- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

من هو الكوميدي الذي اعتقلته “حماس” بسبب فيديو “بدنا كهربا”؟

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, فلسطين, النشاط الرقمي, حرية التعبير, حقوق الإنسان, صحافة المواطن
عادل المشوخي. مصدر الصورة: موقع رصيف 22

عادل المشوخي. مصدر الصورة: موقع رصيف 22

نشر الموضوع لأول مرة على موقع رصيف 22 [1]، وتعيد الأصوات العالمية نشره باتفاق مع الموقع

بقلم: حسام خضرا

ما أن خرج الفنان الكوميدي المثير للجدل عادل المشوخي بمقطع فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد خلاله حركة “حماس”، بسبب ما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، حتى بات رواد شبكات التواصل الاجتماعي يراهنون على الرد الذي سيصدر عن الحركة.

وجاء الرد سريعًا من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، إذ تم اعتقال [2] الفنان المشوخي مساء الأربعاء الحادي عشر من يناير/كانون الثاني، من أمام باب منزله في حي الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وما أن لبثت مواقع التواصل الاجتماعي أن انتفضت مدافعة عن حق المشوخي في إبداء رأيه في تلك الأزمة التي يعاني منها كل سكان القطاع.

السجن للمرة التاسعة

عادل المشوخي فلسطيني من قطاع غزة، أثار الكثير من الجدل والنقاش الجدي والهزلي خلال الفترة الماضية. كما حقق نجاحًا كبيرًا في صفوف الفلسطينيين، من خلال أغانيه الساخرة التي تتحدى الواقع الاجتماعي الصعب في قطاع غزة، الذي يغلب على سكانه الطابع المحافظ. وتسببت أغانيه في سجنه من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس، مراتٍ عدة.

المشوخي مقتنع تمامًا أن جمال الصوت ليس مقياسًا لأن يصبح مغنيًا. المهم بالنسبة إليه هو إضحاك الناس البسطاء في قطاع غزة، خصوصًا أنهم يعانون واقعًا صعبًا جراء الحصار والحروب الإسرائيلية المتتالية.

تعرض المشوخي للتوقيف 8 مرات لدى الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، كان آخرها في نهاية يوليو/تموز الماضي، بتهمة إهانة الوظيفة العسكرية في أغانيه، خصوصًا أنه يعمل موظفًا في جهاز عسكري تابع لحماس في غزة. وقامت لجنة الشؤون العسكرية للأجهزة الأمنية في غزة، في مايو/أيار الماضي، بتخفيض رتبته من ملازم أول إلى مساعد، بعد نشره مقطع فيديو طالب خلاله حماس، تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، بعد وفاة ثلاثة أطفال من عائلة واحدة جراء حريق نشب في منزلهم بمخيم الشاطئ غرب المدينة، بسبب شمعة تم إشعالها بعد انقطاع التيار الكهربائي.

وظهر المشوخي في تسجيل مقتضب، وهو يصرخ بصوت مرتفع: “عشر سنوات وإحنا ضايعين… أحمل المسؤولية لحماس كاملة عن ضياع الشعب الفلسطيني. تنحي يا حماس وسلمي قطاع غزة للسلطة الفلسطينية.. رجعتينا 300 سنة لورا (للخلف). لا ماء. لا كهرباء. لا شغل. لا معابر”.

مقتطفات ساخرة

“محدش يحكي معايا… أنا زعلان اليوم… الفار بيلعب في عبي (بداخل صدري)… وين البنطلون”. هذا مقطع من أغنية البنطلون، التي أصدرها الفنان المشوخي، كما يحب أن يُطلَق عليه، في أغسطس/آب الماضي. حققت هذه الأغنية نجاحًا منقطع النظير، رغم عدم وجود معنى واضح لكلماتها، حتى أنها أصبحت تتردد في الحفلات والأعراس الفلسطينية.

عن أغنية البنطلون، قال المشوخي في حديثٍ سابقٍ لرصيف22: “أنا أتحفظ على المعنى الحقيقي لأغنية (البنطلون). الأغنية بالنسبة لي لها معان كثيرة، لكن المعنى الذي عرفه الناس أن الأغنية تتكلم عن واقع الشباب ومعاناتهم في قطاع غزة”.

وأضاف المشوخي: “ربما هناك أشخاص يحاولون التقليل من أهمية الفن الذي أقدمه، ويرون أن كلمات الأغاني تافهة. أنا أقول إنها بلا معنى محدد، لأنها مجرد مصطلحات نستخدمها في حياتنا اليومية. لكن المهم بالنسبة إلي أن أتمكن من رسم الضحكة على وجوه الناس، والترفيه عنهم”.

القطة

أغنية أصدرها المشوخي في يوليو/تموز الماضي، وكانت سببًا رئيسيًا في شهرته، إذ حصدت أكثر من مليون مشاهدة على موقع “يوتيوب”. يقول المشوخي: “أطلقت على هذه الأغنية اسم القطة، بعد حادثة حصلت معي. كنت أمشي في ميدان النجمة جنوب قطاع غزة، فرأيت قطة تمشي في الشارع، وبمجرد أن اقتربت منها بدأت تركض وهربت. شعرت بالحزن حينها، لماذا تخاف مني القطة، أنا إنسان مسكين. لكن قلت في نفسي أكيد أن أحداً ضربها أو أذاها”.

أغنية «إتز»

هذا كان العنوان الذي اختاره المشوخي لأغنيته الأخيرة، التي أطلقها في سبتمبر/أيلول الماضي، وكانت باللغة الإنجليزية.

من المهم كثيراً أن نعرف أننا نعيش في أحد أروع الأماكن في العالم
هي فلسطين ..
فيها أناس طيبون.. وشمس ذهبية
فيها سماء وبحر أزرقان
حين أكون سعيدا ألهوا مع الزهور والأشجار
حين أكون سعيدا أسأل القمر
حين هاجمنا العدو دمر الزهور والأشجار
هذه قصتنا.. قصة شعب

النص السابق هو الترجمة الحرفية لأغنية «إتز»، التي اعتبرها المشوخي بمثابة الانطلاقة الفعلية لمشواره الفني، خصوصًا أن شركة فلسطينية هي من قامت بإنتاجها، بعد أن كان يعتمد على مجهوده الذاتي في تسجيل أغانيه السابقة، التي استخدم لتصويرها كاميرا الهاتف المحمول.

من “المدمن” إلى “البنطلون”

“أنا فنان وأنتجت أغاني وأفلامًا ومسرحيات بأبسط الإمكانيات. طرحت نوعًا جديدًا من الفن في قطاع غزة. نحن في غزة نعاني من الحصار والكبت. الناس تعبت وبحاجة إلى من يشعر معها. فنانون كثر غنوا للوطن والقدس والشهداء، لكن لم يغن أي فنان للقطة أو البنطلون، والهدف الأساسي إضحاك الناس فقط”.

شارك المشوخي في العديد من الأعمال المسرحية والأفلام الكوميدية، وكانت قضايا الشباب في قطاع غزة محور أعماله، تدور حوله غالبية تلك الأعمال، مثل فيلم “المدمن”، الذي طرح فيه الصراع السياسي والاجتماعي بين حركتي “فتح” و”حماس”. خصوصاً أن هذا الصراع ترك أثرًا غائرًا في النسيج الاجتماعي بالقطاع. ويغلب الطابع المحافظ على سكان القطاع الفقير، الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة، غالبيتهم من اللاجئين.