- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

السوريّون المحاصرون يتعلّمون زراعة الفطر للبقاء على قيد الحياة

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سوريا, أفكار, الدعم الإنساني, حروب ونزاعات, صحافة المواطن, طعام

لقطة شاشة من الفيديو الترويجي للحملة  المصدر: CanDoAction [1]

منذ بداية الثورة السورية والحرب الأهلية التي تلتها، سقطت العديد من المدن في جميع أنحاء سوريا ضحيّة الحصار ، من قِبَل القوات الموالية لنظام الأسد بشكلٍ أساسيّ. [2]

ووفقا لـ Siege Watch [3]، وهي مبادرة مشتركة من منظمة السلام PAX ومعهد الأبحاث السوري The Syria Institute، هناك حوالي المليون سوري يعيشون حالياً تحت الحصار في مناطق دمشق وريف دمشق وحمص ودير الزور وإدلب.

وفي منطقة الغوطة الشرقيّة تسبّب هجوم بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس / آب 2013، بمقتل مئات المدنيين. وتوصّلت العديد من الحكومات والمنظّمات الدوليّة والمعارضة السوريّة استنادًا للتحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة وغيرها من جماعات حقوق الإنسان، إلى أنّ المجزرة ارتكبها نظام الأسد [4].

هذه المنطقة من سوريا التي يسيطر عليها الثوّار خارج دمشق ظلّت محاصرة منذ عام 2013، ممّا جعل السكّان يعتمدون على الغذاء المُنتَج محليًا أو على المهرّبين عبر الأنفاق أو عبر نقاط التفتيش.

سنوات الحصار هذه جعلت الموادّ الغذائيّة التقليدية كاللحوم بعيدة المنال بالنسبة للمواطنين العاديّين. وردًّا على ذلك، قامت مجموعة من العاملين في المجال الإنساني والأكاديميّين السوريّين بتثقيف [1]سكّان الغوطة الشرقيّة لزراعة الفطر بأنفسهم “كمصدر غذاء للحفاظ على الحياة”.

وهم يسمّون أنفسهم “غراس النهضة”، وينسّق المشروع مع منظّمة غير حكوميّة محلية أخرى تدعى “مؤسّسة عدالة”.

الفطر ليس من بين المحاصيل الشائعة في سوريا، ونادرًا ما كان يظهر في المطبخ المحلّي، ولكن فوائده المتعدّدة جعلته مصدرًا مقبولاً للطعام بالنسبة للكثيرين في الغوطة الشرقية المحاصرة.

وقال مدير المشروع أبو نبيل لوكالة الأنباء الفرنسية [5]:

We turned to cultivating mushrooms because they're a food that has high nutritional value, similar to meat, and can be grown inside houses and basements.

لقد تحولنا إلى زراعة الفطر لأنه طعامٌ ذو قيمة غذائية عالية، مماثلة للحوم، ويمكن زراعته داخل المنازل والأقبية.

وقال الدكتور أحمد ليلى أحد المنظّمين متحدّثًا للأصوات العالمية، أنّهم ناضلوا للتعريف بهذا المشروع على مدى السنوات الثلاثة الماضية، وأعرب عن الارتياح لأنه “رأى النور في النهاية”.

وقد تمّ استخدام منصّة التمويل الجماعي الإنسانية CanDo [1]، بالتنسيق مع المنظّمة غير الحكوميّة غراس النهضة [6]، لجمع الأموال للمبادرة. وقد قال الدكتور أحمد ليلى للأصوات العالمية إنّ المشروع يخطّط لتعليم زراعة الفطر لـ 125 عائلة.

في وقت كتابة هذا التقرير، كانت قد وصلت إلى أكثر من 100٪ من هدفها المتوقع أي حوالي 14،800 دولار أمريكي، ولكن سوف تستمر في تلقّي التبرّعات على CanDo حتى يوم الاثنين، 4 سبتمبر/أيلول 2017.

وتعتمد هذه المبادرة على المولّدات للحفاظ على درجة حرارة مستقرّة عند 25 درجة مئويّة والرطوبة عند 80٪. وبسبب نقص إمدادات الوقود، يتم تغذية هذه المولّدات بوقود يتم إنتاجه محلّيًا ويتمّ استخراجه من البلاستيك [7].

وقال الدكتور أحمد ليلى للأصوات العالمية إنّهم بدؤوا بـ “إنتاج بذور فطر تنمو طبيعيًا في المنطقة” قبل فحصها وتقييم جودتها وملاءمتها للاستهلاك.

ثم قاموا ببناء مزرعة فطر صغيرة في حوض، وعندما نجح هذا، انتقلوا إلى حوض أكبر، وهكذا. والآن، “قاموا بتصميم مزرعة تعليمية للمنطقة”.

منذ بداية هذا المشروع، وعلى مدى ثلاثة أشهر، وزعوا الفطر في الغوطة الشرقيّة مجّانًا.

وأوضح الدكتور أحمد ليلى أن هذا جزء من خطّة أوسع للتعليم. “نحن نعمل لتعليم الناس كيفيّة زراعة الفطر لعدة أسباب”:

1- Breaking the Siege.
2- Providing a new food source on the market.
3- Spreading the culture of self-sustenance by benefiting from the remains at homes (like paper, tea, coffee ground, carton etc) and convert it to food.
4- Employing more of the labour force, especially women working from home.
5- Employing those with specia needs who are restricted to their homes.

1- كسر الحصار.
2- توفير مصدر غذائي جديد في السوق.
3- نشر ثقافة الإعاشة الذاتية من خلال الاستفادة من بقايا المنازل (مثل الورق والشاي والقهوة والكرتون وغيرها) وتحويلها إلى طعام.
4 – توظيف المزيد من القوى العاملة، وخاصّة النساء العاملات من المنزل.
5- توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يلتزمون منازلهم.

وأضاف إنّهم يأملون في “نشر هذه الفكرة عبر العالم حتّى يدركوا نجاحنا ونضالنا مع الجوع والحصار”. نريد أن نلهم بتجربتنا مناطق منكوبة أخرى حتى نتمكّن من مساعدة البشرية “.

أجرى المقابلة مع الدكتور أحمد ليلى (جوي أيّوب [8]) وترجمها للإنكليزيّة (إلياس أبو جودة [9]) .