مات العشرات وجرح الآلاف في الموجة الأخيرة من الاضطرابات في كشمير الهندية. وقد اندلعت الأحداث الأخيرة بعد أن قتلت قوات الأمن قائد المجموعة الانفصالية الكشميرية لحزب المجاهدين “برهان مظفر واني”. وتم شنَ احتجاجات عنيفة يوم 10 يوليو/ تموز عام 2016 وذلك عندما اطلقت القوات العسكرية الهندية النار على آلاف المتظاهرين الذين تحدوا حظر التجول.
تعد كشمير الهندية موطنًا لـ 12 مليون شخص وهي مقسمة جغرافيًا بين الهند وباكستان. حيث أن كلا البلدين في حالة نزاع منذ عقود حول أحقية ضم الإقليم. وهناك عدد من السياسيين والجماعات الانفصالية والمتمردين يتنازعون على أحقيتهم في تقرير هذا المصير. كشمير هي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم، كما تضم وحسب التقارير أكثر من نصف مليون جندي.
وتفيد التقارير أن أكثر من 50 شخصًا قد قتلوا، بالاضافة إلى 1000 جريح. ويقال أيضاً أن القوات الهندية استخدمت البنادق لتفريق الحشود، مما أدى إلى وقوع إصابات خطيرة وقاتلة.
وفقاً لجريدة “The Hindu”، هناك مستشفى واحدة فقط في كشمير تستقبل الحالات الحرجة من عشرات المناطق المتضررة، كما تلقت المستشفى أكثر من 933 حالة حرجة وذلك فقط في الأسبوع الأول من أغسطس / آب.
وقد كانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير فقد قام الناشط والصحفي الكشميري “نجيب مباركي” – وكذلك مستخدمو الانترنت بنشر صور للمتضررين من ضحايا القمع:
11 year old at #Kashmir hosp. his card reads ‘pellet injuries..damage eyes..liver and spleen grossly’ #KashmirSiege pic.twitter.com/ipaqjk8zPz
— najeeb mubarki (@najeebmubarki) July 12, 2016
طفل عمره 11 عاماً، في مستشفى كشمير، كتب على بطاقته تضرر شديد بالعينين والكبد.
An x ray of a #Kashmir boy hit by pellets…This evil weapon meant for beasts should be banned. @hrw @UN pic.twitter.com/flPyG0r1rO
— Wasim Khalid (@WasemKhalid) July 12, 2016
صورة أشعة لطفل أصيب بطلاقات نارية… يجب حذر هذا السلاح المدمر.
ماذا لو حدث لشخص تعرفه؟
بدأت وسائل الإعلام الرئيسية تبدي القليل من الاهتمام وذلك عندما تم عرض صور لبعض المصابين الكشمريين ومن ضمنها صورة لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، ولكن مجموعة “لن ننسى باكستان أبداً” شعرت أن الوضع أصبح أكثر سوءاً. فهل سيهتم العالم أكثر بكشمير؟ إذا كان العنف يؤثر على أحبائهم هناك. كان هذا السؤال الحافز وراء حملة التوعية ” الهند لا ترى”.
ونشرت الحملة صورًا لبعض المشاهير والجهات الفاعلة ووجوههم اصابات بليغة مثل: رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي”، لاعب الكريكيت الشهير “فيرات كولي”، والممثلان “شاه روخ خان” و”أميتاب باتشان” و”مارك زوكربيرغ” الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك.
What if you knew the Victim? #IndiaCantSee #LetKashmirDecide https://t.co/FvNxTsrHNV
— Haseena ♕ (@anitaommer1) August 4, 2016
ماذا لو كنت تعرف الضحية؟
80 more injured & 6000 pellet cartridges used in #Kashmir so far by Indian Forces #IndiaCantSee #LetKashmirDecide pic.twitter.com/vxyQEolZ5M
— Jibran Nasir (@MJibranNasir) August 5, 2016
أكثر من 80 جريحًا و6000 خرطوشة بيليه تستخدم في كشمير حتى الآن من قبل القوات الهندية.
وقد تلقت الحملة الكثير من الانتقادات، وقال البعض أن الحملة تضر الحركة في كشمير أكثر ما تنفعها وخاصة أنها من قبل جماعة باكستانية. وغالباً ما يواجه النشطاء الكشميرين التهديدات وحملات بالتشهير، متهمين أياهم بالعمل مع جماعات دولية أو باكستانية متطرفة ضد السيادة الهندية.
