مونديال قطر 2022: لعبة موت العمال النيباليين

A Nepali migrant worker killed in Qatar 'accident' being photographed by his brother. Image by Gail Orenstein. Copyright Demotix (20/2/2012)

صورة لعامل نيبالي مهاجر قتل في “حادث” في قطر. تم التقاط الصورة من قبل شقيقه

لقي عدة آلاف من العمال المهاجرين من الهند ونيبال حتفهم في قطر منذ أن فازت بحق تنظيم كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بطريقة مثيرة للجدل. ففي العام الماضي كان يموت عامل نيبالي في قطر كل يومين.

قيل أن وفاة أكثر من ثلث هؤلاء العمال كانت نتيجة نوبات قلبية، لكن قطر حجبت الكثير من التفاصيل عن تلك الحوادث حيث تستعد لاستضافة الحدث الرياضي الأكثر شعبية في العالم.

قبل ثلاثة أشهر، وعدت قطر بالتحقيق في أسباب تصاعد أعداد الوفيات بين العمال المهاجرين وإصدار قوانين جديدة في أوائل عام 2015 لحماية العمال بشكل أفضل، بما في ذلك إجراء إصلاحات نظام الكفالة – وهو نظام تكفله الدولة يرتبط من خلاله العامل بصاحب العمل القطري إلى أجل غير مسمى – مما يحد من تحركاته.

غير أنه على مدار العامين السابقين، وعلى الرغم من وعود قطر بعكس ذلك، لم تنشر أو تجمع إحصاءات عن أعداد الوفيات أو المصابين بين العمال المهاجرين. ونتيجة لذلك، يخشى الكثيرون أن تكون وعود قطر الأخيرة كاذبة. ولهذا السبب تم التشكيك في أول تقرير قطري للامتثال لرعاية العمال الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول التي زعمت فيه أنها قد حسنت أماكن الإقامة للعمال المهاجرين، في الوقت الذي أنشأت فيه منتديات خاصة لجلب المتعاقدين والعمال معًا لمناقشة مشاكلهم.

وقد أدى الجدل حول سلامة العمال إلى دعوة الفيفا – التي تجابه عاصفة من اتهامات الفساد المتصلة بتنظيم كأس العالم لعام 2022- لسحب البطولة من قطر وإسنادها لدولة أخرى.

تحذير: يتضمن الفيديو أدناه إساءة معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم في صناعة البناء والتشييد في قطر صورًا لجثث عائدة إلى نيبال.

فيفا: تسقط قطر!! العبيد النيباليون يموتون مثل الذباب

عبرت محامية نقابية وعضو اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال في المملكة المتحدة عن غضبها في تغريدة قائلة:

تفيد تقارير أخبار السادسة أن العمال المهاجرين في قطر لا يزال يعيشون في ظروف مزرية إلى جانب مصادرة الكفيل لجوازات سفرهم. شيء مهين.

وقد كرر سورياناث ميشرا، آخر سفير لنيبال لدى قطر، الذي استدعى من مقره في الدوحة استنكارًا لظروف عمل النيباليين هناك التي تشبه “السجن المفتوح”، مطالبته بضرورة فتح تحقيق للوقوف على أسباب وفاة العمال.

كما يسعى ميشرا لزيادة أجور العمال النيباليين هناك: ففي حين أن قطر تنفق أكثر من 200 مليار دولار على كأس العالم، فإن الكثير من النيباليين إما أنهم لا يتقاضون رواتبهم أو أنهم يحصلون على أقل من دولار واحد في اليوم.

ودون توقعات بالتغيير، ستستمر العائلات الفقيرة التي تعيش في القرى البعيدة في البلد الآسيوي غير الساحلي في تسلم توابيت حمراء تشحن مثل الهدايا الملفوفة بعناية حاملة جثامين أحبائهم.

تحذير: يحتوي هذا المقال الذي يسرد محنة عائلات المهاجرين على صور مؤلمة

تراجع مصداقية الفيفا وإمكانية مساءلتها

مع ترقب صدور تقرير بشأن وجود فساد في إسناد الفيفا للبطولات هذا العام، ليس من المستغرب أن يساور الكثير الشكوك بشأن المنظمة ووعدها بمراقبة الوضع:

ورقة تصويت ساخرة للفيفا أقرب ما تكون للواقع حيث أن نموذج فسادهم لم يعد يتطلب أي تقدير

تمت مشاركة هذه التغريدة أدناه أكثر من 3 آلاف مرة حيث أنها تسخر من قرار عقد كأس العالم في فصل الشتاء وتلمح بقوة إلى وجود فساد داخل الفيفا.

هذا يلخص فساد الفيفا التي أعطت قطر حق تنظيم كأس العالم 2022 وجنونها وكراهيتها. مقال جيد.

