- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

ما السبب وراء إضراب الصحفيات في إسبانيا؟

التصنيفات: أوروبا الغربية, إسبانيا, احتجاج, الإعلام والصحافة, النساء والنوع, صحافة المواطن
[1]

صورة للمسيرة التي شاركتها الصحفية إليزا بينيرو، واستُخدمت بتصريح تحت شعار “إضراب الصحفيات.”

وقّعت نحو 8 آلاف صحفية من إسبانيا، من بينهم مؤلفة هذا المقال، مؤخرًا بيانًا  تحت شعار “إضراب الصحفيات [2]” الذي كان ضمن شعارات “الإضراب النسوي” الذي وقع في يوم 8 مارس/آذار في عشرات المدن في إسبانيا.

لم يبادر بنشر البيان أو الإضراب اتحادًا أو حزبًا سياسيًا أو مصدرًا إعلامياً، كما هو الحال دومًا. للمرة الأولى، قررت ضيفات البرامج النسائية، ومقدمي برامج الراديو، والمذيعات التخلي عن وظائفهن في الاستديو والمشاركة بأصواتهن في الشارع.

إضراب الصحفيات

تعمل الكثير من النساء في المعلومات البرلمانية. وها هنا بعض من التعليقات حول إضراب الصحفيات [10] ووقوفهن في وجه التفرقة

مدريد 18:20. إضراب الصحفيات

سبب إضراب الصحفيات؟

أولاً، عادةً لا يترجم الحديث عن التغيير إلى أفعال. حسب دراسة نُشرت في صحيفة المعلومات المهنية  [15]El profesional de la información [15] يسيطر ثلاثة أرباع الرجال على أعلى المناصب الإدارية ونحو ثلثي رجل على المناصب التحريرية. كما أن إجمالي نسبة 75% من المدراء التنفيذين رجال.

ثانيًا، ما زالت فجوة الأجور في هذا المجال مستمرة، إذ أن نحو 85% من الصحفيين الأسبان الذين يتقاضون أقل من ألف يورو (أي نحو 1,200 دولار أمريكي) نساء.

شعار التغريدات: #الإضراب النسوي. ادخل على شعارات الصورة: نحن حفيدات النساء الذين لم يكن مسموحا لهم بالكتابة.

اشتمل البيان على نقطة رئيسية أخرى بالإضافة للمتطلبات الاقتصادية، تتمثل في التحرش الجنسي  بمكان العمل، عقب موجة الاحتجاجات التي تشبه حركة #MeToo وحركة #TimeIsUp. كما تواجه الصحفيات خطرًا إضافيًا: بالإضافة إلى التحرش الجنسي الذي يقع عليهم من جانب رؤسائهم وزملائهم، فمن الممكن أن يتعرضن للتحرش الجنسي عن طريق المصادر الإخبارية. علاوة على ذلك، تحتوي معظم المنشورات الإسبانية على ثقافة التعالي والأبوة، جنبًا إلى جنب مع أنواع أخرى من الاعتداءات البسيطة

تغريدة فرانسيسكو مارهوندا: هذا الإضراب تافه بعض الشيء. إنهن جمع من النساء اللاتي لم يختبرن مشكلة مستعصية طوال حياتهن. فأنا لم أر منشورًا يميز كوني رجلًا أم امرأة.

تغريدة نويليا راميراز: مرحبًا، باكو: تذكر حين أجريت لي مُقابلة عمل (دون عقد) وسألتني ما إذا كان لي حبيب، ثم أضفت بأننا لا يمكننا إنجاب أطفال في جريدة رازون لأنها “ليست قناة أطفال”؟ هذه هي التفرقة. اليوم تُضرِب الصحفيات لئلا يتكرر حدوث ذلك. تحياتي.

تتظاهر الصحفيات ضد التحيّز في التغطية الإخبارية. حيث تتمركز قطاعات الرأي والبرامج الحوارية حول الرجل. حسب مشروع مراقبة وسائل الإعلام العالمية [22]، فإن 91% من الخبراء و82% من المتحدثين في وسائل الإعلام رجال.

