- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

على رواد السينما في الهند أن يقفوا احترامًا للنشيد الوطني وإلا…

التصنيفات: جنوب آسيا, الهند, حقوق الإنسان, حكم, سياسة, صحافة المواطن, قانون
Chennai theatres play the national anthem before the main picture starts rolling, in accordance with the Supreme Court's ruling. Screenshot from YouTube Video by Netalert The Hindu [1]

عزف دور سينما تشيناي للنشيد الوطني قبل البدء بعرض الفيلم تطبيقًا لحكم المحكمة العليا. صورة من فيديو على يوتيوب من Netalert The Hindu

يعدّ تقليد عزف النشيد الوطني في قاعات السينما الهندية قديمًا، ولكن القوانين الإلزامية جديدة إلى حدٍ ما، في 2003، جعلت حكومة ولاية ماهاراشترا عزف النشيد الوطني في قاعات السينما في الولاية إجباريًا [2]. وفقاً للسياسي الذي طالب بالقانون ناريندرا فيرما، من الممكن أن يوحّد النشيد الشعب [3]عند عزفه في قاعات السينما بما أن الملايين يشاهدون الأفلام كل يوم.

ولكن هذا التقليد كان سائدًا في ولاية واحدة فقط. أما الآن، فيجب أن تعزف كل قاعات السينما في الدولة النشيد الوطني مع صور للعلم الهندي القومي قبل بدء عرض الفيلم حسب أمر أصدرته [4] المحكمة العليا للهند في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وأوصت المحكمة أيضًا باتباع [4] الحكم “حرفيًا وروحيًا” من قبل رواد السينما، بمعنى أنه يجب على الحضور الاستمرار فى الوقوف أثناء عزف النشيد.

بعد إصدار الحكم، تم استهداف الأشخاص في السينما بسبب عدم وقوفهم أثناء النشيد من قبل قوات الأمن بالدولة ومن أشخاص عيّنوا أنفسهم رقباء. ولقد صدرت أيضاً تقارير [5] عن أشخاص تم الاعتداء عليهم في هذا السياق.

حسب تقرير [6] صحيفة هندوستان تايمز، تم احتجاز اثنا عشر شخصًا، وإن كان لفترة وجيزة، فى ثيروفانانثابورام، عاصمة ولاية كيرلا الهندية، بسبب ادعاءات بعدم احترامهم الدولة لأنهم لم يقفوا أثناء عزف النشيد في مهرجان كيرلا السينمائي الدولي [7]. وتلت هذه الاعتقالات احتجاجات في مكان المهرجان، وعلق المحتجون بأن مثل هذه الاعتقالات تعد تهديدًا للديمقراطية.

تم القبض على كاتب من كيرلا يدعى كمال سي شافارا بتهمة التحريض بسبب منشور ساخر على فيسبوك ردًا على إيقاف المواطنين.

وحتى ذوي الإعاقة لم تشفع لهم إعاقتهم، فقد تم الاعتداء [8] على الكاتب والناشط فى مجال حقوق ذوي الإعاقة الذي يستخدم كرسيًا متحركًا سليل تشاتورفيدي لأنه لم يقف.

يحدث الآن ما خشيناه من عواقب أمر المحكمة العليا السخيف لمسألة النشيد الوطني، فهو يروج للاقتصاص غير القانوني!

الوطنية الإجبارية مقززة

طُرحت عدة نقاشات ضد المنطق المساند لحكم المحكمة، فعلى سبيل المثال، أشارت [11] امرأة من جنوب إفريقيا كان قد تم الاعتداء على حبيبها الهندي لعدم وقوفها أثناء عزف النشيد بإحدى دور السينما في مومباي إلى أنها وجدت مفهوم الوطنية ضيقًا، لأنه مزج بين فئات مختلفة من الشعب. بالإضافة لهذا، فهي لم يكن لديها أية ارتباطات جغرافية سياسية تجاه الهند، ولكن لا يعني أياً من هذا أنها كانت تبدي عدم احترام للدولة أو النشيد.

