- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

وزير التعليم الهندي: الأبقار هي الحيوانات الوحيدة التي تستنشق الأكسجين وتُطلقه

التصنيفات: جنوب آسيا, الهند, أخبار عاجلة, أفكار, الإعلام والصحافة, تاريخ, حكم, سياسة, صحافة المواطن, طعام, فكاهة, فنون وثقافة
The cow is, quite possibly, the most talked about animal in India. Image from Flickr by Rod Waddington. CC BY-SA 2.0 [1]

الأبقار، على ما يبدو، هي أشهر الحيوانات في الهند. الصورة عبر مستخدم فليكر Rod Waddington ننشرها بموجب ترخيص المشاع الإبداعي

يبدو أن للبقرة الهندية قوى جبارة، أو بمعني أصح، هي تبدو كذلك بالنظر الى آخر تعليق [2] صدر عن وزير التعليم الهندي فاسوديف ديفناني. فبحسب ما قال، إن البقرة هي الحيوان الوحيد الذي يقدر على استنشاق الأكسجين وإطلاقه. وترددت أنباء حول ادعائه بأن أي شخص يقترب من البقرة سيشفى من أمراض مثل البرد. كان هذا التصريح الفاضح هو آخر التصريحات المضافة إلى قائمة “الهوس بالأبقار” عند الحزب الحاكم بهاراتيا جاناتا. [3]

بعد التصريح بقليل، نُشرت تغريدات ساخرة ومرحة.

وزير راجاستان: البقرة هي الحيوان الوحيد الذي يستشق الأكسجين ويطلقه./ أنا على إقتناع أن وزراء التعليم غير مطالبين بأن يكونوا متعلمين أو مثقفين.

المضيفة الجوية: في حالة إنخفاض الضغط، سيظهر أمامكم أوتوماتيكيًا أقنعة أكسوجين
متعصب : أريد بقرة.

الشجرة البقرة تطلق غاز الأكسجين.

ولكن أشارت صحيفة ذي لوجيكال إنديان [9] إلى حقيقة الوضع:

There are many who believe this and share the information on WhatsApp and Social Media.

يصدق هذه المعلومة العديد من الناس ويشاركونها عبر تطبيق واتساب ومواقع التواصل الإجتماعي.

وعلَق [10] مستخدم موقع ريدت Completeturnaround:

Technically that is correct. It does breathe in air containing~0.04%co2 and does exhale our air with about 15% o2. Unfortunately so do all mammals.

What sirjee missed was in that conversion process the cow sure does make a mean steak of itself.

هذا صحيح تقنيًا. فالبقرة فعلاً تستنشق هواء يحتوى على ما يقرب إلي 0.04% من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وتطلق فعلاً هواء يحتوى على حوالى 15% من غاز الأكسجين. للأسف، إن هذا هو حال كل الثدييات.

ما لم يذكره سيرجي هو أن أثناء عملية التحويل تلك، تجعل البقرة من نفسها شريحة لحم ستيك.

تتوجه أصابع الاتهام نحو حزب باهراتيا جاناتا بسبب تحيزه إلى الهندوس، غير أن نارندرا مودي [11]، أحد أبرز قادته ورئيس وزراء البلد حاليًا، كان الحاكم الرئيسي لولاية غوجارات حين اندلعت أعمال الشغب بين الهندوس والمسلمين. إن حزم باهراتيا جاناتا وحليفه الوثيق راشتريا سوايام سيفاك سانغ [12] إلى جانب عدد من المنظمات الحليفة الأخرى ليس متهمين باختلاق عمليات الشغب [13] فحسب، بل دائمًا ما تُوجه إليهم الإنتقادات بسبب تعصبهم [14] أيضًا.

منذ أن تولى مودي منصبه كرئيس للوزراء، وتماهيًا مع الانتصار الكاسح الذي حققه حزب باهراتيا جاناتا في إنتخابات 2014، شهدت البلد جرائم كراهية كثيرة [15] قد اُرتكبت تحت مسمى “حماية البقرة”. وتشير مختلف الحوادث إلى أن تسييس ذبح البقرة قد بدأ يأخذ أبعاد طائفية خطيرة. ففي أيلول / سبتمبر 2015، بولاية اوتار براديش، قتل [16] مدعي حماة الأبقار رجل مسلم شكًا منهم باستهلاكه للحم البقري. وفي تموز / يوليو 2016، تعرض للضرب [17] بعض من رجال جماعة “الداليت” المنبوذة لسلخهم بقرة نافقة بالرغم من أن هذة الممارسة تُعد مهنة أجدادهم. وأثار هذا الحادث – مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع الاتصال الاجتماعي وصدم وعي الأمة – إحتجاجات كبيرة [18] من جانب “الداليت” لما تواجهه جماعتهم من ظلم، وحدثت تلك المظاهرات في مدينة أونا بولاية كوجارات.

وجد رئيس الوزرء نفسه مضطراً للاعتراف [19]بتحول حماة الأبقار إلى مصدر تهديد، قائلاً: ينتابني شعور بالغضب العارم إزاء بعض من فتحوا محلات تجارية باسم حماية الأبقار. فقد رأيت بعض الناس ترتكب نشاطات معادية للمجتمع ليلاً، وتمثل دور حماه الأبقار نهاراً.”

على الرغم من اعتبار الكثير من الهندوس أن البقرة حيوان مقدس، يستهلك العديد من الهنود، منهم هندوس ومسلمين، الأبقار كطعامًا. وقد اتهم العلمانيون حزب بهاراتيا جاناتا وقوات هندوتفا [20] المتحالفة معه بعدم احترام البناء الهندي المتعدد الثقافات، والذي يشتمل على جماعات تختلف في المعتقدات الدينية والممارسات الثقافية وطرق المعيشة.

وسخرت صفحة Truth of Gujarat على تويتر – صفحة من أشد المنتقدين لنارندرا مودي وقوات حزب اليمين الهنوسية – من بيان وزير التعليم من خلال هذا المنشور:

بدء المحاكمات في RSS [الفرع الرئيسي للمنظمة القومية الوطنية في ناجبور] بعد أن كشف وزير التعليم بولاية راجاستان أن الأبقار هي الحيوانات الوحيدة التي تستنشق الأكسجين وتطلقه.

وعلق Parsad Ravinranath [23] عبر موقع فايسبوك:

When will this nonsense end? Or will it end at all? Each claim appears more ludicrous than the previous one. [..] Already scientific temper is poor in India and such rubbish only makes it worse.

متى سينتهى هذا الهراء؟ هل سينتهي أصلاً؟ يصبح كل إدعاء أكثر سخافة عما قبله. [..] إن الوضع العلمي بالهند سيئ بالفعل، ومثل تلك الخرافات تزيده سوءًا.