- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

كيف تُدرَّس”الضمائر” في اللغة الإنجليزية حول العالم؟

التصنيفات: آسيا الوسطى والقوقاز, أمريكا الشمالية, أمريكا اللاتينية, أوروبا الشرقية والوسطى, أوروبا الغربية, أوقيانوسيا, الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, الكاريبي, جنوب آسيا, جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, شرق آسيا, النساء والنوع, صحافة المواطن, لغات
[1]

معلّمة لغة إنجليزيّة تكتب جملة على السبورة أثناء حصة دراسية. كمبوديا. الصورة لماسارو جوتو(Masaru Goto)/البنك الدولي، مرخّصة كمشاع إبداعي ولا يُسمح بتغييرها أو استخدامها لأغراض تجارية.

كتبت نيكولا برينتس [2] هذا المقال لموقع الصحافة الرقمية جلوبال بوست (GlobalPost) الذي نُشر للمرة الأولى على موقع الإذاعة العامة الدولية [3] في 28 آذار/مارس 2018، ويُعاد نشره هنا كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى بين منظمة الإذاعة الدولية والأصوات العالمية.

تحمل المعلمة قلمًا في الدرس الأول قائلةً: “هذا قلمي”.  يرددُ الطُلاب، من متعلّمي اللغة الإنجليزية الذين قد تتراوح أعمارهم من تلاميذ المرحلة التمهيديّة إلى المُحالين للتقاعد من كبار السن ويأتون من أية دولة في العالم، “هذا قلمي”. ومن ثم تأخذ المعلّمة قلمًا من إحدى الطالبات وتقول، “هذا قلمها”؛ فيردّد ذلك الطُلاب.

لاحقًا، وللمراجعة، تحملُ المعلمة قلم طالبة وتدعو أحد الطُلاب لتقديم الإجابة الصحيحة؛ فيُجيب “هذا قلمه”، ترفعُ المعلمة حاجبيها باندهاش مع ابتسامة مشجعة: “قلمُه؟!” وتشددُ على الكلمة إشارةً إلى الخطأ في استخدامها، وربما تشيرُ أيضًا إلى صاحبة القلم. فيصححُ الطالب الخطأ قائلًا، “هذا قلمها”.

على مستوى العالم، هناك ما يقارب المليار شخص ممن يتعلمون اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية (EFL)، ويتعرّف معظمهم على الضمائر المشيرة للجنس كنوعين في الدروس الأولى. تدرّس هذه القاعدة النحوية في المستوى الأول. تظهرُ ملاحظات حول ثنائية الجندر في اختبارات التلاميذ الصغار مثل، “هل صديقك المفضّل ولد أم بنت؟” و “هل معلّمك رجل أم امرأة؟”. ولكن مع زيادة الوعي للتصنيف الجندري والكلمات والقواعد النحوية الجديدة فيما يتعلق بالهوية الجندرية في اللغة، فمن الممكن أن يحتلّ معلّمو اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية  الصدارة في القدرة على تغيير الطريقة التي يرى بها مليار شخص حول العالم الجندر.

في تمرين القلم، يوجد طريقتان رئيسيتان يمكنُ تغيير وظيفة الضمير بهما: يمكنُ للطالب التعبير عن الملكية باستخدام: “هذا قلمهم”. أو يمكنُ للمعلمة أن تتحدث عن بعض الضمائر المحايدة الجديدة فيما يتعلق بالجندر، وبذلك يكون لدى الطلبة خيارات أخرى بجانب “له” أو “لها” تحت تصرفهم إن احتاجوا إليها – مثل nir, vis, eir, hir, zir and xyr  [4].

