- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

أكبر قاتل في جورجيا؟ طُرُقها

التصنيفات: آسيا الوسطى والقوقاز, جورجيا, احتجاج, صحافة المواطن, صحة

هذا المقال هو نسخة من التحقيق الأصلي [1] المنشور على موقع أو سي ميديا الشريك للأصوات العالمية، كتبه سولخان بوردذيكاشفيلي [2].

في الثاني والعشرين من شهر مارس/آذار في مدينة تبيلسي كانت الأم وابنتها تقفان علي جانب الطريق عندما صدمتهما سيارة وتوفيت الفتاة ذات الإحدي عشر عامًا جرّاء الصدمة بينما نُقلت والدتها إلى المستشفى وهي في حالة خطيرة. إثر ذلك قامت الشرطة ببدء التحقيقات في قضية انتهاك القواعد المرورية الذي يؤدي إلي خسائر في الأرواح وتصل عقوبته إلي السجن من 4 إلي 7 سنوات. ووفقًا لشهود العيان [3]فقد كانت الأم وابنتها تقفان في محطة الحافلات عندما انحرفت سيارة عن الطريق واصطدمت بلافتة أولًا ثمّ بالأم وابنتها.

في عام 2015 نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا [4] يفيد بأن ما يقرب من مليون ومئتين وخمسين ألف شخص يفقدون حياتهم جرّاء حوادث الطرق ووفقًا [5]لتقرير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي فإن دولة جورجيا سجّلت أعلى معدّلات وفيات بسبب حوادث الطرق في أوروبا لتصل نسبتهم إلى 163 ألف من كل مليون من السكان، بينما نسبة 24% من وفيات حوادث الطرق هم من المارة.

طبقا لإحصائيات وزارة الشئون الداخلية في جورجيا (كما هو موضح في الأسفل) فإن معدل حوادث الطرق قد بدأ في الانحدار في عام 2008، إلا أنه عاد إلى التصاعد مرة أخري منذ عام 2011. وقد أكدت تلك التقارير أن العامل المشترك في تلك الحوادث هو القيادة تحت تأثير الكحول والسرعة الزائدة.

في عام 2011 سجّلت جورجيا 450 حادث طريق أسفر عن 6600 إصابة طفيفة و500 قتيل. وفي عام 2016 سجّلت ما يقرب من سبعة آلاف حادث طريق تسببت في عشرة آلاف إصابة طفيفة و600 قتيل.

عدم التعامل بالصرامة الكافية مع المخالفات المرورية

بالرغم من تزايد معدلات القتلى من تلك الحوادث ففي عام 2014 قامت وزارة الشئون الداخلية بإجراء حزمة تعديلات [6] و قدمتها لإدارة التشريعات تقضي بتقليص الغرامات على المخالفات المرورية  ووفقًا للائحة المقترحة فإن غرامة تعدّي خط المنتصف التي تصل حاليًا إلي 100 لاري (حوالي 41 دولار) ستنخفض إلي النصف، وغرامة تكرار المخالفات المرورية ستنخفض من 200 لاري إلي 100 فقط، بينما سيدفع المخالفون الممتنعون عن السداد الفوري لتلك الغرامات 40 لاري بدلًا من الغرامة الحالية للتأخر في السداد وقدرها 150 لاري.

في عام 2016 اعتمدت [7] الحكومة الجورجية استراتيجية تأمين الطرق القومية ولقد أدرك المشرعين أن تبني هذه الاستراتيجية بات ضروريًا في ظلّ المعدل المرتفع للوفيات التي تسببه تلك الحوادث. تم تبنّي تلك الخطة في تعاون بين وزارة الاقتصاد ووزارة التنمية المحلية ووزارة شؤون العمال والمجتمع بالإضافة لوزارة التعليم والعلوم ومجلس مدينة تبلسي.

وتشمل الاستراتيجية [8] عدة محاور من بينها توفير سلامة حافلات المدارس، رعاية طبية ملائمة لحالات الطوارئ، تدريب طلاب المدارس علي سلامة الطرق. ولكي يتم تنفيذ المشروع دعت وزارة الاقتصاد إلى تشكيل لجنة للتنسيق بين الهيئات ومجموعات العمل لتعزيز سبل التعاون بين الأطراف المختلفة.

تصوير:سولخان بوردذيكاشفيلي لصالح موقع او سي ميديا

وقد أصدر رئيس الوزراء جيورجي كفيريكاشفيلي بيانًا [9] صرّح فيه أن تلك المبادرة جاءت بعد توصيات من منظمات دولية وخبراء في هذا المجال، في حين صرّح الرئيس أن تلك الوثيقة بالغة الأهمية لتحقيق إدارة ناجحة ودائمة لحفظ سلامة الطرق في جورجيا.

وفي مقابلة مع راديو أوروبا الحرة صرّحت [10] جيلا كفاشيلافا صاحبة مؤسسة سلامة الطرق أن مشكلة جورجيا الأساسية بالنظر لمدي سلامة الطرق هو أن تلك الطرق صممت للسيارات فحسب، لا للبشر أيضًا. ومن المقرر أن تلك الاستراتيجية سيتم تطبيقها علي مدار خمسة أعوام للتعامل مع قضية سلامة الطرق والكثافة المرورية في المدينة وقلة الأماكن المخصصة لركن السيارات.

تصوير:سولخان بوردذيكاشفيلي لصالح موقع او سي ميديا