- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الولايات المتحدة الأمريكية تطالب مهاجري غرب أفريقيا بالرحيل بعد انتهاء وباء الايبولا في بلادهم

التصنيفات: أمريكا الشمالية, جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, الولايات المتحدة الأمريكية, ليبيريا, الدعم الإنساني, الهجرة والنزوح, صحافة المواطن, صحة
[1]

مواطن يسير بجوار لوحة جدارية عن مخاطر فيروس الإيبولا على جدارٍ في توبمان بوليفارد، مونروفيا في ليبيريا بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول 2014، الصورة لـمورجانا وينجرد.

قامت ماريا موريل [2] بنشر المقال الأصلي على PRI.org [3] بتاريخ 2 يونيو/حزيران 2017 وتمت إعادة نشره هنا كجزءٍ من اتفاقية للشركة بين PRI والأصوات العالمية.

خسر ما يقارب 4000 مهاجر غرب إفريقي – يعملون بشكلٍ قانونيٍ في الولايات المتحدة – حقهم ومكانهم كمهاجرين إليها في نهاية شهر مايو/أيار من العام الحالي وذلك بعد أن كانوا جزءًا من برنامج حالة الحماية المؤقتة المشار إليه باسم TPS وهو البرنامج الذي توفره الولايات المتحدة لأفراد الدول الأخرى وقت الأزمات. في 2014 تم تفعيل البرنامج لمواطني دول ليبيريا وسيراليون وغينيا بسبب تفشي داء الإيبولا في بلادهم.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء تفشي الإيبولا [4] مما أدى لانتهاء صلاحية برنامج الحماية المؤقتة لأفراد تلك الدول في 20 مايو/أيار بما فيهم الروائي الليبيري المعروف باسم بول والذي طلب نشر اسمه الأول وحسب للحفاظ على سرية هويته.

الآن، بول يعيش في الولايات المتحدة كفردٍ غير قانوني لكنه يقول أنه من المستحيل له وللكثيرين من أمثاله أن يعودوا إلى ليبيريا مرةً أخرى: “لا تستطيع العودة لأنك لا تملك المال الكافي لشراء تذكرة الطيران حتى”.

وقام قسم الأمن الوطني بإعلام الخاضعين لبرنامج الحماية المؤقتة من تلك الدول الثلاث أن إقامتهم على وشك الانتهاء منذ ستة أشهر معتمدين على أن الإنذار المبكر سيعطيهم فرصة إجراء الترتيبات المناسبة للعودة لبلادهم وتجنب الإقامة الغير قانونية على أرض الولايات المتحدة الأمريكية.

[5]

غرب أفريقيا، صورة من الأمم المتحدة.

يقول بول أن إقامته في الولايات المتحدة تحت برنامج الحماية المؤقتة جعل خيارات عمله ضئيلة ما جعله عاجزًا عن توفير المال للعودة، ويعقب قائلًا:” عند بحثك عن عملٍ في حالتك المؤقتة تلك لن تجد كثيرًا من أصحاب الأعمال الراغبين بتوظيفك في عملٍ بدوامٍ كامل، فهم ينظرون إليك على أنك شخصٌ مؤقت وبالتالي لن يعطوك وظيفةً دائمة فكانت تلك واحدةً من المعضلات التي عانيت منها.

وصرح قائلًأ بأنه عمل في أي وظيفةٍ وجدها مهما كانت غريبة وبعد مرور سنتين أو ثلاث سنوات في الولايات المتحدة تمكن من الاستقرار وشراء منزل في سكرامنتو بكاليفورنيا يعيش فيه مع زوجته التي قابلها في الولايات المتحدة.

وبالرغم من أن لديه أولادًا في ليبيريا إلا أن الانتقال للولايات المتحدة تسبب في خسارته بعض العلاقات الشخصية. ويعلق على ذلك بالقول: “لا يكون في نيتك البقاء عندما تأتي هنا ثم تبقى بسبب الأزمة فينقطع اتصالك معهم وتفقدهم”.

يرى بول أن ذلك واحدٌ من عيوب برنامج الحماية المؤقتة فالحكومة الأمريكية لم تضع في اعتبارها اندماج المهاجرين في حياة الولايات المتحدة حتى لو كان بقاؤهم مؤقتًا.

تظن جيسيكا فوغان الناقدة لبرنامج حالة الحماية المؤقتة في مركز دراسات الهجرة المتحفظ والواقع في واشنطن بأن البرنامج معطوب لأنه يجعل أمثال بول يقيمون لفترةٍ كبيرةٍ في البلاد يصنعون خلالها علاقاتٍ وروابط بالمكان والناس.

وقالت: “كثيرٌ من هؤلاء الناس استقروا بالفعل هنا والحكومة هي من سمح لهم بذلك، وبرنامج الحماية المؤقتة يبدو كحمايةٍ أو إتاحةٍ متوارية لعددٍ من الناس أصبحوا الآن مجبرين على العودة لمنازلهم.