شملت المقرّرات الدراسية اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية بشكل عام ضمير (they) للإشارة إلى المفرد لعدة سنوات. تقول مستشارة تعليم اللغة الإنجليزية فرانسيس عمراني مستحضرةً ذكريات عملها مع دار النشر التابعة لجامعة كامبريدج في عام 2000، “كان يتحدث الجميع عن التوازن فيما يتعلق بالجندر في المواد التعليمية”. وتضيف، “شُجّعنا لأخذ ذلك بالحسبان في كل المشاريع. في أول مشروع لي، [كتاب لفصل دراسي يدعى “الأفضلية” (Vantage)] للمجلس الأوروبي […] اتفقنا أن الضمير ’(they)’ كان يستخدم عمومًا كضمير محايد بصيغة المُفرد وأن استخدامه يعودُ إلى [القرن 14 أو 15].”  وأُضيفت جملة كمثال على ذلك في التفسيرات النحوية في الصفحة الخلفية لكتاب ما قبل المستوى المتوسط.

عندما يتعلق الأمر لتدريس “they” كصيغة مفرد  للإشارة إلى الأشخاص الذين لا يعرّفون أنفسهم ضمن ثنائية الجندر التقليدية، فمن غير المرجح أن الكتب الدراسية ستتضمن هذا الاستخدام قريبًا. فعلى الرغم من أنها تعتمد على بيانات لغويات المتون (بنوك ضخمة لفحص اللغات كما تُستَخدم) ستعاني الكتب الدراسية للغة الإنجليزية كلغة أجنبية دومًا فارقًا زمنيًا بين تكرار شيء بما فيه الكفاية ليصبح معيارًا في اللغة المكتوبة أو المسموعة ، وبين اعتماده ليظهر في تدريس المنهج التعليمي. ولدى المؤلفين والمحررين أيضًا رأي فيما يُدرج في هذه المناهج؛ تقول مؤلفة المعاجم جولي مور: “إذا اشتهر استخدام الكلمات وأصبحت شائعة على نطاقٍ واسع بسرعة حقًا، وتمّ استخدامها استخدامًا صحيحًا، مثل ’سيلفي (selfie)’، فمن المحتمل أن تُدرَج بسرعة كبيرة. وبالتأكيد ستستغرقُ كلمات أخرى أكثر خصوصية وقتًا أطول ليحدث ذلك.”

ومع مراعاة الوقت الذي يستغرقه نشر كتاب تعليمي جديد، فسيعني ذلك على الأقل عدة سنوات أخرى قبل أن تتم طباعة جملة “هذا قلم سارة، أعطه لهم/نّ” في مادة تعليمية.

قد تبدو هذه العملية بطيئة، حتى نقارنها بحالة كلمة (.Ms) التي استغرقت قرابة 70 سنة قبل استخدامها بشكل واسع [5] في عام 1972، وأُدرجت على الأرجح في كتب تعليمية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.

بينما يتجوّل بين مجموعة كتبه القديمة، يقول سكوت ثورنبيري، مؤلف منهج اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، أنه لم يجد أية حالة لاستخدام كلمة (.Ms) في الكتاب التعليمي “استراتيجيات” (Strategies) لعام 1976، (لشركة لونجمان للنشر)، ولكن هناك عدة أمثلة لكلمة سيدة (.Mrs) وكلمة واحدة لآنسة (.Miss). لكن وبحلول عام 1979 قدّم الكتاب التعليمي “المواجهات”  (Encounters) لدار النشر هانمان (Heinemann)، خيارات الألقاب لتعبئة استمارة رسمية بما فيهم كلمة سيد/مستر (.Mr) بينما جاءت الإشارة في دليل المعلّم:

Point out Miss/Mrs distinction. If students ask, explain Ms as modern term for both Miss and Mrs.

أشِر إلى الفرق بين كلمتي آنسة/سيدة. إذا سأل الطُلاب، عرّف كلمة (Ms) كمصطلح حديث لكل من الآنسة والسيدة.

من ناحية أخرى لم ينتظر دليل المعلم لعام 1985 لكتاب كامبريدج التعليمي الثاني للغة الإنجليزية الطلاب ليسألوا:

Finish by making sure that students know first name, Christian name, surname, Mr, Mrs, Miss, Ms.

انهِ الدرس بالتأكد من فهم الطلاب لماهية كلٍّ من: الاسم الأول، الاسم المسيحي، اسم العائلة، السيد، السيدة، الآنسة، (.Ms).