وأوضح الكاتب والمحرر الهندي “شينتان جيريش مودي” تحفظاته حول الحملة قائلاً:
his is why I'm skeptical of social media campaigns that grab eyeballs but are terribly thought through — causing more damage than good. After the Pakistani campaign that ran morphed images of Indian celebrities with make-believe injuries from pellet guns, there's now an Indian campaign with morphed images of Pakistani celebrities with similar injuries on their faces. The first campaign was done in the name of highlighting human rights abuses in Kashmir, and was appropriated by Pakistanis to talk about how Indian Administered Kashmir is so fucked up while Pakistan Administered Kashmir is oh-so-awesome. Zero ownership for how the Pakistani state supports terrorism/jihad (pick your term) in Kashmir. The second campaign was done by Indians who want Pakistanis to take a good long look at their terrible human rights record before they talk about AFSPA [the Armed Forces (Special Powers) Acts that give special powers to the Indian Armed Forces] and state sponsored armed violence/terrorism (pick your term) in Indian Administered Kashmir. I won't be surprised if Indians use this to prove their chest-thumping patriotism instead of looking at how we are alienating Kashmiris of all religions, and have our own terrible human rights record. Social media is such a powerful tool for dialogue and diplomacy but looks like it is being used for a digital war. Once again, the voices from Kashmir are being drowned out by Pakistanis and Indians.
لهذا السبب أعتقد وبشدة أن تلك الحملات الاعلامية التي تجذب المشاهدين قد تسببت في المزيد من الضرر أكثر من النفع. وذلك بعد الحملة الباكستانية التي نشرت صورًا لمشاهير بوليوود وهم مصابين بجروح كنوع من التظاهر، وهناك الآن حملة هندية حولت المشاهير الباكستانين بإصابات مماثلة على وجوههم.
وفي الحملة الأولى التي خصصها الباكستانيون تم تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير، وذلك لاجراء محادثات حول كيفية استغلال إدارة الهند لكشمير أما إدارة الباكستان لكشمير فهي رائعة حقاُ!!.
وعدم قدرة الدولة الباكستانية التصدي للإرهاب / الجهاد (اختار كلمتك) في كشمير. أما الحملة الثانية فقد قام بها الهنود و يريدون من الباكستانيين أن يلقوا نظرة جيدة على سجلهم الفظيع في مجال حقوق الإنسان قبل أن يتحدثوا عن قانون القوات المسلحة (القوات الخاصة) الذي يمنح سلطات خاصة للقوات المسلحة الهندية، العنف / الإرهاب (اختر كلمتك) في كشمير الهندية الخاضعة للإدارة.
لن أفاجأ إذا استخدم الهنود هذا لإثبات وطنيتهم التي تدل على غطرستهم بدلاً من النظر في كيفية عزل الشعب الكشميري من جميع الأديان، ولدينا سجلنا الرهيب في مجال حقوق الإنسان. وسائل الإعلام الاجتماعية هي أداة قوية للحوار والدبلوماسية ولكن يبدو أنها تستخدم لحرب رقمية بين الهند و باكستان. ومرة أخرى، تكمم أصوات الشعب الكشميري من قبل الباكستانيون والهنود.
هل يجب استخدام البنادق؟
لجأنا إلى المجتمع الأصوات العالمية لمعرفة آراء الكتَاب والمحررين حول ما يحدث في كشمير. و كان هناك إدانة جماعية لتلك الممارسات.
وقال “فيشال مانيف”، وهو صحفي هندي ومؤلف يعمل مع الأصوات العالمية:
The use of pellet guns on innocent Kashmiris should be banned at the earliest. It's inhumane, unethical, severely physically cripples civilians and is a grave human rights violation committed by the state. There is nothing non-life threatening about pellet guns as claimed by the Indian government. They maim, hurt, damage and cripple young children, women and youngsters who sometimes lose their eyesight due to these dangerous weapons.
يجب حظر استخدام ذلك النوع من البنادق على الكشميريين الأبرياء في أقرب وقت ممكن. ترتكب الدولة انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان فهو شيء غير إنساني، وغير أخلاقي. لا يوجد شيء لا حياة فيه لا يشكل تهديداً على المدنيين كما تدعي الحكومة الهندية. تؤذي تلك الأسلحة وتشوه وتتسبب في شلل الأطفال والنساء وفي بعض الأحيان يفقد الشباب بصرهم بسبب تلك الأسلحة الخطيرة.
أدانت “سناء جمال” الصحفية المستقلة والكاتبة من إسلام أباد في باكستان تلك الممارسات وقالت:
One glimpse at the deformed faces and maimed bodies of Kashmiri people is enough to speak of horrors caused by pellet shotguns.
يكفي نظرة واحدة على تلك الوجوه المشوهة وعلى جثث الشعب الكشميري للتحدث عن الفظائع التي تسببها تلك الأسلحة.
