الجزء الثاني: تحديد إطار الأخبار

https://www.flickr.com/photos/thelivelygirl/5261389796/in/photolist-91VZTb-bkHLP-54pdwX-9rMWjV-9tzfnt-3USFDi-4L51X9-9tzeeV-9D8g69-9tzenF-9rhfjw-54ttHy-8UZZL8-9sXP49-bqDVh3-9sdupa-4Jmo5W-cLa2SS-6KViFx-8U8Wn-nJMFn2-8V478E-8V12eK-nsiiKw-f5iygM-ntk4Z3-kQkWHn-m2oT8B-9wwQ8T-Q86Z-5hU4G7-korXn-8V44jW-g8aUj-XLRq-nnqxjb-5UEMw-8JsUh-JEMPR-6AMMcj-67tLKy-w96cU-DJQUTp-6CKgqK-84HRxb-aeNGU6-8bK3Cs-gtitLE-5hi8t9-gHjsW

صورة “آذان فيل.” من مستخدم فليكر Brittany H. الصورة من ديسمبر/كانون الأول 2010 (CC BY-NC-2.0)

في شهر فبراير/شباط الماضي، شرحت سبب أهمية إطار الأخبار وقدمت تعريفًا عامًا: “يتعلق التأطير بطرق تقديم المعلومات حتى تصبح ذات معنى أو مفهومة من قبل القراء”. لاحظت أيضًا أن التأطير فكرة معقدة، يتناولها الناس بطرق مختلفة.

أهدف في هذا المقال لتدريبك، من خلال مشاركة، بعض الطرق لاكتشاف الإطار. فيما يلي أمثلة من مجالات بحثية مختلفة تناولت مشكلة التفسير:

التأطير ليس ما يجب التفكير فيه فقط، لكن كيفية التفكير فيه (مجال الاتصالات)

اقترحنا في المقال الأول حول التأطير بعض الطرق لمعرفة “الكيفية”، لذلك دعونا نكررها هنا:

  • كيف تحدد القصة المشكلة، أو “تحديد ما يفعله العامل السببي، بما في ذلك التكاليف والفوائد، التي يتم قياسها عادةً من حيث القيم الثقافية المشتركة”.
  • كيف تشخص القصة السبب، ما القوى التي تخلق أو خلقت المشكلة
  • كيف تصدر القصة أحكامًا أخلاقية، وكيف يتم تقييم العوامل السببية وآثارها؟
  • كيف تقترح القصة الحل، وكيف يبرر المقال الحلول للمشاكل، أو التنبؤ بالنتائج المحتملة)

يقدم مجال الاتصالات عددًا من الطرق المختلفة للتعامل مع مجال تأطير الأخبار. ترتبط عملية التأطير بنظرية “تحديد الأجندة”. بعبارة أخرى لا تستطع وسائل الإعلام إخبارنا بما يجب التفكير به، هم يخبرونا كيف نفكر في تلك الأشياء.

يعدّ البعض أن “كيفية التفكير في أمر أو فكرة” شكل أقل إلحاحًا لحد ما، أو من المستوى الثاني، لوضع جدول الأعمال مقارنة “بما يجب التفكير فيه”. في هذه الحالة، يتعامل التأطير مع سمات الموضوع، أو الأوصاف التي تفسره.

يعتقد آخرون بوجوب التمييز بين “الكيفية” والأجندة. التأطير إذن لا يتعلق بإمكانية الوصول إلى موضوع ما (على سبيل المثال، عدد المرات التي يظهر فيها في موجز الأخبار أو في محادثة) ولكن قابليته للتطبيق، حيث تعتمد الطريقة التي يفهم بها المعلومات الجديدة على طرق رؤية العالم حولك.[1]

التأطير: “ما الصحيح، ولماذا هو صحيح، وكيفية توصيل ما يجب قوله بصوت عالٍ كل يوم في الأماكن العامة” (اللغويات المعرفية)

إن الاهتمام بالتأطير باستخدام النهج اللغوي قد يفكر في ما يلي:

يتعامل اللغويون مع التأطير بالنظر في كيفية ارتباط الكلمات بأبعاد أكبر مثل الأخلاقيات والسياسة والأخلاق. الأهم من ذلك، وفقًا لجورج لاكوف George Lakoff، “الإطار هو بنية مفاهيمية تستخدم في التفكير”، “تسمح للبشر بفهم الواقع – وأحيانا لخلق ما نعتبره حقيقة”.

