- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

منافسة سيارات التاكسي على الركاب بعد قدوم أوبر وكريم

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, الأردن, الاقتصاد والأعمال, صحافة المواطن, عمل

سائق تاكسي يلتقط راكب في عمًان، تصوير:منذر حمًاد. مستخدَمة بإذن.

في العاصمة الأردنية عمّان، تخدم حوالي 11,400 [1] سيارة تاكسي أكثر من 3.5 مليون مقيم. يستخدم أغلبية السكان سيارات التاكسي يومياً مما يفرض متطلبات عديدة على السائقين العاجزين عن إرضاء عملائهم.

ظهرت شكاوٍ [2] عديدة مثل: التلاعب بالعداد، استخدام ألفاظ رديئة، التدخين، ورفض الذهاب لبعض الأماكن. ولذلك عندما جاءت الشركات الخاصة مثل أوبر وكريم إلى عمان في أوائل عام 2016، شعر العديد من السكان بالراحة.

أخبرت أسيل عودة المقيمة في عمّان الأصوات العالمية:

أعيش في جبل الحسين، وهو مكان مزدحم جداً؛ مما جعلني أترك وظيفتي السابقة لأنها كانت تبعد 30 دقيقة عن منزلي ولا أجد من يقبل بتوصيلي.

وعندما تجد من يوصلها إلى المنزل، في أغلب الوقت يطلبون منها أسعار هائلة، لكنها لا تملك خيارًا آخر. أفاد مستشار النقل حازم زريقات، أن لدى عمّان 350 باص كبير [3] لخدمة العاصمة بأكملها. وأن نظام المواصلات يغطي حوالي 5% من احتياجات النقل اليومية.

إضافة إلى ذلك، فإن أسعار الوقود مرتفعة نسبياً مقارنة بالبلدان المجاورة، تصل إلى 3.44$ دولار لكل لتر. بينما سعر اللتر في السعودية 0.24$ دولار فقط.

تعِد شركات النقل الخاصة مستخدميها بالأمن والسلامة

بعض السكان الأردنيين مثل يعقوب لمباز يفضلون شركات كأوبر وكريم على سيارات التاكسي:

كريم شركة جميع سائقيها موظفون يتبعون قوانين ولوائح محددة. ويتعرضون للمسائلة عند خرق أيٍ من هذه القوانين. معرفتي بذلك تشعرني بالأمان، خاصةً أنه في حال ارتكاب السائق لأي عمل يتعارض مع اللوائح فسيتعرض للمسائلة وسيتم تعويضي.

في عمّان، التي تعتبر دولة متحفظة ثقافياً، تطبيقات مثل “track my ride ” تضمن سلامة السيدات. وقبل قدوم كريم وأوبر، كانت وسيلة النقل الوحيدة للسيدات هي عن طريق أحد أفراد العائلة.

تقول عائشة عزام المقيمة في الأردن للأصوات العالمية:

كريم يشعرني بالأمان لأن السائقين يحترموننا. ولا يتذمرون عند وجود ازدحام.

سوزان، أم لخمسة، تقول:

أنا أقلق كثيراً، لذلك لا أسمح لأولادي بالذهاب إلى أي مكان من دوني. لكن مع كريم، أستطيع أن أسمح لهم بالذهاب إلى أي مكان شرط أن يشاركوني مسار رحلتهم على واتساب.

هيام، معجبة بتطبيق أوبر تؤكد:

أوبر أكثر أماناً في الليل.

رد الفعل وبداية المعركة القضائية

وعدت [3] شركة كريم بتوفير 10,000 وظيفة في البلاد بين 2016 و2018. لكن حتى ديسمبر 2017، منع القانون الأردني السيارات الخاصة من توفير خدمات النقل، مما أدى إلى حظرها.

قررت الحكومة فرض الضرائب بدلًا من المنع، لكن ظهرت مضاعفات أكبر في صورة رد فعل ضخم من سائقي التاكسي. حيث أفادوا بحدوث انخفاض بنسبة 80% [3] في عملهم منذ قدوم كريم وأوبر.

قام سائقو التاكسي بمظاهرات عديدة خلال عدة أشهر، يشتكون فيها الحكومة لعدم اتخاذهم أي قرار لصالحهم.

بدأت المظاهرات في نوفمبر/تشرين الأول 2016 [4]، مع تزايد شعبية أوبر وكريم. عندها قرر سائقوا التاكسي بالتجمع والإعراب علناً عن شكواهم.

