الحرب على تجار المخدرات في المكسيك تضع الجميع هدفًا لها

عدوى البرمجيات الخبيثة. صورى ل howtostartablogonline.net .

عدوى البرمجيات الخبيثة. صورة من فليكر. تم استخدامها تحت رخصة المشاع الإبداعي

كل شيء مباح في الحب والحرب. يعد هذا القول المأثور الحجة الأساسية التي ترتكز عليها الحكومة المكسيكية في تبرير استخدامها المتعسف لبرامج المراقبة والتجسس على مواطنيها.

كشف باحثون في المكسيك خلال الأسبوع الماضي عن أن ثلاث من المنظمات الحكومية أنفقت أكثر من 80 مليون دولار منذ عام 2011 على برنامج تجسس يدعى بيجاسوس-pegasus. يُستخدم هذا البرنامج لأغراض التجسس على المواطنين ويتضمن ذلك صحفيي الجريمة المنظمة والمدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء مكافحة الفساد.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا عن بحث أجراه عدد من المنظمات المكسيكية: المادة 19 وشبكة الدفاع عن الحقوق الرقمية وسوشال تي أي سي

El @nytimes publica un reportaje sobre espionaje a periodistas y activistas con el malware Pegasus #GobiernoEspíahttps://t.co/eZF5vkaRRy

— R3D (@r3dmx) 19 de junio de 2017

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا حول مراقبة الصحفيين والنشطاء من خلال استخدام برنامج التجسس بيجاسوس

صُمم هذا البرنامج خصيصًا لاستهداف الهواتف النقالة وجمع المعلومات من الاتصالات ومشاركات الصور وأدوات التعرف على الموقع وحتى الكاميرات حيث يمكنه أيضًا سرقة كلمات سر الدخول للشبكات الخاصة. تم إرسال روابط أو مرفقات لمعظم ضحايا اختراق هذا البرنامج على بريدهم الإلكتروني ومن خلال الضغط عليه أو تحميله يتم السيطرة على الجهاز.

مخطط معلومات مطور من قبل “بيكتولاين – Pictoline”

في الأعلى:  مخطط يوضح تصميم برنامج “بيجاسوس” من قبل شركة إسرائيلية تدعى “أن أس أو”.  حسب هذه الشركة، فإنها الوحيدة القائمة على بيع هذا البرنامج للحكومات من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية بغرض مكافحة الجريمة والإرهاب.

أسفل – يسار: توضيح لكيفية عمل البرنامج من خلال خداع المستخدم بإرساله روابط خبيثة ويتم تحميل البرنامج من خلالها على جهازه.

أسفل – يمين: توضيح لمرحلة ما بعد تحميل البرنامج، كيف تتمكن الحكومة من التجسس على مكالماتك الهاتفية وبريدك الإلكتروني وجهات الاتصال على هاتفك وحتى التقويم.

أصبح استخدام المكسيك الكثيف لأدوات المراقبة الرقمية جزء أساسي في الحرب الداخلية التي أعلنت عنها إدارة الرئيس السابق “فليب كالديرون” في أواخر عام 2006 ضد عصابات المخدرات. أودت تلك الحرب إلى موت عشرات الآلاف بينهم أشخاص تابعين لجماعات مسلحة وأفراد من الجيش ومدنيين. كما فُقد العديد من الأشخاص من بينهم 43 طالب من أيوتزينابا في إغوالا. بالإضافة إلى فقدان العديد من القضاة الذين كانوا أحد أهداف برنامج التجسس بيجاسوس.

الغموض وقابلية السقوط

لا يوجد مسائلة في توزيع الموارد العامة على الأعمال الاستخباراتية والأمنية بالإضافة إلى صعوبة الفحص والتدقيق. فالحكومة تنفق ملايين الدولارات مع عدم اعتبار رأي الشعب كما توظف أسلحتها السيبرانية في شن الحروب على مواطنيها.

لا يعد استخدام برنامج بيجاسوس في المكسيك شيئًا جديدًا، ففي عام 2016 نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا عن استخدام الحكومة المكسيكية لبرنامج بيجاسوس المطور من قبل الشركة الإسرائيلية “أن أس أو جروب” وفي سبتمبر/أيلول 2016 نشرت الأخبار المكسيكية تقرير ” فان جارد” عن هذا البرنامج قائلة:

La Procuraduría General de la República en la gestión de Jesús Murillo Karam fue la dependencia que compró el software de espionaje Pegasus, el más sofisticado en el mercado y capaz de escuchar, ver, capturar texto, imagen y contactos de cualquier teléfono inteligente.

اشترى مكتب المدعي العام للجمهورية تحت إدارة جيسس ميريللوا كرام برنامج المراقبة بيجاسوس الذي يعد البرنامج الأكثر تعقيدًا من نوعه في السوق ولدية القدرة على التنصت ورؤية والتقاط النصوص والصور وعناوين الاتصال لأي هاتف ذكي.

حتى الآن، تعد الوسائل المستخدمة من قبل مواطنين المكسيك لإجبار الحكومة على نهج الشفافية والكشف عن معلومات حل البرنامج بيجاسوس ومعرفة كيفية صد هجماته غير مؤثرة.

في سبتمبر/أيلول 2016 طلب أحد المكسيكيين من المدعي العام الإفصاح عن تفاصيل خاصة بحيازة واستخدام بيجاسوس وقد نفي المدعي العام وجود تلك المعلومات ووجود برنامج للمراقبة الرقمية.

