أدى مقتل الناشط البيئي جيرمي باريوس البالغ من العمر 22 عامًا في جواتيمالا إلى ازدياد المخاوف بشأن التهديدات التي توجه إلى حماة البيئة، وإلى إظهار فشل الدولة في توفير الحماية للمنظمات التي تتعرض لتهديد أيضًا.
أُردي باريوس إثر إصابته بطلق ناري في مدينة جواتيمالا في 12 نوفمبر / تشرين الثاني. فيما الأرقام تشير إلى مقتل حوالي عشرة من الناشطين في مجال البيئة عام 2015، ومعظمهم من السكان الأصليين. يعد مقتل باريوس في 12 نوفمبر / تشرين الثاني حدث مأسوي في البلاد التي يبلغ متوسط عمر سكانها 22 عامًا. تعتبر مدينة جواتيمالا واحدة من عشرة دول هي الأكثر عرضة للتغير المناخ.
عمل باريوس في منظمة CALAS، وهي منظمة نشاطها في المجال البيئي والاجتماعي والقانوني، دافع باستمرار من أجل تحسين التعليم وكان متحدث باسم إحدى المدارس الثانوية، بدأ شغفه بتحقيق العدالة الاجتماعية منذ نعومة أظفاره.
تعرضت منظمة CALAS للعديد من التهديدات، فقد كان يوري ميليني، عضو في المنظمة وأحد مدراء باريوس، هدفًا للعديد من التهديدات خلال السنوات الماضية، وأصيب ذات مرة في محاولة لإسكاته. يشتهر يوري ميليني داخل وخارج جواتيمالا بكونه مدافع عن حقوق الإنسان وعن حقوق السكان الأصليين. وُجهت أيضا تهديدات بالقتل لمدير المنظمة رافائيل مالدونادو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت دراسة حالة لمؤسسة (Front Line Defenders) (مدافعو الخط الأمامي) عن هذه التهديدات: -
The human rights defender was in the offices of CALAS on 29 July 2015 when an unknown gunman riding a motorcycle fired a number of shots outside. He also received a previous death threat in May 2015 when an unknown woman approached him at a bank and said “Soon you are going to pay for the work you are doing. You will see what will happen as a result of the work you are doing against the mining company, you are causing a lot of damage and so they will kill you”…
كان [رافائيل مالدونادو] موجودًا في مكاتب منظمة CALAS عندما أطلق مسلح مجهول يستقل دراجة نارية عدد من الطلقات في الخارج يوم 29 تموز / يوليو 2015. وكان قد تلقى تهديدًا بالقتل في أيار / مايو العام الماضي عندما اقتربت امرأة مجهولة منه داخل أحد البنوك وقالت له “ستدفع ثمن العمل الذي تقوم به، وسوف تري نتيجة لعملك ضد شركة التعدين، سيقتلونك لما سببته لهم من أضرار”…
أوضحت إريكا جيفارا روسوس مديرة منظمة العفو الدولية عن الأميركتين في تقرير صدر مؤخرًا، مدى صعوبة النضال من أجل البيئة في منطقة أمريكا الوسطى:
Defending human rights is one of the most dangerous professions in Latin America but daring to protect vital natural resources takes these risky jobs to a whole new, potentially lethal level.
يعدّ الدفاع عن حقوق الأنسان واحدًا من أكثر المهن خطورة في أمريكا اللاتينية ويحتاج إلى شجاعة لأن هذه الوظائف تكون محفوفة بالمخاطر التي قد تصل إلى الموت بهدف حماية الموارد الطبيعية.
تعرض الشباب للتهديد
أشارت الكثير من منظمات البيئة والعدالة بأصابع الاتهام إلى وجود شراكة بين البلدان الغنية مثل كندا وبين الشركات المتعددة الجنسيات مع وجود تواطؤ وصمت من الحكومات التي تستضيف هذه الشركات من أجل عمليات التعدين، في حين أنها تفشل في حماية من يناضل من أجل أراضيهم.
أصبح دعاة الحفاظ على البيئة في تهديد مستمر في جميع أنحاء القارة، وانتهاك حق الاحتجاج هو التوجه العام من كندا شمالًا إلى باتاجونيا جنوبًا. ينتج عن عدم تحقيق العدالة تأثير سلبي في كثير من الأحيان مما يؤدى إلى مزيد من عمليات القتل. حدثت حالة قتل مماثلة للناشطة البيئية بيرثا كاسيريس التي تنتمي لمنظمة COPINH في هندوراس، وقد تمكنوا من قتل كل القادة.
تعد جواتيمالا واحدة من الدول المناصرة لإجراءات التصدي لتغير المناخ. كما إنها تؤيد استجابة كندا ورئيس وزرائها لمحاولة مواجهه العنف المنتشر ضد ناشطي حقوق الإنسان، وأيضا لمعارضي وجود أضرار بيئة نتيجة الشركات الكندية. كما هو موضح من قبل شبكة التضامن مع الشعب في جواتيمالا (NISGUA):
The Justice and Corporate Accountability Project’s report, The ‘Canada Brand’: Violence and Canadian Mining Companies in Latin America, was released on October 24, 2016 and looked at incidents of violence and criminalization in connection with twenty-eight Canadian companies in thirteen countries in Latin America from 2000 to 2015. It found that at least 44 people have been killed during this time, 30 of which were targeted killings, while more than 400 people were injured, not including work-related injuries. They also found that over 700 people were legally persecuted during this period, including arrests and detentions, for their work in defense of their territories, livelihoods, health and environment.
ظهر العنف مع إنهاء عمل شركات التعدين الكندية في أمريكا اللاتينية وذلك في 24 تشرين الأول / أكتوبر 2016. تجريم التواصل مع ثمانية وعشرين من الشركات الكندية المنتشرة في ثلاثة عشر بلد في أمريكا اللاتينية منذ 2000 وحتى 2015، ووجد أن حوالي أربعة وأربعون شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم خلال هذا الوقت، وتم استهداف ثلاثون منهم بالقتل، فيما تم أصابه أكثر من أربعمائة شخص بجروح، هذا عدى عن أصابات العمل. وصرح باحثون أيضًا أن أكثر من سبعمائة شخص تعرضوا للملاحقة القانونية والاعتقال والاحتجاز خلال هذه الفترة وذلك نتيجة عملهم في الدفاع عن أراضيهم وسبل العيش والصحة والبيئة.
تتعرض البلاد أيضًا إلى المساءلة من أجل موقفها تجاه الجرائم التي حدثت سابقًا ومن إجراءات مكافحة الإفلات من العقاب. من المتوقع وجود دعم من المجتمع الدولي لكي تستطيع جواتيمالا حماية الناشطين والمدافعين عن حقوق الأنسان من أجل مستقبلها.