دفعت هذه المظاهرات الحكومة إلى اتخاذ إجرءات جديدة [5] مثل: حجز سيارات كريم وأوبر، فرض غرامات على السائقين، حجب تطبيقاتهم، وتخصيص وحدة خاصة في شرطة المرور لمطاردتهم والقبض عليهم.

 كانت هنالك مظاهرات خلال 2017. تطورت من كونها طريقة للتعبير عن الانزعاج إلى تهديد البعض بحرق سياراتهم [6] في بعض الحالات.

توالت هذه المظاهرات في الأشهر يناير/كانون الثاني [7]، أبريل/نيسان [8]، يوليو/تموز [9]، أغسطس/آب [6]، سبتمبر/أيلول [10]، ونوفمبؤ/تشرين الأول [11] من 2017.

لم يعجب هذا [12] مستخدمي كريم وأوبر الذين اعتادوا على السيارات الآمنة والخالية من التدخين.

فرح محمد المقيمة في عمان تقول للأصوات العالمية:

عندما تم حجب كريم وأوبر لعدة أيام، اصبت بالجنون، لم أستطع الذهاب إلى أي مكان. أرى سيارات التاكسي خارج منزلي لكني أحجم عن استخدامها. اعتمدت على أبي في توصيلي حتى عودة التطبيقات.

حجب هذه التطبيقات لم يمنع [13] أي شخص من استخدامها، خاصة في الظروف الجوية الصعبة. 

لمباز يشرح:

استعملت كريم حتى عندما كان ممنوعاً، وفي يوم ما، قام سائق تاكسي بإبلاغ الشرطة عنا، لكن السائق استطاع أن يخرجنا من ذلك الموقف. أعطيته خمسة نجوم على هذه الرحلة الحافلة!

في النهاية، منحت الحكومة لكريم [14] الترخيص، بشرط [1] إضافة سيارات التاكسي للتطبيق. وافق كريم شرط إخضاع سائقين التاكسي لتدريب يؤهلهم لمعايير الشركة. بدأت إجراءات الترخيص في أغسطس/آب 2017 [14] وتمّت في ديسمبر/كانون الأول 2017 [15].

أقيمت [15] مظاهرة أخرى احتجاجًا على منح هذا الترخيص.  

استمرار الشكاوي بسبب المنافسة غير العادلة

يرى سائقو التاكسي أنها منافسة غير عادلة لأن كريم وافق على أخذ 5,000 سيارة أجرة فقط [1] ، تاركاً البقية. 

أبو محمود سائق تاكسي ذو خمسة وخمسين عاماً يشرح:

عملت سائق تاكسي معظم حياتي، بدأت بالتوفير على أمل أن أشتري سيارة التاكسي الخاصة بي في يوم ما. لكن عندما أنفقت كل أموالي لشراء سيارة التاكسي، لم يعد هنالك أحد يحتاج إلينا! لا استطيع العمل. ولا يوجد أحد يريد شراءها لأنها لم تعد استثماراً ناجحاً.

أخبرنا أبو العبد الذي كان يعمل سائق تاكسي مساعد لأبي محمود لمدة ثلاثة عشر عاماً:

يجب أن ادفع 25 دينارأ أردنيأ (35 دولار) إلى الرجل الذي أستأجر منه سيارة التاكسي. ومؤخرًا أصبحت أدفعها من جيبي لأني لا أتمكن من  تحصيل 15 ديناراً أردنياً(21 دولار) أغلب الوقت.

لاقت هذه الأحداث المؤسفة القليل من تعاطف العديد من الأردنيين.

تقول مريم المقيمة في عمّان:

كانوا يزيدون التكلفة في حال أردنا الذهاب إلى أماكن معينة، يبدأون محادثات جانبية غير ضرورية، وفي بعض الأحيان، يسألون أسئلة غير لائقة. بعد تجربتي مع أوبر، لن أعود لاستخدامهم أبداً.

لم تقدم خدمات النقل واتحاد اصحاب سيارات التاكسي أي تصريح رسمي بخصوص قرار الحكومة، إذ أنهم ينتظرون نسخة من اللوائح قبل الإدلاء بتعليق.

بالنسبة لسائقي التاكسي، فالصراع على الرُكّاب محتدم جداً، ويشعرون بالقهر حيال هذه المنافسة الجديدة التي أتت بعد زمانٍ كانوا فيه الخيار الوحيد للمواصلات الخاصة.

متحدثاً إلى موقع المونيتور [16]، أشار زريقات إلى السبب الأساسي للمشكلة:

إن سبب نجاح هذه الخدمات في الأردن هو عدم مقدرة الحكومة على توفير نظام مواصلات عامة جيد.