تم تأكيد هذا مؤخرًا من قبل هيئة الشفافية الخاصة بدولة المكسيك “والمعهد القومي للشفافية” والمعهد الفيدرالي للوصول للمعلومات و حماية البيانات المعروف اختصارًا INAI. شهد “المعهد الفيدرالي للوصول إلى المعلومات وحماية البيانات” إصلاحات كبيرة في إدارته الحالية ويشكك عدد من محامي المجتمع المدني من هذه الإصلاحات.

تأكيد المراقبة

في فبراير/شباط 2017 نشرت منظمة المجتمع المدني المكسيكية شبكة الدفاع عن الحقوق الرقمية والمعروفة باختصار “أر ثري دي” دراسة عن عملية المراقبة التي تقوم بها الحكومة المكسيكية على ناشطين وباحثين يدعمون فرض الضرائب على المشروبات السكرية.

استنتاجات دراسة R3D عن نشطاء ضرائب الصودا

  • تعرض ثلاثة ضحايا إلى هجمات بأساليب مماثلة أكثر من ذي قبل عند دعوتهم لتحسين الصحة العامة لدى المواطنين وبالأخص عند ترويجهم لضريبة السكر
  • يتم تسويق برنامج المراقبة بيجاسوس بشكل حصري للحكومات
  • هناك أدلة بحصول وزير الدفاع ومكتب النائب العام ومركز الأبحاث والأمن القومي على رخصة لاستخدام برنامج بيجاسوس المسوق من قبل شركه “أن أس أو جروب”

في تعليق لأحد النشطاء ويدعى “فلاديمير كورتيس” على مقال نشر على موقع “إنديبندت ميديا”:

Las acciones de intromisión a la privacidad de los activistas por el derecho a la salud, sugieren que su trabajo no es una amenaza al Estado sino a los intereses privados. Demuestra que el gobierno mexicano ejerce total discrecionalidad para intervenir los teléfonos de las personas sin que existan instancias que regulen esta actividad.

تعتبر الهجمات التي شُنت على نشطاء التغذية دليلًا على أن عملهم لا يُعتبر تهديدًا للدولة ولكن لمصالحها الخاصة ومن هنا تبين تلك الهجمات مدى سعي الحكومة للإخفاء التام لعمليات اعتراض المعلومات التي يقوم بها مواطنيها تجنبًا لأي اقتراحات لتنظيم تلك الأنشطة.

وفي ضوء تلك الادعاءات، لا يعد من المفاجئ كشف العديد من منظمات المجتمع المدني في مايو/أيار 2017 نيتها عن ترك الحكومة وإنهاء الشراكة بينهم والتي كانت جزء من مبادرة متعددة الجنسيات للتحالف المفتوح مع الحكومة لدعم الإجراءات المساهمة في عملية الشفافية والمسائلة ومشاركة المواطنين ولذلك من أجل تعزيز محاربة الفساد.

نقل الخبر عبر العديد من مستخدمي توتير منهم “جايمي فيلاسانا”:

Otra mala noticia para @gobrep de @EPN ONGs se levantan de mesa de Gobierno Abierto. @INAImexicohttps://t.co/8ODq937IXo

— Jaime Villasana D. (@jvillasanad) 24 de mayo de 2017

أخبار سيئة لحكومة الرئيس المكسيكي، إن منظمات المجتمع المدني تترك الحكومة

كان من المتوقع بعد مدة قصيرة من رحيل المنظمات اتهام الكثير من مدافعي حقوق الإنسان بالتجسس وكذلك زيادة التهديدات على حرية التعبير في المكسيك.

وعلى الرغم من مشاركة “الأي أن إية أي” في التحالف المذكر مسبقًا، اكتفت “الأي أن إية أي بالشجب وإعلان احترامها لقرار المنظمات.

العنف والمراقبة

تأتي تلك التهديدات على عدة أشكال منها: عمليات اغتيال الكثيرة للصحفيين، ومنها اغتيال الصحفيين “ميروسلوفا بريتش” و “غافير فالديز” الذين كانا مختصان بتغطية الجريمة المنظمة. بقيت عملية الاغتيال تلك منذ ربيع 2017 دون أي عقاب ودون أي تقدم جوهري في التحقيقات وذلك على الرغم من مرور عدة أسابيع على حدوثها.

كما تأتي تلك التهديدات بحقيقة تجسس الحكومة على الصحفيين من خلال استخدام برنامج “بجاسوس” فالحكومة تستهدف الصحفيين المستقلين وحتى المشهورين أمثال كيرمان اريستيجي وكارلوس لوريت دي مولا اللذان أعلنا تلقيهما العديد من الرسائل المشبوهة على هواتفهم منذ 2015. مؤخرًا، أكد باحثون أن هذه الرسائل ما هي إلّا محاولة لإصابة أجهزتهم ببرمجيات خبيثة.

وقد علق “كاريكاتوري باتريسيو” على هذا الموضوع:

El gobierno de @EPN espía a los periodistas exclusivamente cuando están vivos. Una vez que los asesinan, dejan de investigar. https://t.co/9wbvDAxmfq

— Patricio (@Patriciomonero) 19 de junio de 2017

تتجسس الحكومة على حياة الصحفيين، وعندما يُقتلون تتوقف التحقيقات

وفي مواجهة انتهاكات الخصوصية في المكسيك يعد لدي النشطاء والمتصلين والمواطنين القدرة المحدودة للدفاع عن أنفسهم من هجمات البرمجيات الخبيثة وبرامج التجسس المباعة للحكومة. لا يوجد حرمة للخصوصية في ظل الحرب على المخدرات وذلك على الرغم من ان بعض تلك الدوافع وراء هذه العملية لاتزال مبهمة.

يمكنك متابعة هذا الحوار بين المواطنين بخصوص هذا الموضوع على تويتر باستخدام الوسم  #GobiernoEspía.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.