- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مدير صحة حلب الشرقية يعلن توقف جميع المستشفيات عن الخدمة إثر الهجمات الممنهجة ضدها

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سوريا, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, صحافة المواطن
بيان مديرية صحة محافظة حلب. المصدر: <a href="https://www.facebook.com/SOASSyriaSociety/photos/a.254814304606564.61683.187007184720610/1175468085874510/?type=3&amp;theater">SOAS Syria Society</a>

بيان مديرية صحة محافظة حلب. المصدر: SOAS Syria Society [1]

بعد عدد من أعنف الهجمات من قبل النظام السوري والحكومة الروسية على حلب الشرقية المحاصرة، أعلنت مديرية صحة محافظة حلب أن جميع المستشفيات المتبقية في حلب خارج الخدمة.

وفي بيان صدر [2] يوم الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلنت مديرية صحة محافظة حلب:

لقد خرجت كل المشافي العاملة بمدينة حلب الحرة عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي. وهذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه بدون أي مرفق صحي  يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت الذي يسعى له النظام ولم ينفك يبحث عن وسيلة للقضاء على شعبنا الصامد.

مديرية صحة محافظة حلب

الدكتور عبد الباسط ابراهيم

وتفيد تقارير أخرى أن بعض المستشفيات لا تزال تعمل. وقال الدكتور مازن  كوارة من الجمعية الطبية الأمريكية السورية (سامز) [3] في حديثه لشبكة “سي ان ان‬‎ [4]“:

For the first time, eastern Aleppo is out of hospitals operating at full capacity. There are remaining medical facilities but they are not operating at full capacity.

لأول مرة، شرق حلب خالٍ من مستشفيات تعمل بكامل طاقتها. هناك مرافق طبية متبقية لكنها لا تعمل بكامل طاقتها.

وقال [5] مركز حلب الإعلامي عبر “سي ان ان‬‎ [4]” أن هناك خمسة مستشفيات فقط تعمل في حلب مما يؤثر على حياة أكثر من 250 ألف مدني محاصر في المدينة، يواجهون حاليًّا خطرًا حقيقيًّا.

في مقال بعنوان “قد يموت أكثر من 250 ألف شخص في حلب الشرقية بعد العشرين يومًا المقبلة [6]” نُشر في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، كتب رائد صلاح رئيس منظمة الخوذ البيض للدفاع المدني السوري، والدكتور أحمد طارقجي رئيس “سامز” وليلى سودي التي تعمل في “سامز” وفي قسم الطب النفسي بكلية الطب لجامعة ستانفورد:

Today, more than 250,000 Syrians remain trapped in besieged eastern Aleppo with limited access to food, clean water and medical supplies. Living under constant aerial bombardment, residents in the eastern part of the city have nowhere to go. Eastern Aleppo is expected to run out of food and medical supplies in 20 days or less, after which we risk losing more than a quarter-million people to mass starvation [7]and restricted access to lifesaving medical care.

لا يزال اليوم أكثر 250 ألف سوري محاصر شرق حلب مع وصول محدود للغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية. المقيمون في الجزء الشرقي من المدينة الذين يعيشون تحت القصف الجوي المستمر، ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه. ومن المتوقع نفاد المواد الغذائية والإمدادات الطبية في حلب الشرقية خلال 20 يومًا أو أقل، وبعد ذلك سيكون مصير أكثر من ربع مليون شخص المجاعة الجماعية [7] مع تقييد الوصول للرعاية الطبية الأولية.

وذكرت لينا سيرجي العطار العضو المؤسس “لمؤسسة كرم [8]” الخيرية السورية، متابعيها بالقصف الهائل الذي يقوم به النظام الروسي والسوري خلال ال 24 ساعة الماضية.

تخيل أنك تعيش في مدينة خالية تمامًا من المستشفيات. الآن تخيل أن المدينة تعرضت للقصف 900 مرة خلال 24 ساعة الماضية. إنها حلب.

 نظرًا لتكرار هذه الاعتداءات، فإنه ليس من السهل أن يُعرف على الفور من  يقف وراء تفجيرات شرق حلب، هل هو النظام السوري أم الحكومة الروسية. غير أن استخدام البراميل المتفجرة أصبح من توقيع النظام السوري. ومن بين أحدث الهجمات بالبراميل المتفجرة:

عاجل: شهد حي صاخور المنطقة السكنية في حلب هجومين بالبراميل المتفجرة من قبل سلاح الجو السوري.

