディラン
— 日刊スポーツ (@nikkansports) October 13, 2016
تنهد الحضور بحسرة وتساءل: “أليس بوب ديلن مغنيًا؟”
ومن ناحية أخرى، سخر بعض رواد تويتر في اليابان من الهرج الذي يكتنف إمكانية فوز موراكامي بجائزة نوبل:
ただ村上春樹が毎年今年は!ついに!ノーベル文学賞文学賞が!ついに!春樹に!ついに!!来ませんでしたーっていうゴチのピタリ賞みたいになってるのはなんか楽しいと思うからずっとやっててほしい(勿論いつか取れたらいいと思うが)
— えいな/ノル (@e_Li2CO3) October 13, 2016
“هذا العام سيفوز هاروكي موراكامي بجائزة نوبل! سيفوز بها أخيرًا! سيكون الفائز هاروكي!”
لكن يبدو أن الجميع يتعاملون مع جائزة نوبل بمنطق لعبة الكراسي الموسيقية التي تنتهي بإعلان اسم فائز واحد محظوظ لا لسبب غير أنه شارك باللعب (ولا شك برأيي أن موراكامي جدير بالجائزة).
ويتبين آخرون ملامح كوميديا سوداء في مسلسل خيبة الأمل السنوية:
「今年こそ村上春樹がノーベル文学賞か!?」と一応煽ってからの落選という一連の様式美は、もはや伝統芸の域に達していると言ってもは過言ではあるまい。家に帰るまでが遠足ならぬ、持ち上げて落とすまでが春樹。すなわち、持上春樹。 #ノーベル文学賞
— Ga_Orio(学園さん@折尾) (@Gakuen_Orio) October 13, 2016
إنها حكاية جميلة تبدأ بالتساؤل التالي، “هل سنشهد هذا العام فوز هاروكي موراكامي أخيرًا بجائزة نوبل؟”، وتنتهي كل مرة بغض النظر عن موراكامي ومنح الجائزة إلى مرشح آخر.
من السهل التنبؤ بأحداث هذه الحكاية التي تتكرر كل عام، ولست أبالغ في قولي أن الهرج الذي يحيط بمسألة منح نوبل إلى موراكامي لهو ضرب من ضروب الفن، فهو نشاط على مدار يوم نبدأه بالتفاؤل ونختتمه باليأس.
وفيما شكك البعض في صحة قرار منح جائزة نوبل للأدب إلى الشاعر الغنائي بوب ديلن، عبّر ياباني واحد على الأقل عن سعادته بالخبر:
村上春樹の小説は全部読んでるし、本人が騒動にうんざりしてることも知っている。期待した人はみな自分のためなんだろう。ディランも全部聴いてるけど選考員はどうかな。春樹を母国語で読んだわけでもないだろう。賞は政治の一部じゃないか。歌が文学として評価されたのは素直に嬉しい。
— 佐藤龍一 (@RyuichiSato) October 13, 2016
قرأت جميع روايات هاروكي موراكامي وأعرف أنه يبغض كل هذا الهرج الذي يحيط بإمكانية فوزه بجائزة نوبل. إن الناس الذين يريدون فوز موراكامي يفكرون فحسب بسعادتهم الشخصية.
استمعت إلى جميع أغاني بوب ديلن وأتساءل إذا ما حذا حذوي أعضاء لجنة جائزة نوبل، ولا أرجح أنهم قرأوا أعمال موراكامي بلغتها الأصلية.
إذًا، يبدو أن مسألة اختيار الفائز بالجائزة رهن حسابات سياسية ليس إلا.
وهذا العام، ما سررت لسبب إلا لاعتبار الأغاني أعمالًا أدبية.
ساهم ماساي أوكاباياشي في كتابة هذه المقالة.