في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول يكون قد مضى 100 يوم على اعتقال عشرة من نشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان أثناء قيامهم بورشة تدريبية في تركيا. ومن المحتمل أن يواجه هؤلاء المتهمون سجنًا مدته عشر سنوات بتهمة دعهم لحقوق الإنسان.
في الخامس من مايو/أيار، قامت قوات الأمن التركية باقتحام مؤتمر الإدارة الرقمية الذي عقد على جزيرة بويوكادا التركية من قبل النشطاء واعتقال المشاركين فيه ومصادرة المعدات الإلكترونية من حواسب وهواتف نقالة وكان من بين هؤلاء المعتقلين “إيدل إيسر” مدير عام منظمة العفو الدولية في تركيا.
قبل شهر من وقوع الأحداث، تم إلقاء القبض على “تانير كيليتش” رئيس مجلس منظمة العفو الدولية في تركيا بدعوة التآمر مع عشرة نشطاء لحقوق الإنسان بدعم منظمة إرهابية. وخلال هذا الإسبوع قام المدعي العام بتوجيه الدعوى لهم ليواجه كل فرد حكمًا بالسجن لا يقل عن عدة سنوات نقلاً عن وكالة أنضالو الإخبارية.
ما عدا “علي جارافي” الذي يحمل الجنسية السويدية و”بيتر ستودنير” الذي بدوره يحمل الجنسية الألمانية فإن المتهمين البقية مواطنون أتراك.
لم تقدم السلطات القضائية دليلاً قاطعًا يدعم هذه التهم سوى دليل وجد على حاسوب “جارافي” يتضمن خريطة لمواقع مجموعات تتحدث اللغة التركية والعراقية والإيرانية، ورسم عليه رموز لأشخاص تم رسمه من قبل عضو آخر بالمجموعة يدعى “اوزليم دالكيران” خلال نفس الاجتماع. وخلال السنوات السابقة أظهر هؤلاء المتهمين التزامهم بالدفاع السلمي والبنّاء عن حقوق الإنسان كما تنص القوانين المحلية لتركيا والعرف الدولي لحقوق الإنسان.
وبعد جلسة استماع عقدتها المحكمة في السابع عشر من يوليو/أيار، أصبح المتهمون في حيرة من أمرهم حيث تم إطلاق سراح البعض ووضعهم تحت وصاية القانون مثل نجاة تاستان وسيموز اوزبكلي اللذان خرجا بكفالة مالية مع منع السفر خارج حدود تركيا والمثول أمام المسؤول الأمني يومين خلال الأسبوع.
وصفت منظمة العفو الدولية والتي كان من ضمن المتهمين فيها رئيس المجلس والمدير العام هذا التصرف بالشائن.
ووصفت جمعية حقوق الإنسان الإدعاءات بالمثيرة للسخرية مدعية أنها محاولة لعرقلة عمل الدفاع عن حقوق الإنسان:
The truth is that these human rights defenders are being prosecuted not for an elaborate conspiracy, but to silence them and make their work impossible.
الحقيقة هي أنه لم يتم القبض على هؤلاء الأشخاص بتهمة التخطيط لمؤامرة، بقدر ما هي محاولة لإسكاتهم وعرقلة عملهم بالدفاع عن حقوق الإنسان.
في التاسع عشر من سبتمبر/أيلول، قامت مجموعة تتكون من 60 منظمة منها جمعية الاتصالات التقدمية، وحملة لا للإفلات من العقاب “أفيكس” بمساعدة المادة 19 التي تنص على حرية الرأي والتعبير بتقديم بيان شفوي في الدورة السادسة والثلاثين لجمعية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بخصوص تهمه مسؤول إدارة المعلومات علي جرافي والمتدرب بمجال الإستراتيجيات الرقمية والحقوق بيتر ستودنر موضحين طبيعة عملهم.
Gharavi and Steudtner were arrested doing their jobs, imparting knowledge and skills that are essential to the exercise of human rights in the digital age, as they have done for many years with civil society groups around the world.
قُبض على جرافي وستودنير أثناء قيامهم بعملهم الذي ينقلون فيه الخبرات والمهارات الضرورية في ممارسة عمل الدفاع عن حقوق الإنسان في عصر التكنولوجيا كما فعلوا من قبل أثناء خدمتهم في منظمات المجتمعات المدنية حول العالم.
منذ اعتقال ستودنير في الأول من أغسطس/آب ووضعه في سجن سليفري الشديد الحراسة الذي يقع خارج اسطنبول. كتب رسالة يوضح فيها حياته اليومية في السجن:
Everyday life in prison takes place between the opening of the courtyard at 8am and the locking of the cells at 8pm: inspection of attendance, searching the cells, doing our laundry, cleaning the cell, playing chess and backgammon (both self-made boards).
يبدأ اليوم في السجن بالخروج إلى الساحة في الساعة الثامنة صباحًا وحتى إغلاق الزنزانة الساعة الثامنة مساءًا، يتم خلال هذه الفترة القيام بنشاطات مثل تسجيل الحضور وتفتيش الزنزانة وغسيل الملابس وأيضًا لعب الشطرنج والطاولة (بلوحين من صناعة يدوية).
في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول، والذي يصادف يوم ماراثون برلين، قام ستودنير بالمشاركة بالمارثون داخل زنزانته الصغيرة ووفقًا لزملائه من مركز كورف فوسترو للتدريب على المقاومة السلمية، تمكن ستودنير من إتمام 1500 دورة داخل المساحة الصغيرة لزنزانته قاطعًا ما يقارب حوالي 22.5 كيلومتر.
في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول، كتبت إيدل إيسر المدير العام لمنظمة العفو الدولية في تركيا رسالة من داخل سجن سليفري:
I always believed in the working methods and principles of the organisation and the importance of human rights; and I will keep believing in them. I am proud to be the Director of Amnesty International Turkey.
لطالما آمنت بأساليب العمل والمبادئ التي تنتهجها المنظمة وأيضًا بأهمية حقوق الإنسان وسأبقى كذلك. لي الفخر أن أكون المدير العام لمنظمة العفو الدولية في تركيا.
تضامنت مجموعات من حول العالم وقامت بتهنئة ايدل بعيد ميلادها الذي يصادف الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول.
Happy Birthday Idil! #PartyWithIdil #FreeRightsDefenders #Turkey pic.twitter.com/LbCziGny6V
— Index on Censorship (@IndexCensorship) October 10, 2017
عيداً سعيداً ايدل!
يبرع علي جارافي المواطن السويدي في الكتابة والشعر إلى جانب مهاراته في تكنولوجيا المعلومات. ففي منتصف شهر سبتمبر/أيلول، نشرت المجلة السياسية والثقافية ذا نيو ستاتمان أحدى قصصه حيث كان يعمل على مشروع رواية لسيرة عن العائلة والهجرة كما ترويها القصة.
في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، استدعت السلطات السويدية السفير التركي لديها للمرة الثالثة لمناقشة القضية بشكل عام وخصوصا قضية جارافي. ونشر أصدقائه وعائلته والداعمين له تغريدات على موقع تويتر مستخدمين وسوم #ForFutureAli و #HaikusForAli
يُعرف جارافي وبيتر من قبل مجموعة الحقوق الرقمية Access Now “بالأبطال” لنشاطهم في الدفاع عن حقوق الإنسان باستخدام التكنولوجيا.
ننضم للداعمين لهم بالمطالبة بإطلاق سراح المتهمين. الرجاء نشر تغريدات داعمة لهم على موقع تويتر باستخدام الوسوم #Istanbul10 و#100DaysTooMany لتتعرف أكثر على قصتهم.