يدعو البعض إلى مقاطعة الألعاب وكذلك رسائل ضد رئيس الفيفا جوزيف بلاتر:

إنهم هنا…قمصان مقاطعة قطر 2022 وطرد بلاتر للبيع الآن!

عجز دولة نيبال على تقديم المساعدة

تضم قطر 1.4 مليون مهاجر، من بينهم 400 ألف عامل نيبالي. لكن وعلى الرغم من النقد المتكرر، لا يبدو أن السفارة النيبالية، التي تم افتتاحها في الدوحة عام 2000 دون وجود رئيس لبعثتها حتى الآن، تستطيع أن تقدم الكثير للعمال النيبالين الذين تقطعت بهم السبل.

منذ ما يقرب من عقد من التمرد الماوي الذي اندلع من عام 1996 إلى عام 2006، لا تزال نيبال تكافح لخلق بيئة يستطيع فيها الغالبية العظمى من السكان الحصول على رزق ثابت. فقد أدى الفقر إلى الاتجاه إلى هجرة العمالة التي بدأت بنسبة قليلة في أوائل التسعينيات لكنها زادت بشدة في بداية الألفية. وسعى قانون العمالة الأجنبية في نيبال إلى التحكم في تدفقات الهجرة لضمان سلامة العمال.

ويكشف تقرير الذي قدمته نيبال إلى منظمة العمل الدولية أنه وبالرغم من إنشاء أليات متعددة – صندوق رعاية المهاجرين لمساعدة عائلات العمال في حالة الموت أو الإصابة؛ واستخدام الوكالات المرخص لها من الحكومة لتوظيف المهاجرين؛ ومكتب عمل للتحقق من صحة تصاريح الهجرة وإدارة للعمالة الأجنبية مكلفة بتنظيم وكالات التوظيف والتحقيق والتوسط في شكاوى العمال وعمليات الأحتيال- إلا أن المهاجرين الذين يعملون بالخارج ما يزالون معرضين للخطر.

ونادرًا ما يتم نقل الشكاوى إلى إدارة العمالة الأجنبية. والمثير للدهشة أنه حين قدم التقرير لم تكن لدى الإدارة أية بيانات من أي سفارة أو قنصلية. وبالإضافة إلى ذلك فإن مجلس رعاية العمالة الأجنبية لإنقاذ المهاجرين الذين يعانون لم يفعلوا ذلك إلا في المناسبات القليلة المذكورة في تقريره السنوي.

وما فعلته الحكومة النيبالية بشكل منهجي هو إعداد سجل بالوفيات وبيان أسباب الوفاة وتخصيص أموال للتعويض وتكاليف العودة للوطن. لكن هذا لن يحسن ظروف معيشة العمال النيباليين أو يوقف تدفق المواطنين الباحثين عن عمل في الخليج.

ووفقًا لأحد الاقتصاديين في بنك التنمية الأسيوي، فإنه إذا توقف النيباليون عن التخلي عن اقتصادهم المتعثر لإيجاد عمل بالخارج فإن نيبال ستنفجر.

A snapshot of the runway on a flight leaving Doha airport, heading for Kathmandu, Nepal on 31 August 2010. This is a journey many will not make alive. Image by Flickr user @elmar bajora (CC BY-NC-ND 2.0)

مقطع لمدرج على متنه طائرة تغادر مطار الدوحة، متوجهة إلى كاتماندو، نيبال في 31 آب / أغسطس 2010. لا يوجد الكثير في هذه الرحلة على قيد الحياة. صورة المستخدم فليكر

هذا هو السبب في تصريح تريستان بروسلي، الباحث الذي أجرى دراسة متعمقة عن المهاجرين النيبالين الذي يعملون في الخليج وقطر على وجه التحديد، وأدلى به قائلاً أن من مسؤولية الحكومة القطرية والشركات أن تضمن أن يتلقى هؤلاء الذين يساهمون في ثراء البلاد معاملة عادلة. وأشار أيضا إلى أن المهاجرين النيباليين، الذين ربما لا يعلمون كيف يقرأون الإنجليزية أو يتحدثونها، معرضين لخطورة شديدة في ظل نظام الكفالة.

أحد الفيديوهات التي التقطها بليفوت إنتيرتينمنت والذي يتتبع العديد من المهاجرين النيباليين منذ لحظة وصولهم إلى قطر حتى اللحظة المأساوية التي تعود فيها نعوشهم إلى وطنهم.

 تحذير: يحتوي الفيديو على صور مؤلمة للغاية.

https://vimeo.com/95215527

التعليقات على الفيديو تتراوح بين المتوقع إلى أقل من المتوقع:

Anshuman Bhattacharya:
What are the Human Rights bodies doing about this situation? They seem so concerned about how terrorists are treated in prison and for an issue as big as this they seem to be absconding…

أنوشمان باتاشاريا: ماذا تفعل منظمات حقوق الإنسان حيال هذا الوضع؟ يبدو أن ما يشغلهم هو طريقة معاملة الأرهابيين في السجون أما بالنسبة لقضية كبيرة مثل هذه فيبدو أنهم يهربون.