إن مقولة لاكوف الشهيرة – لا تفكر في فيل – Don't think of an elephant – هو وسيلة مفيدة لفحص هذه البنية المفاهيمية. حتى إنكار الفيل يعني إشراك محاورك في عالم فيه الأفيال وكل صفاتها الرائعة (متجعدة، رمادية، خرطوم، كبير) كجزء من الهيكل.

بمعنى آخر، ربما تكون قد عززت عن غير قصد عالمًا توجد فيه الأفيال. ربما لا تمثل مشكلة في حالة الأفيال، ولكن قد يكون كذلك عندما يكون هناك نقاش حول الأفكار. يعمل الإطار بشكل مشابه، لأنه يحدد ذو صلة أو ذو معنى بطريقة تخلق التماسك ويصعب أحيانًا رؤيتها.

كما قد تتخيل، اللغة مهمة حقًا هنا – خاصة في المواقف المعقدة. “تأتي كل كلمة مع إطار واحد أو أكثر”، لذا فإن الاهتمام بالكلمات والاستعارات المستخدمة في القصص الإخبارية أمر مهم لفهم المحاولات المحتملة لتوجيه الإدراك.[2]

التأطير: لا يتعلق بصراع فحسب، بل بأدوات السرد الأخرى  أيضًا (الصحافة)

اقترحت دراسة مشروع التميز في الصحافة ثلاثة عشر نوعًا من الإطارات بما في ذلك:

  • قصة الصراع: التركيز على الصراع الملازم للموقف، أو على وشك الحدوث بين اللاعبين
  • قصة الإجماع: التركيز على نقط الاتفاق حول قضية أو حدث ما
  • قصة التخمين: التركيز على التخمين أو التكهن بما سيأتي؛
  • كشف الظلم: كشف الظلم أو المخالفات
  • ملف تعريف الشخصية: ملف تعريف صانع الأخبار

[الدراسة بأكملها >>]

النماذج المذكورة أعلاه مفيدة للتفكير في تأطير الأخبار سواء على المستوى الكلي، عبر سلسلة من القصص، وكذلك لكل قصة على حدة.

بالمعنى الجزئي، يمكن للإطار أيضًا أن يكون أداة سردية لتأليف القصة. من الأدوات الشائعة المستخدمة في الصِّحافة تقديم القصة في إطار منافسة أو صراع، على الرغم من أن دراسة من مشروع التميز في الصحافة من عام 1998 أظهرتها كأحد الأدوات.

تناول مقال Poynter في عام 2005 أطر التنوع على وجه الخصوص، وأشار إلى أن الصراع كان واحدًا منها، ولكن كانت هناك أيضًا طرق أخرى للحديث عن الموضوع، مثل الارتباك، والهوية، والإبداع، والتعميم، وبناء الجسور.

جسر شارع بلور، يونيو/حزيران 1916 من مجموعات مكتبة تورونتو العامة (ملك عام و CC BY-SA 2.0 على موقع فليكر).

تضمن التأطير ما يلي: تقديم الماضي بطرق ذات معنى (التاريخ)

البنيات الخمسة من التخمين التاريخي:

  • التغير مع مرور الوقت:
    إلى أي مدى ظلت الأشياء على حالها، وإلى أي مدى تغيرت؟ قارن بين عالم المايا القديم واليوم.
  • السياق:
    كيف نتعامل مع الماضي بحيث يظهر بصفة شيء أكثر من مجرد نسخة باهتة من الحاضر؟ السياق مفيد في التأكد من بقاء الماضي غريبًا. [3]
  • الحادث:
    ما سبب الحدث؟ على سبيل المثال، هل تسببت المواقف والدوافع العنصرية للعمال البيض في أعمال الشغب المناهضة للصين في فانكوفر عام 1887؟ نعم، ولكن
  • الطوارئ:
    هل كان يجب أن يحدث الحدث، أم كان من الممكن منعه؟ ولكي ندرك كيف تعمل حالة الطوارئ، فلنتأمل هنا أن “لي كان ليفوز في جيتيسبيرغ، وربما كان آل جور ليفوز في فلوريدا، وربما كانت الصين لتفتتح أول ثورة صناعية في العالم”.
  • التعقيد: التاريخ، مثل اليوم، فوضوي، هل القصة معقدة بما فيه الكفاية؟ هل تتجاوز معرفتك عن أفريقيا بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر مجرد التأريخ التاريخي، أو الحنين إلى الماضي أو “أفخاخ أخرى تحجب قدرتنا على فهم الماضي بشروطه الخاصة”؟ [4]

أين يبدأ الخبر وأين ينتهي؟ يمكنك اختصار السرد إلى سلسلة من الحقائق والتواريخ، لكن تحديد الحقيقة والتواريخ التي يجب تضمينها لا يزال يتطلب التفسير. هناك عدة طرق يحاول بها المؤرخون فهم الماضي، ثم أن التضمين التاريخي والسياق والبلاغة كلها تنطوي على نفس الاعتبارات مثل التأطير.