#إضراب_الصحفيات

باستطاعتي التحدث في السياسة والاقتصاد – كفوا عن التحامل علينا!

“جل ما أردناه هو شرارة للخروج إلى الشارع والشروع في طلباتنا”

انتشرت الحركة بفضل مجموعة رسائل فورية على خدمة تليجرام، والتي سهلت المناقشات حول التحرك، في الأيام التي سبقت الإضراب، جنبًا إلى جنب مع تنظيم حملة البيان الإلكترونية. ركزت أيضًا على فحص الأعضاء الجدد في المجموعة نفسها، وعلى وجه الخصوص، المكرسين لتلقي مقاطع الفيديو، الذين اجتاحهم المتصيدون الذين حاولوا (وفشلوا) في قمع الاحتجاج.

تحدّثت العديدات من منظمات الاحتجاج مع الأصوات العالمية حول تحديد سمات هذا الاحتجاج والعناصر التي من الممكن أن تساهم في نجاحه. سألنا أيضًا عما يميز هذا الحدث- لماذا هذا الوقت بالذات هو الذي خرج فيه الناس إلى الشارع للدفاع عن هذه المطالب؟

Lucía Gómez – Lobato [25]: Women journalists have succeeded in organizing for the first time, with an accompanying slowdown in media of all types. The repercussions have even had an impact on politicians. All of society reacted. It’s contagious, a snowball effect.

لوسيا جوميز [25]: نجحت الصحفيات النساء في التنظيم لأول مرة، مع تباطيء كل وسائل الإعلام وقد كان لتداعيات هذا الحدث أثاره على السياسيين فقد اشتركت فيه كل فصائل الشعب. إنه لتأثير معدي وسريع الانتشار.

María José Romero [26]: All we needed was a spark to get out in the street and make demands. The murders that took place last year, the gang rape of a young girl [27], the #metoo movement, the continuous trickle of sexist attitudes… All of that has exceeded the limits of our patience. In the case of the journalists, it only took a few women initiating the movement for all of us to dive in headfirst, because the inequalities we face are the same.

ماريا خوسيه روميرو [26]: جلّ ما أردناه هو شرارة للخروج إلى الشارع والشروع في تقديم طلباتنا. فقد فاقت كل أحداث القتل التي حدثت العام الماضي، وعصابة اغتصاب الفتيات، وحركة #MeToo، واستمرار السلوكيات الجنسية كل حدود احتمالنا. فيما يتعلق بالصحفيات، استغرق الأمر نحو عدة نساء قلائل لاستهلال الحركة بالنيابة عنا جميعًا للشروع فيها بلا تردد، لأننا نشترك في حالة اللامساواة التي نواجهها.

Rocío Ibarra Arias [28]: I think that was the spark, like other occasions. From my point of view, I think today was the result of an accumulation of injustices and the need to say to one basic one: NO MORE! But I don’t know, I also think part of it was people's need to get out in the street and use the power of numbers to demonstrate that we are strong and we have the power to change things. And I think the journalists’ strike was one of those urges.

روسيو إبرا أرياس [28]: أعتقد أن هذه كانت الشرارة، مثل الأحداث الأخرى. من وجهة نظري، أعتقد أن ما حدث اليوم كان نتيجة لتراكم أحداث عدم المساواة والحاجة إلى قول جملة أساسية: لا للمزيد! لكنني لا أعرف، فأنا أعتقد أيضًا أن جزءًا من ذلك كان بسبب حاجة الناس إلى الخروج إلى الشارع واستخدام سلطة الكثرة للتظاهر بأننا أقوياء ولدينا القدرة على تغيير الأشياء. اعتقد أن إضراب الصحفيات كان واحد من هذه الأشياء.

Ana de la Pena [29]: From my point of view, we report the news, and cases of violence against women have been reported more this year. We’ve also been eliminating the “taboo” label as we've touched on these topics over and over again during these past months.

