- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

إعلان سريلانكا حالة الطوارئ عقب أحداث العنف ضد المسلمين

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, جنوب آسيا, سريلانكا, لبنان, أخبار عاجلة, أديان, احتجاج, انتخابات, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, حكم, سياسة, صحافة المواطن, كوارث
[1]

منازل العائلات المسلمة المُزعم إحراقها على يد حشد من البوذيّين في ألوثجاما، سريلانكا، يونيو/حزيران 2014. الصورة لمستخدم فليكر Vikalpa|Groundviews|Maatram. نُشرت تحت رخصة المشاع الإبداعي.

أعلنت الحكومة السريلانكية [2] يوم الأربعاء – الموافق7 مارس/آذار 2018 – حالة الطوارئ على مستوى البلاد لمدة عشرة أيام؛ وذلك لوقف العنف الطائفي بين البوذيين والمسلمين في وسط سريلانكا وتقديم الجناة إلى العدالة:

وكتب مراسل ومنتج بي بي سي السنهالي عزام أمين:

بدأ العنف ليلة الأحد الموافق 4 مارس/ آذار في قرى سيفي في منطقة كاندي ضمن مقاطعة سريلانكا الوسطى، حيث هاجمت عصابات بوذية عشرات الأعمال التجارية الإسلامية، وعددًا قليلًا من المساجد والمنازل.

ترجع بداية العنف [13] إلى مشاجرة بين ثلاثة أو أربعة شباب، يُزعَم أنهم كانوا مخمورين، في مركَبة بثلاث عجلات (تُك تُك)  وهيثيتيجيدارا كوماراسينج [14]سائق شاحنة النقل السنهالي البالغ من العمر 41 عامًا. حدثت هذه الواقعة يوم 22 فبراير/شباط في قرية تيلدينيايا بالقرب من مدينة كاندي.

وتفيد التقارير [15] بأن المشاجرة كانت بسبب حادث مروري ولم تكن ذات صلة بدوافع عرقية أو إثنية، وتعرّض كوماراسينغ ومساعده للضرب على يد مجموعة من الشباب نُقِلا إثره إلى المشفى، واعتقلت [16] الشرطة حتى الآن ثلاثة من المشتبه في علاقتهم بهذه الجريمة، كلّهم من الشباب المسلم من ديجانا في كاندي.

ما الذي أثار أعمال الشغب؟

موقع كاندي في سريلانكا. الصورة عبر ويكيميديا كومنز للمستخدم Nord NordWest.

وفي ليلة الجمعة 2 مارس/آذار، توفي كوماراسينغه متأثرًا بجراحه حيث كان يخضع للعلاج في مستشفى كاندي العام، مما أشعل احتجاجات محلية. وتفيد التقارير [2] بأن أسرة الضحية تلقّت التعويض عن هذا، وأن المسألة قد انتهت وديًّا بين المجتمعات المحلية المسلمة والبوذية للتخفيف من حدة أي توتر.

مع ذلك، فقد اندلعت أعمال العنف من ليلة الأحد وامتدت ليوم الاثنين 5 مارس/آذار في أماكن مثل تيلدينيايا وقرية ديغانا في منطقة كاندي؛ حيث أحرقت المجموعات المتمردة البوذية السناهليّة المتطرفة العديد من المحلات التجارية والمنازل الإسلامية حتى تدمّرت بالكامل.

أغلقت المدارس المحلية عقب أعمال العنف هذه، ويرجح القادة المحليون [17] أن تلك المجموعات المتمردة أتت من أجزاء أخرى من البلاد للتحريض على أعمال الشغب، ولم تتصدَ لهم الشرطة بشكلٍ كافٍ [18]، كتب تيساراني سيقارا [19] في جراوندفيوز:

If the anti-Muslim riot in Teldeniya was a spontaneous explosion of anger, it should have happened either on the day of the assault or on the day the victim died. But up to the evening of March 4th, Teldeniya didn’t explode.

On the evening of March 4th Bhikku (Monk) Galagoda-Atte Gnanasara [20] (Secretary General of Bodu Bala Sena [21], a Sinhalese Buddhist nationalist organisation) visited [22] the funeral house. A couple of hours later the first attacks began.

إذا كانت أعمال الشغب المعادية للمسلمين في تيلدينيا مجرد انفجار تلقائي للتعبير عن الغضب كردّ فعل، فالمنطقي أن يحدث هذا إما في يوم الهجوم أو يوم وفاة الضحية، ولكن تيلدينيا لم تنفجرعنفًا حتى مساء الرابع من مارس/آذار.

في مساء الرابع من مارس/آذار ، زار [22] بيكو (راهب) جالاجودا – أتتي جناناسارا [20] (الأمين العام لبودو بالا سينا [21]، وهي منظمة سنهالية بوذية قومية) مكان الجنازة، وبعد بضع ساعات بدأت الهجمات الأولى.

وحرّضت صفحات وسائل الإعلام الاجتماعي المشاغبين البوذيين السنهاليين للتجمع في العاشرة صباحًا يوم 5 مارس/آذار 2018 في قرية تيلدينيايا، وبدأ تدمير الممتلكات الإسلامية في الواحدة صباحاً تقريباً.