Udeep Shakya:

Why is FIFA quiet abt this matter? Do Blatter and Qatar think that they won't manage for 2022 if Kafala system is put out? No autopsy on the dead bodies, the Kafala system, no Trade Unions….. no Rights at all. Human rights organisation should come more stronger and Qatar better arrange good conditions for its workers. This noise will only get louder when the death toll will grow and might become a disaster for Blatter, FIFA, Qatar and all football lovers.

يوديب شاكايا: لماذا تصمت الفيفا على هذا الأمر؟ هل يعتقد بلاتر وقطر أنهما لن ينظما كأس العالم لعام 2022 إذا لغي نظام الكفالة. لا يوجد تشريح للجثث وهناك نظام الكفالة ولا يوجد نقابات للعمال…لا يوجد حقوق على الإطلاق. ينبغي على منظمة حقوق الإنسان أن تكون أقوى وأن توفر قطر ظروف جيدة لعمالها. هذه الجلبة ستعلو فقط حين تزداد حصيلة الموتى وربما ستصبح كارثة لبلاتر والفيفا وقطر وكل محبي كرة القدم.

لكن يوجد من لا يوافق على إلقاء اللوم على قطر. فأحد المعلقين وهي ديانا لوبيز، رأت أنه خطأ المهاجرين أنفسهم:

The claim about bad living conditions has been falsely blamed on Qatar. The only reason why the camps are so unhygienic is because people don't clean after themselves. If the people don't clean after themselves, who else will? Should Qatar hire another bunch of workers to clean the camps of other fellow workers? Then who will clean the camps of the workers that clean for other workers? It's a loop which can only be broken if they decide to clean after themselves.

ما من لوم على قطر بشأن الظروف المعيشية السيئة. السبب الوحيد في أن المخيمات غير صحية هي أن الناس لا ينظفون أنفسهم. فإذا لم ينظف الناس أنفسهم من الذي سيفعل ذلك؟ هل ينبغي على قطر أن تؤجر مجموعة أخرى من العمال لتنظيف مخيمات زملائهم الآخرين؟ لكن من سينظف مخيمات العمال الذين ينظفون مخيمات العمال الآخرين؟ إنها دوامة يمكننا الخروج منها إذا قرروا أن ينظفوا أنفسهم.

ورداً على مقال صحيفة الغارديان حول العدد المذهل للوفيات بين المهاجرين النيباليين، جاء التعليق الأعلى تصنيفًا على موقع ريديت من مستخدم يدعى هوسبي وتلقى 2287 نقطة.

We need the teams to refuse to play. That is the only way change will happen.

ينبغي على الفرق أن ترفض اللعب، هذه هي الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير.

.يردد الآخرون هذا الشعور بما في ذلك رئيس تحرير مجلة السياسة الخارجية دانييل ألتمان الذي يعتقد أن الأشخاص الوحيدين الذين سيكونون قادرين على ممارسة ضغط جماعي على فيفا هم اللاعبين من خلال النقابة التي تمثلهم فيفبرو.

وحتى الآن، تحدثت المنظمة ضد نظام الكفالة، دون الإشارة إلى المقاطعة.

وقالت نقابة فيفرو الشهر الماضي أن “إلغاء نظام الكفالة هي قضية لحقوق الإنسان يجب التعامل معها لأنها تؤثر على جميع العاملين بما في ذلك لاعبي كرة القدم المحترفين في قطر”

في الوقت نفسه، يبحث التماس “العبيد الحديثين في قطر” عن مليون توقيع. وحتى الآن جمع أكثر من 800 ألف.

ولكن سيحدث التوقيع فرقًا؟

يرى البعض أن كأس العالم ليست سوى خطوة نحو خطة إنمائية أكبر بكثير لدولة قطر التي سارعت الشركات متعددة الجنسيات مثل سيمنز إلى الاشتراك فيها. وقد حصلت شركة سيمنز في الواقع على عقد بقيمة 8.2 مليار دولار لبناء نظام مترو جديد طموح في الدوحة، بينما منحت شركات من فرنسا وبريطانيا عقود للتشييد والاستشارات. المصالح المكتسبة في كل مكان.

وأخيرًا، قد يفكر النيباليون العاديون في أن إغلاق المطار الدولي الوحيد في نيبال الأسبوع الماضي بسبب تحطم رحلة الخطوط الجوية التركية، والتي أدى إلى إلغاء الآلاف من الرحلات، ربما أنقذ بعض الأرواح. أما بالنسبة لأولئك الذين اتخذوا قرارًا بشراء تذكرة أخرى والتوجه إلى قطر، فيمكن للمرء أن يخمن فحسب متى وكيف سيعودون.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.