عاجل: شهدت للتو منطقة سيف الدولة في حلب هجومًا ببرميل متفجر أودى بحياة شخصين على الأقل وإصابة أكثر من اثني عشر آخرين.

كانت هناك أيضًا تقارير متعددة بخصوص استخدام نظام الأسد لغاز الكلور:

حالات اختناق بين المدنيين في مساكن هنانو جرّاء إلقاء برميل متفجر محمل بغاز الكلور من مروحية تابعة لنظام الأسد.

تقارير عن هجوم جديد لنظام الأسد ببرميل متفجر يحمل غاز الكلور، مستهدفًا منطقة أرض الحمرا.

ودفعت هذه الأخبار الصحفيين والناشطين إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز بيان الدكتور إبراهيم. إذ كتب عمر إبراهيم جراح الأعصاب والناشط السوري المقيم في حلب:

“من ينقذ روحًا واحدة ينقذ البشرية جمعاء”. لقد دُمّرت جميع مستشفيات حلب الشرقية. ارفعوا أصواتكم.

وقال هادي عبد الله الصحفي السوري من حلب الذي حظي مؤخرًا بجائزة مراسلون بلا حدود:

مع استمرار استهداف المستشفيات، الغارات الجوية الموالية للنظام تدمر مستشفى الحكيم للأطفال ومستشفى بيان في حلب المحاصرة.

وقال الدكتور زاهر سحلول وهو طبيب سوري-أمريكي وعضو مؤسس لسامز، حاورته الأصوات العالمية مؤخرًا: [24]

نداء استغاثة، عاجل! تم قصف جميع المستشفيات المتبقية جرّاء ما يقوم به الأسد وبوتين من غارات جوية و قصف. الوضع كارثي!

وقال بورزو داراغي، مراسل BuzzFeed News [27] للشرق الأوسط:

رسالة من مديرية صحة محافظة حلب تقول أن كل مستشفيات المدينة غير صالحة للاستخدام بسبب قصف الأسد وبوتين. لا مكان لعلاج الجرحى.

نشرت الصحفية إيما بيلز المقيمة في لندن، سلسلة من التغريدات تقدم فيها بعض التحاليل. وأكدت أن تكتيكات النظام المفضوحة ترمي لإجبار المناطق التي يسيطر عليها المتمردون على الخضوع.

وذكّرت متابعيها أن الأساليب المستخدمة في حلب استخدمت بالفعل من قبل النظام في المناطق المحررة الأخرى مثل داريا [30] ودوما [31].

اعتبارًا من هذا المساء، جميع المستشفيات المجهزة بمرافق الطوارئ في حلب خارج الخدمة. نفذت الحصص الغذائية، القصف العنيف مستمر. 1/

لقد تم تشديد الحصار المعمول به منذ يوليو/تموز، أي قبل نحو أربعة أشهر. “الحصار والتجويع” + “الخضوع أو الموت” هي استراتيجيات متقاربة. 2/

الوضع في حلب غير مفاجئ البتة. لقد استُخدمت نفس سياسة الحصار لشل مناطق في جميع أنحاء سوريا منذ عام 2012. 3/

يأتي عادة القصف المكثف في سوريا بعد الحصار لفرض التهجير القسري. رأينا ذلك في داريا والآن في دوما. 4/

تم تنفيذ هذه السياسة لاستعادة السيطرة على أماكن أخرى، بينما تهتم الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والولايات المتحدة وروسيا ووسائل الإعلام بما يجري في حلب.  5/

بقيت هذه السياسة مستمرة دون منازع رغم الاستهانة بها  في الخارج، إلا أن النظام وروسيا يدركون فعاليتها. 6/

تُعد حلب أكبر مثال على هذه السياسة غير الإنسانية التي يجري تطبيقها. وعلى نفس المنوال، يشتد التضييق على شرق الغوطة والوعر. 7/

 “خسر” النظام 6000 معتقلا محليًّا في الوعر مما أدى لوقف خطة التهجير، يهدف القصف الحالي للضغط على المعارضة. لم يلاحظ هذا أحد. 8/

دوما تتفاوض على هدنة والتفجيرات تذكرهم بالعودة للصواب، التهجير القسري سيكون فوزًا استراتيجيًا للنظام. 9 /

وأخيرا، كتب صحفي الغارديان كريم شاهين:

أصبحت الآن جميع مستشفيات شرق حلب خارج الخدمة بسبب ضربات النظام الجوية. في حين يقف العالم متفرجًا على قتل الأهالي.

بعد حملة إبادة منظمة، توقفت كل مستشفيات شرق حلب عن الخدمة، على مرأى من العالم.