وأضاف الناشط والمدون المستقل “كيشولوي موخرجي” قائلاً:
It is absolutely NOT OK to use pellet guns or any form of violent means on people in Kashmir. The state machinery needs to listen to the demands of the people in the region. The only legitimate government is the one that is of the people, by the people and for the people. So the only way to stop the violence in Kashmir is for the government to first carry out a formal referendum on whether people in Kashmir want to remain with India or not.
من غير المقبول إطلاقًا استخدام بنادق أو أي شكل من أشكال العنف ضد الشعب الكشميري. تحتاج الدولة للاستماع إلى مطالب شعوب المنطقة. والحكومة الشرعية الوحيدة هي الحكومة التي ترمز إلى حكم الشعب من خلال الشعب ولمصلحة الشعب. لذا فإن السبيل الوحيد لوقف العنف في كشمير هو أن تقوم الحكومة أولًا بإجراء استفتاء رسمي حول ما إذا كان الشعب الكشميري يريد البقاء مع الهند أم لا.
ماذا عن الأصوات الكشميرية؟
أعرب مستخدم فيسبوك “شاهناواز خان” من سرينجار-كشمير، عن غضبه من استخدام البنادق لرد المتظاهرين:
When the Indian trolls justify the state brutalities by saying that ‘Kashmirs are attacking our soldiers with stones’ do they realise the point they are making. They do, and they know it is the same point we are making, that it is Us vs Them, that we are not one, that we have nothing in common.
We are Kashmiris, they are Indians. Two separate nations, two different identities. One oppressed the another oppressor.
عندما يبرر الهنود الوحشية التي يمارسونها بالقول “إن كشمير تهاجم جنودنا بالحجارة” فهل يدركون ما يقومون به؟ إنهم بالفعل، يعرفون أنها نفس النقطة التي نقوم بها، وهي “نحن ضدهم”، لسنا واحدًا، ليس لدينا شيء مشترك. نحن كشميرين وهم هنود. دولتان منفصلتان، هويتان مختلفتان. واحد مضطهد والآخر مستبد .
وندد الكاتب والصحفي الشهير الكشميري “بشارات بيير” الذي يكتب بانتظام عن انتهاكات حقوق الإنسان في صحيفة كشمير الهندية عن هذا العنف:
One of the hardest things I have ever done in my life was to look at the morning paper in Srinagar today. A 14 year old girl blinded by the pellet guns of Indian troops while she was in her home.
أصعب شيء قمت به في حياتي هو ما قرأته اليوم في الجريدة الصباحية في سريناجار عن فتاة تبلغ من العمر14 سنة كانت في منزلها عندما فقدت بصرها من قبل القوات الهندية نتيجة استخدامهم تلك الباندق.
ووصف “ميرزا وحيد”، الروائي والصحفي الكشميري الشهير، أعمال الحكومة الهندية في المنطقة بأنها فاسدة:
India's definition of ‘integral part’ is perverse to say the least. A moral system that allows you to kill, maim and blind children is a corrupt one, to say the very least.
It is quite clear then that India, in its empiric hubris, in the brute arrogance germane to occupying powers, treats Kashmiris as one thing and one thing alone–a subject race that must be punished, pulverised, into submission.
It's also Iabundantly [sic] clear that historically India has treated Kashmir as nothing but a colony, a territory of conquest, a trophy that must be won by any means.
Only other state that routinely brutalises a people is Israel. India's thinking classes should be ashamed it's being done in their name.
Any way you look at it, Kashmiris, as a people, as a society, are facing hitherto unseen collective punishment at the hands of a hawkish state.
India has kept Kashmir under a ruthless, punitive siege for nearly a month now. I hear of enormous suffering and resilience every day.
إن مفهوم الهند لـ “جزء لا يتجزأ” هو مفهوم منحرف وهذا أقل ما يمكن قوله فإن النظام الأخلاقي الذي يسمح لك بقتل وتشويه وحرمان أطفال من أبصارهم هو نظام فاسد. من الواضح أن كبرياء دولة الهند وغطرستها الغامضة مرتبط تمامًا بالاحتلال، فهي تتعامل مع الكشميريين كهدف عرقي يجب معاقبتهم وتدميرهم كما تتعامل الهند مع كشمير منذ القدم على أنها مجرد مستعمرة، إقليم غزو، مكافأة يجب الفوز بها بأي وسيلة. وهناك دولة أخرى تقوم بأعمال وحشية وبشكل روتيني على شعب آخر وهي إسرائيل. يجب أن تخجل وتتعظ الهند من الآخرين أن يتم كل ذلك باسمها. ومن منظور آخر يواجه الكشميريون كشعب ومجتمع عقابًا جماعيًا غير مرئي على يد دولة متشددة.
وقد تحفظت الهند على كشمير تحت حصار عقابي لا يرحم منذ ما يقرب من شهر الآن. فكل يوم أسمع عن معاناتهم و مقاومتهم.