من السهل رؤية بنية القصص التاريخية عندما تكون هناك قصص متنافسة، أو عندما لا يتفق المؤرخون تمامًا مع بعضهم البعض. خذ هذه الأسئلة حول الماضي: متى انتهت الحقبة القديمة؟ أو ما سبب الحرب العالمية الأولى؟

إذا حاولت الإجابة على أسئلة كبيرة كهذه، فمن المحتمل أن تتصارع مع مفاهيم تسمى أحيانًا “العناصر الخمسة للتفكير التاريخي”: التغيير بمرور الوقت (أو الاستمرارية والتغيير)، والسياق، والسببية، والاحتمالية، والتعقيد. يتضمن التفكير التاريخي عناصر التفسير هذه.

للحصول على فكرة عن القضايا الأخرى الأعمق أو ذات المستوى الفوقي في العمل في التاريخ، ألقينا نظرة على كتاب هايدن وايت ‘ما وراء التاريخ‘، الذي يغوص في عالم الاستعارة والمأساة وغيرها من الأدوات لصناعة القصة التاريخية

التأطير: باختصار، معقد

غطينا عدد من الطرق المختلفة لتحليل الأطَر والتفسير، ولا يزال هناك المزيد. من المنطقي أنه لا توجد طريقة واحدة أو سهلة للتعامل مع التأطير، لأن وصف العالم أمر صعب! ومن المنطقي أيضًا أنه عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تؤثر على العديد من الأشخاص، يمكن أن تكون هناك خلافات قوية حول ما يجب تضمينه، أو كيفية توصيف المشكلة. هذا هو سبب أهمية التزام المراسل بالصدق والمعايير الأخلاقية الأخرى.[5]

ما هي بعض الأدوات أو الأساليب الأخرى، التي تساعد قراء الأخبار ومؤلفيها على رؤية الإطار؟ نحب أن نسمع منك.

In addition to the direct link to articles within this post, other references include:
[1] “The media not only can be successful in telling us what to think about, they also can be successful in telling us how to think about it,” Maxwell McCombs, “A Look at Agenda-Setting: Past, Present and Future,” Journalism Studies 6, no. 4 (November 1, 2005): 543–57, doi:10.1080/14616700500250438. This paragraph also inlcude references to Dietram A. Scheufele and David Tewksbury, “Framing, Agenda Setting, and Priming: The Evolution of Three Media Effects Models,” Journal of Communication 57, no. 1 (March 1, 2007): 9–20, doi:10.1111/j.0021-9916.2007.00326.x; Robert M. Entman, “Framing: Toward Clarification of a Fractured Paradigm,” Journal of Communication 43, no. 4 (December 1, 1993): 51–58, doi:10.1111/j.1460-2466.1993.tb01304.x.
[2] “What is right…” see George Lakoff, “New Book! – The ALL NEW Don’t Think of an Elephant! Know Your Values and Frame the Debate,” George Lakoff website, August 18, 2014, https://georgelakoff.com/2014/08/18/new-book-the-all-new-dont-think-of-an-elephant-know-your-values-and-frame-the-debate/. Additional quotes from George Lakoff, “Simple Framing — Rockridge Institute,” Rockridge Institute, February 14, 2006, https://web.archive.org/web/20081025211152/http://www.rockridgeinstitute.org/projects/strategic/simple_framing.html; Rockridge Institute, “Frames and Framing,” July 26, 2007, https://web.archive.org/web/20080919203324/http://www.rockridgeinstitute.org/aboutus/frames-and-framing.1.html; George Lakoff, The ALL NEW Don’t Think of an Elephant!: Know Your Values and Frame the Debate (Chelsea Green Publishing, 2014).
[3] Sam Wineburg, Historical Thinking and Other Unnatural Acts: Charting the Future of Teaching the Past (Philadelphia: Temple University Press, 2001).
[4] Thomas Andrews and Flannery Burke, “What Does It Mean to Think Historically?,” Perspectives on History: Newsmagazine of the American Historical Association, January 2007, https://www.historians.org/publications-and-directories/perspectives-on-history/january-2007/what-does-it-mean-to-think-historically.
[5] على سبيل المثال، تمتلك جلوبال فويسز مدونة سلوك تستند لمدونة أخلاقيات جمعية الصحفيين المحترفين، التي تتيح لك معرفة التزاماتنا بالدقة وتقليل الضرر والقيم الأخرى.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.