وقفات احتجاجية تندلع في إدلب ضد القاعدة

فتاة تحمل لافتة أثناء إحدى الوقفات الاحتجاجية. المصدر: تويتر.

خرج الآلاف إلى الشوارع في معرة النعمان، وهي مدينة في محافظة إدلب السورية، في 11 يونيو / حزيران 2017، تحت شعار “الشعب أقوى منك”، ملوحين بأعلام الثورة ليحتجوا على هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا، فرع القاعدة السوري) وحملاتها القمعية الأخيرة.

وكانت معرة النعمان، الواقعة 30 كم جنوب مدينة إدلب، خارج سيطرة النظام لسنين حتى الآن، مع اندلاع صدامات بين القوات المعتدلة والجهاديين بشكل دوري.

يحتج الرجال والنساء في معرة النعمان ضد الغارات والاعتقالات وعمليات القتل التي تقوم بها هيئة تحرير الشام (القاعدة سابقًا).

وتأتي هذه الوقفات الاحتجاجية مع اندلاع اشتباكات شديدة نتيجة إغارة هيئة تحرير الشام على قاعدة الكتيبة 13 التابعة للجيش السوري الحر، متسببةً بمقتل واحتجاز عدة جنود من الجيش الحر وذلك في 8 يونيو/ حزيران.

وقد ثارت الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام وفيلق الشام في معرة النعمان بين 6 – 8 يونيو/ حزيران، وانضمت الكتيبة 13 والشرطة الحرة إلى القتال في 8 يونيو/ حزيران. بحلول مساء 8 يونيو، كانت هيئة تحرير الشام قد استولت على مقر كل من الكتيبة 13 وفيلق الشام في معرة النعمان، وقتلت العقيد تيسير السماحي، شقيق عقيد الجيش السوري الحر علي السماحي، ورئيس الشرطة الحرة في البلدة.

في اليوم التالي، أعلنت هيئة تحرير الشام عن نهاية عملياتها ضد الكتيبة 13 التابعة للجيش السوري الحر وأخذت كامل السيطرة على البلدة. وفي وقت لاحق تم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق نار بين جيش إدلب الحر (فرع إدلب لتنظيم الجيش السوري الحر) وهيئة تحرير الشام في البلدة، وقد أمرت الأخيرة بحل الكتيبة 13. إلا أن هذه الاشتباكات كانت قد تسببت بقتل وجرح العديد من المدنيين.

في اليوم التالي، خرج المئات من المحتجين إلى الشوارع ليحتجوا على هجوم هيئة تحرير الشام على الجيش السوري الحر وطالبوا الجماعة الجهادية بترك المدينة.

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بدأت المظاهرات في قرية معرشورين في ريف إدلب عقب الغارات على مقر الكتيبة 13 للجيش السوري الحر، ثم تقدمت إلى معرة النعمان. أُطلِق الرصاص من قبل قوات هيئة تحرير الشام في الهواء في محاولات لتفريق المظاهرات.

و قال النشطاء أن بعض الناس قد حوصروا في مسجد السروجي عقب الصلاة من قبل قوات هيئة تحرير الشام.

اللعنة على هيئة تحرير الشام https://t.co/NIqFzsGJjs

استمرت الوقفات الاحتجاجية في معرة النعمان ضد هيئة تحرير الشام وأفعالها، ودعمًا للجيش السوري الحر، طيلة الأسبوع، مع كون الوقفات الاحتجاجية يوم الأحد 11 يونيو/ حزيران هي الأكبر.

احتج الآلاف في الشوارع، مطالبين بعقاب مرتكبي الجرائم وبخروج قوات هيئة تحرير الشام من المدينة.

Civilians/activists organized for protests against HTS in Maraat Numan today. Banner says:”People will prevail.”(P.C: Ahmed Awad). #Syria pic.twitter.com/CIltvatFEr

— Enas (@EnasN_) June 11, 2017

The great power r the ppl.Will not accept any injustice whatsoever

The Syrian revolution ongoing to topple every tyrant✌?Maarat Nomaan today pic.twitter.com/1f24Q1W4z7

— Lina shamy (@Linashamy) June 11, 2017

القوة الكبيرة هي الشعب. لن نقبل بأي ظلم على الإطلاق. الثورة السورية مستمرة لتطيح بكل مستبد. معرة النعمان اليوم https://t.co/1f24Q1W4z7 -لينا شامي. 11 يونيو، 2017

ذكرت تقارير من النشطاء انعقاد اجتماع يوم الأحد بين هيئة تحرير الشام وأعضاء مجلس محليين وأعيان وأُصدر تصريح بخصوص الأحداث.