منذ أن بدأ برنامج الحماية المؤقتة في نهاية التسعينات والحكومة الأمريكية تجدده كل 18 شهرًا وفقًا لكل بلدٍ على حدة وفي بعض المناسبات عرضت الحكومة تجديدًا بعد 6 أشهر وحسب مثل ما حدث لأجل مهاجري هايتي مؤخرًا [6].

وتقول كورينا بوجاسيو من لجنة الخدمات الأفريقية في نيويورك أن برنامج الحماية المؤقتة لغرب أفريقيا انتهى بسرعة معقبةً بالقول:” إنه حقًا لأمرٌ غير مسبوقٍ أن يكون البرنامج قصيرًا بهذا الشكل فأغلب البلاد يحصلون على 18 شهرًا كاملًا قبل الانتهاء”

حصلت دول ليبيريا وسيرا ليون وغينيا على فترة 18 شهرًا مبدئية تم تمديدها لفترة 6 أشهر لمرتين متتاليتين أما الآن بعد انتهاء مدة فترة برنامج الحماية لا يستطيع المحامون أمثال بوجاسيو التنبؤ بالقادم، فحسب قولها هناك الكثيرون من أمثال بول الذين يعجزون عن تحمل تكلفة تذكرة طيران العودة لأفريقيا.

وقالت: “عندما يتم ترحيلك تقوم الحكومة بوضعك على الطائرة متحملةً التكلفة لكن عندما يكون متوقعًا منك أن ترحل بنفسك يكون عليك تحمل كافة التكاليف والمسئوليات والتأهب للمغادرة قبل الموعد المحدد وإن تأخرت تصبح إقامتك غير قانونية.”

رفض قسم الأمن الوطني طلب مقابلةٍ معه موجهًا الإذاعة الدولية العامة في العالم إلى موقعه الالكتروني [7]

وقالت بوجاسيو أن العديد من عملائها يخشون إجبار الحكومة لهم على الرحيل بعد انتهاء مدة برنامج الحماية المؤقتة بينما استطاع البعض الآخر تمديد مدة الإقامة بسبب حالاتهم الصحية.

وقال ميت فيليبس محلل الشؤون الصحية لجماعة أطباء بلا حدود أنه برغم انتهاء أزمة الإيبولا إلا أنها خلفت وراءها منظومةً صحيةً هشةً لدى سكان تلك البلاد.

وأتبعه قائلًا: “خلال العامين حيث عانت فيهما البلاد من أزمة الإيبولا لم تكن هناك خدماتٌ صحيةٌ فعالةٌ كما أصبح الناس يخشون الاقتراب من المراكز الصحية لاعتقادهم أنها الأماكن التي تصاب فيها بعدوى الإيبولا”

وهو ما أدى إلى حدوث تأخرٍ وعجزٍ في تلقي اللقاحات ونتج عنه حدوث تفشي للحصبة الألمانية في غينيا في مطلع هذا العام كما تعاني ليبيريا من تفشي التهاب الأغشية السحائية.

وأوضح فيليبس المشكلة بقوله: ” فبينما تم الإعلان عن انتهاء وباء الإيبولا يجب أن نلتفت إلى حقيقة أنه ليس الأزمة الصحية الوحيدة التي سيواجهها الواقعون تحت برنامج الحماية المؤقتة ويتوقف ذلك على تعريفنا للمخاطر في البلاد المختلفة خاصةً المخاطر الصحية.”

صحيحٌ أن لبول بعض الأقرباء الذين أصابوا بالإيبولا عام 2014 إلا أن قلقه الأكبر من العودة إلى ليبيريا لا يتعلق بالصحة وإنما من احتمالية عدم إيجاده لعملٍ آخر.

فبالرغم من صعوبة إيجاده عملًا مستمرًا في الولايات المتحدة إلا أنه نجح في إيجاد عملٍ مؤقت حسب قوله.

واستطرد قائلًا: “من الصعب أن تجد عملًا في ليبيريا فالأمور هناك ليست مثل أمريكا حيث تستطيع إيجاد عملٍ مؤقت وحيث توجد قنصلية تساعدك في إيجاده حتى لو لم يكن عملًا بدوامٍ كامل لكن ذلك لا يحدث في أفريقيا.”

تعتبر زوجة بول مدنيةً  شرعيةً مقيمةً في الولايات المتحدة الأمريكية وقدمت طلب التماسٍ ليصبح بول مثلها عام 2016 إلا أنه قوبل بالرفض وحتى يتمكنوا من عرض التماسٍ آخر ستظل إقامة بول غير موثقة وهو ما يعني العجز عن إيجاد عملٍ بشكلٍ قانوني ومن ناحيةٍ أخرى عجزه عن تحمل نفقة العودة إلى ليبيريا.