أخيرًا، وبحلول عام 1986، أُدرجت كلمة (Ms) في كتاب الطالب Headway Intermediate للمستوى المتوسط لكلمة (Ms) جنبًا إلى جنب مع السيد، والسيدة، والآنسة كخيار في كتابة الرسائل الرسمية.

فهل نتوقع أن يحدث تقدمًا مماثلًا بشكل أسرع هذه الأيام، مع إسهام الإنترنت في إضافة كلمات جديدة حول العالم  إلى لغويات المتون؟

يعملُ بعض الناشرين الرقميين المستقلين بسرعة أكبر مع التركيز على احتياجات الطلاب الفردية. تُنوه سو ليون-جونز، مؤلفة وناشرة دورات الإنجليزية كلغة أجنبية عبر مواقع الإنترنت، إلى الميل المتزايد لاستخدام صيغة الضمير المفرد (they) باعتباره أحد الأسباب التي دفعتها لدمج الضمير غير ثنائي الجنس (they) في درس نحو عبر الإنترنت [6]، كما تشعر أيضًا أن “تزويد متعلّمي اللغة الإنجليزية بمفردات للتعبير عن أنفسهم وعن هوّياتهم هو جزء مهم من عملنا”.

وبالمثل، لدى المعلمين في فصولهم الدراسية قدرًا معينًا  من الحرية لتعديل المواد المنشورة التي يستخدمونها في الفصل الدراسي وتعليم اللغة التي يجدونها مهمة دون انتظار الكلمة النهائية لبنوك لغويات المتون في الأمر. فقد أُدرج بالفعل الضمير غير ثنائي الجنس (they)  في الفصول الدراسية لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في جميع أنحاء العالم.

يستخدمُ لي موس الضمير (they) في فصله الدراسي، وهو يدرسُ في فيتنام وإيطاليا. ويقول موس، “أدرس الضمير (they) كضمير محايد قبل حتى استخدام xe/ze بشكل شائع، ولدي أصدقاء من غير المحدَّدين جندريًا يفضلون الإشارة إليهم بالضمير (they)، وهكذا أفضّل أنا أيضًا استخدامها”.

ويوافقه جيسي فولر، معلّم اللغة الإنجليزي كلغة أجنبية في البرازيل، قائلًا، “أستخدمُ عادةً (they) كضمير للإشارة إلى النوع المحايد، ومن ثمّ أشرح ze إذا بدا الطالب مهتمًا”.

يمكنُ للمعلمين دائمًا العثور على طريقة لتقديم اللغة لا تحيّر متلّقيها. إنهم يدرِّسون عادةً أشياءًا لا يُمكن التكهّن بها أو معقّدة بشكلٍ لا يصدّق. خذ العبارة، “كيف حالك؟ (?how do you do)” كمثال؛ قد دُرّست في مستويات مبكرة على الرغم من كونها سؤالًا وهي في الحقيقة ليست سؤالًا، وليس لها علاقة بأي شيء مما “تفعله” مطلقًا. قد دُرّست مع الشرح، على الأقل باختصار، للمواقف الاجتماعية والثقافية التي ترافقها (تستخدم في المرة الأولى التي تقابلُ فيها شخصًا ما وفي محادثة رسمية فقط، وفي هذه الأيام، ربما تستخدم مع الجيل الأكبر سنًا أو مع الطبقات العليا جدًا).

صيغة الضمير المفرد (they)، أو مفهوم الضمائر غير ثنائية الجنس، لا تبدو أكثر تعقيدًا من الناحية اللغوية من عبارة “كيف حالك؟(?how do you do)” ولا تشكّل تحديًا أكبر كمفهوم أو ثقافة من إزالة الحالة الاجتماعية للنساء عند مخاطبتهن. إذا كان الأمر سيستغرقُ 70 عامًا لإدراج الضمائر غير ثنائية الجنس كما حدث مع (.Ms)، فسنرى ذلك. لكن المعلمين الذين يُدرّسونها قادرون على نشرها بين أكثر من 400 مليون شخص ممن يتحدثون اللغة الإنجليزية كلغتهم الأم.