نشرت الصحفية داريشا على تويتر:

تدين الحكومة في بيان آخر صدر الليلة حملات الكراهية والتضليل المتداولة خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تستهدف المجتمع الإسلامي بشكلٍ خاص. #Digana [6]

وعلاوة على ذلك تم الإبلاغ عن حالة وفاة واحدة على الأقل بسبب أعمال الشغب، وانُتشلت جثّة الشاب المسلم عبد الباسط البالغ من العمر 24 عامًا من تحت الأنقاض حيث دمّر الحريق منزله، واعتقلت الشرطة عشرات الأشخاص الذين يشتبه بعلاقتهم بهذا الحادث، واضطرت الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع [24] لتفريق الحشود حول مركز شرطة تيلدينيا التي اجتمعت للمطالة بإطلاق سراح المقبوض عليهم. وعندما فقدوا السيطرة على الوضع وجب تدخل الجيش، وفرض حظر تجوال محلي. [16]

وبحلول السابع من آذار/مارس كانت الحصيلة أربعة مساجد و37 منزلًا و 46 متجرًا وعشرات المركبات إثر أعمال الشغب التي وقعت في ديغانا وأماكن أخرى في مقاطعة كاندي، ونظّمت مجموعة من المواطنين البوذيين السنهاليين ورجال الدين البوذيين احتجاجًا [25] يطالبون فيه بالإفراج عن جميع المشتبه بهم من المعتقليين البوذيين نتيجة لتورطهم في أعمال الشغب:

“دمّرت الهجمات أربعة مساجد و37 منزلًا و 46 متجرًا و35 سيارة في منطقة ديغانا وتيلدينيا” وفق عضو مجلس المحافظة المركزي هيداييث ستّار.

يبين هذا الفيديو [28] بعض الأضرار الناجمة عن العنف في تيلدينيايا:

 

التوتر يزداد حدّة:

يشكّل المسلمون نحو 10 في المئة من سكان سريلانكا [29] البالغ عددهم نحو 21 مليون نسمة، بينما يلتزم 70 في المئة بالبوذية (غالبيتهم من مدرسة ثيرافادا [30]) ويلتزم باقي السكان بالتقاليد الهندوسية. ومن الناحية العرقية، فإن 75 في المئة من السنهاليين، ونحو 10 في المئة من المهاجرين السريلانكيين [31] (المسلمين والتاميل)، ونحو 15 في المئة من التاميل (سريلانكا والهند).

[32]

توزيع المجموعات العرقية في سريلانكا وفقًا لإحصاء 2012. الصورة من ويكيميديا كومنز للمستخدم BishkekRocks.

يعيش المسلمون والبوذيون معًا في سلام في سريلانكا منذ عقود، إلا أن التوترات تصاعدت بين المجتمعين في السنوات الأخيرة، كما قتل ما لا يقل عن ثلاثة مسلمين [33] وأصيب أكثر من 74 في أحداث العنف الطائفي في ألوثجاما في عام 2014، وهي بلدة ساحلية في منطقة كالوتارا في المقاطعة الغربية لسريلانكا، ولعبت [34] المجموعة البوذية المتشددة بودو بالا سينا (BBS) دورًا قياديًا وعنيفًا في أعمال الشغب المناهض للمسلمين [35].

سُجل [36] العام الماضي عدد من الهجمات على المسلمين تتضمن إحراق الشركات التي يملكها مسلمون واستهداف المساجد بالقنابل، وفي بعض الحالات وجّه المتشددون البوذيون للجالية المسلمة اتهامات [37] كإجبار الناس على التحول إلى الإسلام وتخريب المواقع الأثرية البوذية، كما وقعت اشتباكات بين الطائفتين [38] في مدينة جنتوتا الساحلية في ولاية جالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 .

أُبلغ [39] عن عنف بدافع عرقي في أمبارا في المنطقة الشرقية في أوائل مارس/آذار، فالعديد من المنظمات البوذية المتشددة التي لها صلة بحالات العنف الأخيرة من مؤيدي [2] الرئيس السابق ماهيندا راجاباكسي [40]، والتي حققت جبهته السياسية سري لانكا بودجانا بيرامونا (جبهة سريلانكا الشعبية) نتائج جيدة في انتخابات الحكومة المحلية [41] الأخيرة.

علّق المدير الإبداعي والخبير الاستشاري أمان أشرف على الأحداث محذرًا:

رغم كل ذلك فإن هناك أخبار تبعث الأمل من جديد حيال الوضع في دينغانا:

طلب [47] الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسنا إجراء تحقيق محايد ومستقل في الحادث، كما ذكر [48] الزعيم السريلانكي المعارض ر. سامبانثان أن الهجمات المعادية للمسلمين تدل على شعور الجناة بسهولة إفلاتهم من العقاب.

هل سنرى أولئك المحرضين على أعمال الشغب يقدَّمون للعدالة؟