عقب الاشتباكات، أُعلن أن الكتيبة 13 للجيش السوري الحر ستُحَل. جيش إدلب الحر، والذي تعد الكتيبة 13 للجيش السوري الحر هي جزء منه، وافق على الحل في تصريح مشترك مع هيئة تحرير الشام، وعلى تسليم المقر كذلك.

زعمت هيئة تحرير الشام أن الهجوم الأخير لم يكن على أهل معرة النعمان، بل على بعض القوات الفاسدة في المدينة وأن هناك نقاشات تعقد لتهدئة الوضع.

وتعتبر الكتيبة 13 للجيش السوري الحر هي جماعة متمردة معتدلة، مدعومة من قبل المجلس الوطني السوري وممولة من قبل قطر والمملكة العربية السعودية. في حين يعد الجيش السوري الحر أحد الفصائل في الحرب الأهلية السورية الدائرة، أُسس 29 يونيو/ حزيران عام 2011، من قبل الضباط الذين انشقوا عن القوات السورية المسلحة بهدف إسقاط نظام بشار الأسد.

مع بداية النزاع السوري، عُدَ تنظيم الجيش السوري الحر الجماعة العسكرية السورية المنشقة الرئيسية، وند الأسد الرئيسي. ولكن منذ عام 2012 فصاعدًا، أُضعف التنظيم لأسباب عديدة، مما أتاح المجال لتكوين جماعات جهادية ناشئة كهيئة تحرير الشام.

لم تكن الاشتباكات الأخيرة ولا الغضب ولا المظاهرات الأولى من نوعها. فخلال السنة الأخيرة، أطلق القتال في إدلب، وهي المقاطعة الوحيدة الخاضعة تماماً لسيطرة القوات المتمردة، شرارة العديد من الوقفات الاحتجاجية الداعية لمختلف الجماعات المتمردة بالاتحاد تحت جبهة موحدة ضد قوات الأسد.

لا يتظاهر أهل معرة النعمان، معقل الجيش السوري الحر، ضد القتال الداخلي بين المتمردين فحسب، بل يرفضون تمامًا حكم هيئة تحرير الشام في مدينتهم.

في 13 مارس/ آذار عام 2016، أطلقت قوات جبهة النصرة وجند الأقصى، وهي جماعة جهادية أخرى تعهدت بالولاء فيما بعد لداعش، هجوم ليلي ضد قاعدة الكتيبة 13 للجيش السوري الحر في معرة النعمان، في ما عُرِف لاحقًا بمعركة معرة النعمان الثانية.

و قد بدأت التوترات الأخيرة بين المتمردين المعتدلين والجهاديين في 11 مارس/ آذار حين حاول الجهاديون فض تجمع ضد الأسد مدعوم من قبل المتمردين المعتدلين. قُتل 11 مقاتل على الأقل من الطرفين في الاشتباكات، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتسعى هيئة تحرير الشام منذ شهور إلى إعادة الترويج لنفسها والتخلص من صورتها المتطرفة.

في 28 يونيو/ حزيران عام 2016، أعلن قائد النصرة أبو محمد الجولاني انفصال النصرة عن القاعدة. حيث ظهر الجولاني أمام الكاميرات لأول مرة ليعلن أن اسم الجماعة قد تغير كذلك إلى جبهة فتح الشام. وقال الجولاني “إننا نعلن الإلغاء التام لكافة العمليات تحت اسم جبهة النصرة، وتكوين جماعة جديدة تعمل تحت اسم ‘جبهة فتح الشام'، مشيرين إلى أن هذا التنظيم الجديد لا ينتمي إلى أي كيان خارجي.” لكن لم يلق بيان الجولاني استحسان جماعته. فعاجل العديد من المحللين والنشطاء للتنديد بالبيان على أنه ليس إلا حيلة مصطنعة. وعلى سبيل المثال، ظهر على جدران عبر معرة النعمان كتابات لأعضاء هيئة تحرير الشام تقول ‘مر جنود جبهة النصرة من هنا’ في نفس الوقت الذي تم فيه البيان.

بعد شهور لاحقة، حاولت جبهة فتح الشام إعادة الترويج لنفسها من جديد. وأُصدر بيان من قبل الجماعة في 28 يناير/ كانون الثاني معلنًا أنها دُمجت مع أربع جماعات جهادية صغرى لتكوين حلف جديد، وهو هيئة تحرير الشام.

و قد جادل النشطاء طويلًا أن هذه المحاولات ما هي إلا تغييرات تجميلية، وبأن أهداف هيئة تحرير الشام تظل مطابقة لتلك الخاصة بالنصرة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.