- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

بعد مرور ثلاثة عقود وإنتاج ستة أجزاء، ما زالت الترجمة الخلّاقة لعنوان سلسلة أفلام “الفضائي” تثير جدلًا في البلقان

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, البوسنة والهرسك, الجبل الأسود, بلغاريا, سلوفينيا, صربيا, كرواتيا, كوسوفو, مقدونيا الشمالية, أفكار, أفلام, صحافة المواطن, فنون وثقافة, لغات

ملصق ترويجي لجزء جديد من سلسلة أفلام “الفضائي” باللغة المقدونية، كوفينانت: الراكب الثامن. في دور السينما ابتداءًا من 18 مايو/أيّار. التذاكر للبيع.

أثار الإعلان عن الإصدار السينمائي للجزء الجديد من سلسلة أفلام “الفضائي” مُجددًا جدلًا لغويًا قديمًا بين رواد السينما وهواة الخيال العلمي في البلقان.

عند صدور الجزء الأول [1] من السلسلة في عام 1979، فضّل موزعو الفيلم في يوغوسلافيا وهنغاريا وبولندا ترجمة عنوانه بـ “الراكب الثامن” (معتبرين الكائن الفضائي مسافرًا سريًّا ثامنًا على السفينة الفضائية التي يتكون طاقمها من سبعة أعضاء) بدلًا من استخدام كلمة تعني “الدخيل” أو “المخلوق الفضائي” باللغة المحلية.

ملصق النسخة اليوغوسلافية الأصلية من فيلم 1979، مع الترجمة الصربية الكرواتية، العنوان الأصلي باللغة الإنجليزية والتعليق “فيلم العام”. الكاتب مجهول.

وهكذا أصبحت كلمة “الراكب الثامن” تترجم بـ ” ثمانية ركاب Osmi putnik” باللغة الصربية والكرواتية والبوسنية، و”ثمانية مسافرين Osmi potnik” باللغة السلوفينية، و”ثمانية ركاب Osmiot patnik” باللغة المقدونية.

بيد أن هذا لم يحدث في كل المناطق. فقد استُخدِمَت النصوص أوالاختلافات المحلية لكلمة “alien” باللغة الألبانية والبلغارية والتشيكية والسلوفاكية وغيرها من بلدان الاتحاد السوفيتي .

فالعنوان البولندي، ” Obcy – ósmy pasażer Nostromo “ [2]، عبارة عن مزيج من مقاربتين، أُلحق بنهايته اسم المكوك مما أطال العنوان إلى حد ما فأصبح:  “الفضائي – المسافر الثامن من نوسترومو” أما العنوان الهنغاري ، “A nyolcadik utas: a Halál,” [3] هو أيضًا نوعٌ من التشويه للعنوان الأصلي ويعني: ” المسافر الثامن: الموت”

بينما بقي العنوان “الراكب الثامن”، بالنسخة اليوغسلافية القديمة، وظلّ مستخدمًا خلال العقود الثلاثة التالية بما فيها الجزء الجديد: “الفضائي: كوفينانت.”

يتذّكر رواد السينما في البلقان بدقة الجدل الذي أثارته هذه الترجمة ، فقد اعتبرها البعض تأويلًا خلاقًا بينما  اعتبرها الآخرون عنوانًا عفا عليه الزمن.

ينعكس هذا أيضًا بالتعريف [4] الموجود في معجم المصطلحات العامية الصريبة على الإنترنت فوكاجليجا. فنتيجة البحث عن “Osmi putnik” هي تقريظ أو سؤال ساخر ” لماذا لم يحتسب القط؟ (فقد كان يوجد على متن السفينة الفضائية، بالإضافة إلى أفراد الطاقم السبعة،  قطٌ أيضًا على ما يبدو أنه لم يدخل بالإحصاء في حين أن الوحيد الذي كان يُعتبر “راكبًا” هو الكائن الفضائي)

تعتبر “الراكب الثامن” إحدى الترجمات القليلة الجيدة لعنوان فيلم، من بين العديد من الترجمات والتأويلات السيئة لعناوين الأفلام الأجنبية باللغة الصربية. الفضائي#

في كل مرة يقولون فيها بأن الفضائي# هو “الراكب الثامن” أشعر بالغضب – مهلًا! لقد كان هناك ستة أشخاص وإنْسانًا آليًا وقطًا، بالإضافة إلى الكائن الفضائي.

ثُمَّ هناك الفضائي أو Osmi Putnik والتي تترجَم حرفيًا إلى “الراكب الثامن”. فكيف نترجم بقيّة أجزاء الفيلم إذن؟ “مزيد من الرُكّاب؟”

أعرب جمهور مقدونيا عن مشاعرهم المشتركة حول ترجمة العنوان:

تبدلت سحنتي كثيرًا عندما رأيت “الراكب الثامن” مكتوبًا على تذكرتي بدلًا من “الفضائي”، كثيرًا!

 لا يهمني ما يعتقده الناس، فالراكب الثامن هو عنوان عبقري للفيلم وهو أفضل بخمسين مرة من العنوان الأصلي.  

كان للفيلم تأثيرًا على ثقافة البوب اليوغسلافية تتجاوز مجال الخيال العلمي؛ فقد كان “أوسمي بوتنيك [12]” (الراكب الثامن) اسمًا لأحد أشهر فرق الهيفي ميتال في الاتحاد، السوفييتي، والتي تأسست عام 1985 في مدينة سبليت في كرواتيا. وقد استطاعت شعبية هذه الفرقة أن تلعب دورًا في صمود هذه الترجمة وانتشارها. أحد أشهر أغنيات هذه الفرقة أغنية “Glasno, glasnije” [ارفع الصوت! ارفعه أكثر!]. 

وقد أشارت المناقشات السياسة أيضًا إلى الفيلم؛ حيث استشهد أحد مستخدمي تويتر المقدونيين بأستاذ القانون والسياسي السابق ليوبومير فركوسكي الذي استخدم اسم ” الراكب الثامن” بطريقة مهينة أثناء أحد المناقشات التي تحدثت عن الدور المدمر للحزب الحاكم في البلد مباشرةً بعد انتخابات ديسمبر/ كانون الأول 2016:

“سيكون وجود حزب فمرو في الحكومة أشبه بوجود الراكب الثامن على سفينك. أشبه بوجود كائن فضائي.” – فركوسكي.