على نحوٍ مماثل، جادل [12] البعض بأن عزف النشيد الوطني قبل بداية فيلم يعد إهانة للنشيد. وأوضح العلماني البارز رام بنيانى وجهة نظر [13] مماثلة، فقال أن حكم المحكمة يُعتبر انتهاكًا للحريات المدنية:

While a decade ago the Court could rule in favor of the individual liberty; now it seems the trend is just the opposite as ‘love for mother land, nationalism, patriotism’ are being flaunted at the drop of the hat. All those not agreeing with the policies of the ruling government are being dubbed anti national, it is being said that they are ‘not patriots’.

بينما منذ عشر سنوات كان من الممكن أن تحكم المحكمة لصالح حرية الأفراد، يبدو الآن أن السائد هو العكس، “حب الوطن والقومية والوطنية” يتم تجاهلهم على الفور. ويُلقب كل من لا يقبل سياسات الحكومة بالمناهض لمصلحة الوطن ويُقال أنه “غير وطني”.

مثلما لا يأخذ بعض الأشخاص هذا الأمر على محمل الجد، لا تتبع كل دور السينما القانون بصرامة كما توضح التقارير [14].

ولقد ظهرت ردود أفعال مختلفة على تويتر أيضًا. من بينها، رد فعل المخرج سانال كمار ساسيدهار [15]:

أشعر بالأسف على نشيدنا الوطني. الوطنية الإجبارية مقززة.

ونشر أحد مستخدمو تويتر ويُدعى سهيل صورة [18] لخطاب مثير للاهتمام للمحرر مطلقًا عليه اسم “الرد المثالي على مناقشات النشيد الوطني”:

I go to the cinema to relax and amuse myself, not to show my patriotism to my fellow countrymen. People who question my patriotism can come to my house. I will make it mandatory for them to sing the national anthem before they enter. -Prince Bharadwaj, Asansol

أذهب إلى السينما لأسترخي وأستمتع بوقتي وليس لإظهار وطنيتي لأهل بلدي. ومن يشكك في وطنيتي يمكنه أن يأتي إلى بيتي حيث سألزمه بغناء النشيد الوطني قبل الدخول. – برينس بهارادواج، أسانسول.

ولكن بالنسبة ليوجيش فيسواناثان، يعد عدم الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني علامة فعل امتهان من الممكن تجنبه:

ألا تستطيع أن تقف لمدة اثنين وخمسين ثانية من أجل النشيد الوطني؟ إذا لا يمكنك الوقوف في الخارج لمدة اثنين وخمسين ثانية، فلا تفعل شيئًا مهينًا.

ومما يثير الاهتمام أن البعض يجادل [22] بالرغم من حكم المحكمة العليا، مازال المواطنون غير ملزمين قانونيًا بالوقوف عند عزف النشيد الوطني في قاعات السينما. ولقد ظهرت ادّعاءات بتجاوزات قضائية [22] بما أنه ليس من المفترض أن تأخذ المحاكم دورالهيئة التشريعية:

Remember, none of these directions have any statutory backing. There is no law which is being implemented, nor are any fundamental rights being violated in the absence of such a law. That, however, does not stop the court as it assumes for itself the role of the legislature, executive and judiciary in one go, claiming an extra-constitutional power that is the hallmark of absolute tyrants.

تذكروا، ليس لأي من هذه التعليمات أساسًا قانونيًا. ولا يوجد قانون يتم تطبيقه أو أية حقوق أساسية يتم التعدى عليها فى غياب مثل هذا القانون. ولكن هذا لا يوقف المحكمة، فهي تستحوذ على دور الهيئة التشريعية والتنفيذية والقضائية فى آنٍ واحد ناسبة إليها قوى دستورية عليا هى سمة الطغاة.