“الإنجيلي المثقف” شاب نيجيري ينهض باللغات الأفريقية عبر التطبيقات والقصص الرقمية

صورة من قصة أولورونبي الرقمية.

“الإنجيليّ الثقافيّ” هو اسم مستعار لأديبايو أديغبيمبو كما يحب أن يطلق على نفسه أحيانًا.  كما أن هذا المصطلح يلائم وصف عمله الذي يجمع بين التقنية والتعليم والشغف من أجل تطوير اللغات والثقافات الأفريقية على الإنترنت.

صورة أديبايو أديغبيمبو (غير مسموح استخدامها إلا بأذن صاحبها)

ترعرع أديبايو في مدينة لاغوس في نيجيريا ، ولغته الأم هي اليوروبا وهي لغة يتحدثها ما يقارب ٣٠ مليون شخص. بدأ شغفه في استخدام التكنولوجيا لخدمة اللغة قبل خمسة أعوام وتبلور عندما أخذ ينظر في الطرق المختلفة لاستخدام التقنية في تعلم اللغات وسخرها لتعليم وتشجيع ابنة أخيه وأطفال الحي. وكونه مؤسس لموقع جيني غيمز، قام فريق عمل الموقع في تطوير تطبيقات تعلم اللغات و فيديو الرسومات المتحركة للغة اليوروبا ولغات نيجيرية وإفريقية أخرى.

ووفقاً لما قاله أديبايو فقد أصبحت التقنية الأداة الأمثل لجعل الأشخاص ينجذبون نحو تعلم اللغات ويجدونه أمرًا ممتعًا ورائعًا.

Technology offers the best form of creative approach to preserving native languages. It aids the process of documentation, collaboration between language experts, offers a wide array of distribution medium etc. With technology, it's easier to contextualize the languages to reach different audience categorized by age and level of understanding of the languages.

تقدم التقنية أفضل أشكال الأساليب الإبداعية للحفاظ على اللغات الأصلية. كما أنها تساعد على التوثيق والتعاون بين خبراء اللغات كما تسهل عملية التواصل وتبادل الصور والملفات ومقاطع الفيديو. مع استخدام التقنية أصبح من السهل صياغة اللغات بحيث تصل إلى المتلقين من مختلف مختلف الأعمار والمستويات، كلّ بحسب قدراته اللغوية.

إن واحدة من هذه التطبيقات، وهي لعبة الإيغبو101، صممت خصيصاً للأطفال بطريقة البحث عن المغامرات، حيث يتنقل اللاعب عبر المراحل المختلفة للعبة عبر إتقان المستويات المختلفة للغة، وعند الوصول إلى مراحل متقدمة في اللعبة يحصل اللاعب على جائزة “أميامييهي” والتي تعني المعرفة في لغة الإيبو. صدرت مؤخرًا النسخة المحدثة للتطبيق ومتوفرة للتحميل في كلٍ من أجهزة الأندرويد والأيفون. وهناك تطبيقات أخرى بلغات اليوروبا و الهوسا.

لتصميم تطبيقات تعلم اللغات هذه، يتطلب الأمر فريقًا من المبرمجين والرسامين والفنانين ومهندسي الصوت ومدربي اللغات لاكتمال جميع عناصر الفريق. ويعتبر عنصر خبراء اللغة من أهم العناصر لإنشاء هذه التطبيقات وإتقان تناغم اللغات النيجيرية والعديد من اللهجات المختلفة. وقد وثقت هذه الطريقة بشكل جيد ونشرت في مدونة جيني للألعاب بعنوان ” كيفية إنشاء تطبيق“.

ويعد تسليط الضوء على القصص النيجيرية والإفريقية بشكل عام ميزة إضافية لعمل أديبايو. ومن أجل تشجيع الأجيال القادمة من رواة القصص الرقمية، قام أديبايو بعقد ورش عمل مع طلاب المرحلة المتوسطة من جميع أنحاء القارة. في آذار/ مارس من عام ٢٠١٦، قاد أديبايو ٨ ورش مع مدارس محلية في جميع أنحاء نيجيريا، وركزت هذه الورش على طريقة إنشاء المحتوى الرقمي للأطفال.

كما أنه شارك بفكرته الرئيسية لهذا النشاط قائلاً:

It’s a workshop where we walk kids through the process of creating simple stories using technology tools. Together, we come up with ideas for stories then write out the script, draw, color, record the narration and piece it all together into an app or video. Our goal is to demystify the content creation process. Furthermore, our larger goal is to inspire these kids to take ownership of their narratives.

هي ورش عمل نشجع بها الأطفال ونعلمهم طريقة إنشاء قصص بسيطة باستخدام أدوات التقنية. ومن خلال العمل كفريق نتشارك توارد الأفكار لتأليف القصص ومن ثم كتابة السيناريو وإضافة الرسومات وتلوينها وتسجيل القصة وأخيرًا جمع الخطوات السابقة في تطبيق أو فيديو واحد. وهدفنا هو إزالة الغموض عن عملية إنشاء المحتوى بالإضافة إلى أن هدفنا الأهم هو إلهام هؤلاء الأطفال لإضافة الفردية إلى رواياتهم.

وإلى جانب نجاح ورش العمل هذه، قاد أدبيايو نشاطًا مشابهًا للسابق في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا بالاشتراك مع آي أفريكان ومن نحن يا أفريقيا ومختبرات ماكروسكوبيا التي استضافتها جوزيهوب كجزء من احتفالات يوم الشباب. وشارك ستة وعشرون طفلاً من مدرستين ابتدائيتين في سويتو، وقدم الأطفال عرض فيديو مدته ٩٠ ثانية يتطرق محتواه إلى طريقة تحضير طبق الاومنقوشو وهو طبق أساسي في جنوب أفريقيا. بالإضافة إلى شرح فكرة القصة وتكوين الشخصيات وإضافة أصواتهم إلى الفيديو. يمكن مشاهدة النتيجة النهائية في فيديو اليوتيوب التالي:

وبالرغم من أن هذه التطبيقات والقصص الرقمية حققت تقدماً وعززت اللغات النيجيرية على الإنترنت، إلا أنه مازالت هناك عوائق تمنع بعض الأطفال من الدخول إلى هذه التطبيقات والقصص وخصوصًا أطفال المناطق الريفية في أفريقيا نظرًا لقلة اقتنائهم للهواتف الذكية. وقال أديبايو: “أن هذا أمر مهم لأن الهواتف الذكية تملك  مميزات أفضل للغات وتعرضها بطرق متعددة الوسائط وبالتالي تجعلها أكثر إبداعية وجذبًا لانتباه الأشخاص. ومع مرور الوقت سوف تتوفر أجهزة ذكية رخيصة الثمن ومن ثم تكون في متناول الجميع، وأعتقد أننا بدئنا نرى ذلك يحدث.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.