- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

تركيا في عصر أردوغان تملأ صفوف المدارس وتهدد الجامعات

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, تركيا, تعليم, حكم, سياسة, صحافة المواطن

صورة رجب طيب أردوغان أخذت من r4bia.com [1]. مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي

بينما كانت إصلاحات التعليم السابقة التي قام بها حزب العدالة والتنمية التركي المحافظ اجتماعيًا تشير إلى الشمولية، فإن الإصلاحات الحالية أخذت اتجاهًا مثيرًا للقلق. إذ لم يكتف الحزب الحاكم بإقصاء 45,000 عامل في وزارة التربية من الوظائف الحكومية في أعقاب الإنقلاب الفاشل، بل إنه يسعى الآن للإطاحة بنظرية داروين.

فقد أعلنت الحكومة الشهر الماضي أن نظرية التطور [2] ستحذف من المناهج الدراسية في المدارس التركية وحتى يصل الطلاب إلى الجامعة. ويضاف التصريح إلى الأدلة التي يطرحها علمانيون قلقون والذين يرون أن النظام التعليمي التركي يُعاد تشكيله تماشيًا مع دعوة الرئيس أردوغان لتربية “أجيال تقية” وبناء “تركيا جديدة”.

إن الجهود الرامية لإعادة تأهيل المناهج التعليمية في البلاد وفق أسس دينية ليست جديدة، وإنما تعود إلى شهر شباط/ فبراير عام 2012 [3] على الأقل، ولكن ما تغير منذ ذلك الحين هو الموقف الحازم، على ما يبدو، للرئيس أردوغان بعد محاولة الانقلاب وبعد الإستفتاء في تركيا.

‘تركيا جديدة’

وعلى الرغم من الغالبية المتناقصة والاستقطاب المتزايد باستمرار للناخبين الأتراك – أو ربما بسبب هذه الأمور – فإن حزب العدالة والتنمية يدفع أجندته السياسية بشكل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. وإضافة إلى حظر نظرية التطور في الصفوف المدرسية، فإن إصلاحات حزب العدالة والتنمية ستضمن أن تعكس المناهج الدراسية القصة الرسمية من طرف الحكومة فيما يتعلق بمحاولة الإنقلاب [4] في 2016، بينما يتم تقليص الوقت المخصص في المدارس للمؤسس العلماني لتركيا الحديثة كمال أتاتورك. كما أن إجبار بعض الطلاب على دخول المدارس [5]الحكومية الدينية المثيرة للجدل هو أمر آخر يميز الأجندة التعليمية الجديدة.

حظيت حكومة حزب العدالة والتنمية بمدح الليبراليين والمحافظين على السواء لنجاحها في إلغاء حظر الدولة القمعي لارتداء الحجاب في الجامعات عام 2010 [6]. وهي خطوة أتاحت لبنات العائلات المتدينة الفرصة لتلقي التعليم الجامعي. ويأتي انتقاد المدارس الدينية انتقادات بسبب قيامها بالأمر المعاكس لذلك تمامًا ألا وهو عدم تشجيع الإناث على تلقي التعليم. يرى علمانيون [4] أن الدور المتنامي للمدارس [4] في النظام التعليمي التركي هو إشارة أخرى أن حزب العدالة والتنمية يحاول إعادة تشكيل الدولة في صورتها المحافظة التقليدية.

استمرار التهديد بصور أكثر تطورًا

وفقًا [7]لمدير المناهج في وزارة التربية والتعليم التركية فإن تعليم نظرية التطور في المدارس هو أمر “مثير للجدل”، لكن معارضي الحظر كانوا سريعين في الوقوف إلى جانب العلم.

لقد قاموا بحذف نظرية التطور من المناهج، تم تخفيض حصص الأحياء بنسبة 33% بينما حصص الدين تمت زيادتها بنسبة 100%. إن شاء الله سوف نتفوق على إيران قريبًا.

إنهم يقومون بحذف حصة نظرية التطور. أظنني أعرف ما الذي سيقومون بتدريسه لأولادنا.

لن يكون هناك أي حصص عن نظرية التطور، لكن سيكون هنالك حصص عن القانون الجنائي المبني على الشريعة والدين. هذا هو معنى “تركيا جديدة”.

حصة الأحياء، الحصة أولى، الشريحة الأولى: التطور حقيقي ولا يمكن أن يتم إنكاره. أنا أتذكر هذا منذ 29 عامًا. كان المعلم محقًا.

الردود الدولية كانت ناقدة أيضا:

يتم تطبيق الحظر على نظرية التطور الآن على المدارس فقط، لكن العديد يخشون من استهداف الجامعات بإصلاحات مماثلة تقوم بها الحكومة. آلاف الأكاديميين فصلوا [16]من وظائفهم في أعقاب الانقلاب العسكري بينما تم إغلاق 15 جامعة من أصل 180 جامعة عاملة في تركيا.