- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الإصلاحات الدينية في مصر تدفع بالواعظات للعمل الدعوي

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, مصر, أديان, النساء والنوع, سياسة, صحافة المواطن

سيدة فى مسجد محمد علي بالقاهرة. المصدر: WikiCommons. [1]

أعلنت وزارة الأوقاف في مصر [2] عن سماحها للواعظات بالدخول إلى العمل الدعوي

وقال جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية أن 144 داعية من النساء [3] سيتولينّ هذا المنصب الجديد كجزء من خطة حكومية موسعة لإصلاح الخطاب الديني فى البلاد.
وستبدأ النساء المتطوعات للعمل الدعوي فى آذار / مارس وسيركزنّ على تصحيح المفاهيم الخاطئة في الفقه الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة. وذكرت [4] وسائل إعلام محلية بأنهنّ سيتقاضينّ 120 جنيهًا شهريًا، أي ما يقرب من 7.25 دولار.

وقال طايع فى تصريحات لهافينغتون بوست عربى [5] أن الواعظات الجدد سيكُنّ من خريجات جامعة الأزهر المصرية، أكبر هيئة دينية في البلاد، وحاصلات على مؤهلات في العمل الدعوي.

وكانت الحكومة المصرية قد أصدرت في وقت سابق قراراً يلزم جميع الدعاة بأن يكونوا من خريجي أقدم وأعرق هيئة دينية في البلاد، وذلك ضمن جهد واسع لتوحيد وتعديل الخطاب الديني على الصعيد الوطني.

فالمتطوعات الجدد سوف يعظنّ على وجه التحديد النساء بجميع طوائفهنّ، كون المساجد فى مصر معزولة بأماكن مخصصة للنساء فقط تلحق عادةً بالجزء الخلفي من المسجد.

وأضاف طايع بأن هؤلاء الواعظات سيقمنّ بكل ما يقوم به الدعاة الرجال، ولكن فى خدمة النساء.

وقال أن الواعظات سيلقينّ محاضرات ودروس في موضوعات مختلفة لمدة يومين أسبوعيًا. وأضاف أن الـ 144 واعظة لسنّ سوى خطوة أولى وسيظهرن قريبًا في جميع أنحاء مصر. ويوجد حاليًا ما يقدر بنحو 55 ألفا من خطباء المساجد المصرّح لهم باعتلاء المنابر في مصر.

ووصفت د. آمنة نصير، عضو البرلمان المصري وأستاذة سابقة بجامعة الأزهر هذه الخطوة بأنها “عظيمة حتى وإن جاءت متأخرة”.

وقالت في حديث لـ هافينغتون بوست عربي [5]” أن هذه الفكرة يجب أن تنتشر في مصر وأن تحظى بالدعم من جميع المؤسسات الدينية والدولة، فهي مهمة عظيمة تحتاج إلى صبر”.

وفى عام 1996 شهدت مصر تقديم 19 امرأة كمرشدات للمساجد وذلك للإجابة على التساؤلات الدينية التى تطرحها السيدات، لكن سرعان ما تم وقف هذا المخطط.
وقد لاقت هذه الأخبار ترحيب الكثيرين:

فقد قال شوقي عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف السابق لشؤون الدعوة، في تصريحات للعربية [6] أن هؤلاء الواعظات سيكٌنّ مؤهلات للعمل الدعوى وسيساعدن في تعليم المرأة المصرية، والتأكد من أنها [المرأة المصرية] لن تقع فريسة للتوجهات المتطرفة والفكر الضال”. وأضاف بأن التاريخ الإسلامي ملئ بالسيدات اللاتي عملنّ كناصحات ومستشارات.

لكن كانت هناك أيضًا شكاوى، حيث قال الشيخ محمد يوسف الجزار، متحدثًا إلى قناة مصر العربية، بأنه رحب بشكل حذر بعمل المرأة فى المجال الدعوي، لكن مع التنبيه إلى أن هذا فى الواقع لا ينبغي أن يكون في المساجد.
وقال [7]: “أنه من الأفضل إرسال هؤلاء النساء إلى مدارس الفتيات بدلًا من المساجد، وذلك لتجنب الخلافات مع الإمام”.

وقد لاقت هذه القضية بعض المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي:

كما أجرى أحد مستخدمي تويتر استطلاعًا لاستبيان الآراء حول هذه المبادرة:

ولم تعلّق جامعة الأزهر على هذا الإعلان. حيث كانت أكبر هيئة دينية فى مصر على خلاف مع الحكومة بشأن الحيز الديني على الصعيد الوطني. وكانت الحكومة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد دعت الأزهر للقيام بدور أكثر فاعلية في إصلاح الخطاب الديني.

وفى الآونة الأخير، كانت الهيئتان الدينيتان على خلاف حول أحقية إحداهما بالإشراف على محتوى خطب الجمعة، والتي أصبحت موحدة كجزء من محاربة التطرف.