آنا دي لابينا [29]: من وجهة نظري، نحن نذيع الأخبار، وقد أذعنا الكثير من حالات العنف ضد المرأة هذا العام وقد أنهينا أيضًا تحريم “الممارسات المحظورة في نظر المجتمع” إذ إننا تناولنا هذه الموضوعات مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية.

María Grijelmo [30]: I don't know, but in the last year, there’s been an exponential increase in the amount of news reporting on sexism and feminism compared to previous years. It's taken many years of feminist mobilization in the media and in the streets to get to where we are today. We've made history. That’s the movement. Keep going.

ماريا جرجيلمو [30]: لا أعرف على وجه التحديد، لكن في العام الماضي، كانت هناك زيادة مطردة في عدد الأخبار حول العنصرية الجنسية والنسوية بالمقارنة بالسنوات الماضية فقد استغرق الأمر عدة سنوات من التحرك النسوي في وسائل الإعلام وفي الشوارع للوصول إلى ما نحن بصدده اليوم. لقد صنعنا التاريخ. هذه هي الحركة المبتغاة. واصلوا مسيرتكم.

Mariona Sòria [31]: I think today's success is that the first generation of feminists has united with the newest wave, who are seeing that the situation they live in–precarity, lack of opportunity, and the patriarchy–is just as toxic as that of our mothers.

ماريونا سوريا [31]: أعتقد أن نجاح اليوم حدث بفضل اتحاد الجيل الأول من النسويات مع الموجة الجديدة، اللواتي رأين أن الموقف الذي يعيشون فيه -من الأوضاع المزرية، ونقص الفرص، والسلطة الأبوية – نفس الضرر الذي وقع على أمهاتنا.

Kristina Zorita [32]: The number of murdered women, the gang rape, the economic crisis that hit women the hardest–that could all be part of the cause.

كريستينا زوريتا [33]: يمكن أن يكون عدد النساء المقتولات، وعصابة الاغتصاب، والأزمة الاقتصادية التي تؤثر أكثر ما تؤثر على المرأة جزءًا من هذا الحدث.

Claudia Morán [34]: I think the media coverage of cases of violence against women, like the Diana Quer [35] case and the rape attempt [36] in Boiro, have a lot to do with it. This year there’s also the #metoo movement in Europe and a president talking about making laws to close the wage gap.

كلوديا موران [34]: اعتقد أن تغطية وسائل الإعلام لقضايا العنف ضد المرأة مثل قضية ديانا كوير [35] ومحاولة الاغتصاب [36] في بويرو لديها الكثير لتفعله مع هذا الحدث. هناك أيضًا حركة #MeToo هذا العام في أوروبا وقد تحدث الرئيس عن وضع قوانين لغلق فجوة التمييز في الأجور.

قد أسفرت الأزمة الاقتصادية التي حدثت لوسائل الإعلام الإسبانية ما بين عامي 2007-2008 عن زيادة هائلة في عدد البطالة بين الصحفيين، حيث كانت النساء أكثر المتضررين. نسبة البطالة بين الصحفيات النساء أعلى من الرجال بنحو 63.8% على وجه الدقة، وفقًا لبيانات رسمية. [37]

تدرس العديد من النساء الصحافة. إذ أن 6 من كل 10 طلاب في هذا المجال من النساء، وفقًا لتقرير [37] رابطة الصحافة بمدريد حول بيانات آخر 4 سنوات.

كما مهدت التظاهرات التاريخية التي حدثت في يوم 8 مارس/آذار باب المناقشة ليس فقط بصنع القرار في وسائل الإعلام في إسبانيا، ولكن أيضا في السياسات الاقتصادية والاجتماعية في قطاعات العمل الأخرى. بعد مُضي 50 عاما على الشعار النسوي، “الشخصية هي السياسية”، والاضطراب المدني الذي حدث في مايو/أيار 1968 في فرنسا، يبدو أن الجيل الجديد من النساء يفهمن أن القضية ما زالت في حاجة إليهم.