- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

دخول الولايات المتحدة أمر سهل، هذا ما يريده الأمر التنفيذي بشأن الهجرة أن تصدقه!

التصنيفات: أمريكا الشمالية, الكاريبي, الولايات المتحدة الأمريكية, ترينيداد وتوباجو, الهجرة والنزوح, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, علاقات دولية, قانون, لاجئون, الجسر

احتجاجًا على الأمر التنفيذي بشان الهجرة في بوسطن. صورة من حساب little celería على إنستجرام. مستخدمة بأذن.

أصدر الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا [1] مشينًا بشأن الهجرة عصر الجمعة الماضية، وربما بينما يجفّ حبر وثيقة القرار، كانت تشاهد مجموعة من الأشخاص في إحدى قاعات المحاضرات بجامعة ويست إندينز في ترينيداد وتوباجو الحلقة الأولى من مسلسل نت فلكس البرازيلية 3% [2].

يصوّر المسلسل مستقبلًا بائسًا يتعرض فيه الشباب لسلسلة من الاختبارات تسمي “العملية” لتقييم لياقتهم البدنية للقبول في Offshore التي هي جنة على الأرض تقريبًا. تستطيع نسبة 3% فقط من المرشحين الوصول إلى الهدف بينما يتعرضون أثناء تسلسل العملية إلى استجواب مهين. قالت طالبة أثناء النقاش الذي تلى مشاهدة الحلقة، أن ذلك يذكرها بزيارتها للسفارة الأمريكية بالعاصمة (بورت أوف سبين)، وقد أثار هذا الاعتراف همهمات بالموافقة في جميع أنحاء الغرفة، صدر بعضها مني.

تعطلت سيارتي، الهوندا سيفيك القديمة، ذات مرة في بداية ولاية جورج دبليو بوش في الشارع الجانبي للسفارة الأمريكية، وأثناء محاولتي إنعاش المحرك ليعود مرة أخرى إلى الحياة إذا باثنين من مشاة البحرية الأمريكية يظهرون فجأة ملوحين بالبنادق، صائحين في وجهي – أنا المفجّرة الانتحارية المحتملة – أن “أتراجع”. حدث ذلك خارج المبنى، أمّا داخل مبنى السفارة، وبالتحديد داخل القسم القنصلي فالجو دائمًا مشحون بالتوتر.

إحدى جوانب الدراما المحيطة بالأمر التنفيذي وتبعاته التي كان لها صدى قوي بداخلي هو المفهوم الخاطئ الذي يوحي بسهولة الدخول القانوني للولايات المتحدة؛ الأمر المنافي للحقيقة كليًا. فقد مرّ كل فرد من مئات الزوار الذين دخلوا بشكل قانوني ومنعوا في المطارات الأمريكية نتيجة الأمر التنفيذي بتجربة سابقة قاسية ومحطمة للأعصاب بالفعل نتيجة الاستجوابات اللازمة للحصول على وثائق سفرهم. أما بالنسبة للاجئين كما أُشير [3] سابقًا فالتجربة كانت أكثر قسوة.

ربما تكون صعوبة الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة أمرًا واضحًا نظرًا للشعبية التي تحظى بها الولايات المتحدة كمقصد، ولكن إذا كنت مواطنًا أمريكيًا أو من إحدى الدول على لائحة برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية [4]، فأنت على الأغلب لم تنظر للأمر من هذه الزاوية أبدًا، حتى إن كنت صحفيًا تقوم بتغطية القصة. إلى حيث تأخذهم أسفارهم، قد لا يحتاج عدد كبير من الناس إلى تقديم طلب للحصول على تأشيرة دخول طوال حياتهم. إدراك ما يمر به الناس من أجل الحصول على دخول قانوني إلى الولايات المتحدة هو أمر جوهري لفهم مستوى البشاعة المبالغ بها التي يمثلها هذا الأمر التنفيذي.

الولايات المتحدة لديها كل الحق في إدارة وتأمين حدودها كما تفعل كل دولة ذات سيادة.، ولكن كما أشار [5] رون نيكسون بالأمس في صحيفة نيويورك تايمز، هناك بالفعل نظام قوي من الضوابط والفحص يجب أن يمر خلاله كل الراغبين في دخول الولايات المتحدة بشكل قانوني قبل أن يلمسوا تراب أراضيها. تعد عملية طلب التأشيرة عملًا شاقًا بحدّ ذاتها، فيجب على المتقدمين استخراج العديد من الوثائق، مثل البيانات المصرفية، صحيفة الحالة الجنائية، ودليل على أن المتقدم لديه “علاقات قوية” داخل الوطن مثل وثيقة زواج وسندات ملكية، وهذا يعني أن غير المتزوجين فرصتهم ضعيفة من البداية، ثم هناك استجواب موسع من قِبَل الموظف القنصلي. في كثير من الأحيان يتم رفض طلبات الحصول على تأشيرات، للعديد من الأسباب. وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة رفض السفارة الأمريكية لطلب التأشيرة فلا يتم استرداد رسوم التقديم المئة وستين دولارأمريكي [6]، الذي يمثل في كثير من البلدان جزءًا كبيرًا من متوسط الدخل.

يخضع كل من يصل إلى الولايات المتحدة إلى استجواب غريب وقاسي من قبل السلطات. حتى المسافر غير المثير للجدل مثلي — مواطنة من ترينيداد وتوباجو ذات اسم مسيحي واضح، تجاوزت متوسط عمر مهرّبي المخدرات، يخضع من وقتٍ لآخر لمجموعة غريبة من الأسئلة.  سُئلت ذات مرة عند عبوري من ميامي في طريقي إلى أوروبا عن الشخص الذي أعرفه في هولندا، كما لو كانت معرفة شخص ما في بلد شرطًا مسبقًا للسفر إلى هناك. أشعر بالاستياء كلما تخيلت الأسئلة التي يتم طرحها على مواطني الدول المذكورة في القرار التنفيذي.

لدى الأشخاص الذين حاولوا دخول الولايات المتحدة بشكل قانوني صحيح تمامًا في نهاية الأسبوع الماضي وانقلبت حياتهم رأسًا على عقب نتيجة الأمر التنفيذي بشأن الهجرة، كل الحق في الشعور أنهم منبوذون ومستهدفون. دفع هؤلاء الناس ثمن دخولهم إلى الولايات المتحدة حرفيًا ومجازيًا. ستفكّر على الأرجح أن الإدارة التي تضم مجموعة من رجال الأعمال ستقدر ذلك، لكنك تعلم أيضًا لماذا قد لا تفعل.