- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

رصيف22 ممنوع على المصريين… إلى متى قمع حرية التعبير؟

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, مصر, أخبار عاجلة, احتجاج, الإعلام والصحافة, النشاط الرقمي, حجب, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية, قانون, أدفوكس

حجب موقع رصيف 22 في مصر. استخدمت الصورة (من الموقع [1]) تحت رخصة المشاع الإبداعي

نشر الموضوع لأول مرة على موقع رصيف22 [1]، وتعيد جلوبال فويسز نشره باتفاق مع الموقع.

مُحبط ومُحزن… هكذا هو وقع قرار الرقيب المصري حجب رصيف22 علينا. أنْ يأتي شخص ويحاول فصلك عن جمهور أحببته وبعضه أحبّك ليس أمرًا بسيطًا على العاملين في وسيلة إعلامية. وما هو هدف وسائل الإعلام المستقلة إنْ لم يكن خلق مساحة تواصل لتعميق فهم الناس بعضهم لبعض؟

في السادس من سبتمبر/أيلول وصلت مقصلة الرقيب المصري إلى رصيف22. لم يكن وقع القرار سهلًا علينا ولكنه لم يكن مفاجئًا لنا. منذ أشهر طويلة تصلنا أخبار بـ”الهمس” تقول لنا “امشوا جنب الحيط. العيون مفتوحة عليكم”.

لم نحاول يومًا الاستثمار في سياسات الكره التي تعمّ الدول العربية وشرائح من شعوبها في السنوات الأخيرة. لم ننقل شائعات. لم نحرم أية جهة من منصتنا للتعبير عن رأيها في القضايا التي نكتب عنها. لم ننشر شائعات لا حول دول ولا حول سياسيين وابتعدنا عن الأخبار الصفراء ونفتخر بذلك.

لم نكن يومًا نجهل “الخطوط الحمراء” التي رسمها الرقيب المصري أمام وسائل الإعلام.

ولكن أن “نمشي جنب الحيط”؟ لماذا؟ لمَن الشوارع والميادين إنْ لم تكن للمواطنين ولوسائل الإعلام ولكل إنسان بما يمتلكه من حق أصيل في حرية التعبير؟

المقصود من نصيحة “امشوا جنب الحيط” هو الابتعاد عن قضايا الناس وهمومها والتطبيل والتزمير للسلطات ورجالاتها، وهذا تمامًا نقيض ميثاق الشرف الذي تعاهدنا عليه في رصيف22.

لم نكن يومًا نجهل “الخطوط الحمراء” التي رسمها الرقيب المصري أمام وسائل الإعلام. تابعنا قصص أخبار حجب المواقع، ككل المهتمين بمجال الإعلام، ولكننا قررنا أن نتجاوزها، لأن فلسفة وجودنا قائمة على تجاوز “الخطوط الحمراء”. هناك إعلام السلطة وهناك إعلام المواطن ورصيف22 هو جزء من إعلام المواطن.

وللأمانة، نعترف ونقرّ بأننا ارتكبنا الجرائم التالية:يتساءل كثيرون لماذا حجبنا الرقيب المصري. “الهمسات” التي كانت تصل إلى مسامعنا، ورصدنا للمشهد الإعلامي في مصر، يعرّفنا على “جريمتنا”، أو بالأحرى على “جرائمنا”.

ـ كتبنا عن القيود على الصحافة وعلى التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي؛
ـ كتبنا عن الإجراءات الحكومية الهادفة إلى إنكار الحقائق التي تكشف عنها المنظمات الحقوقية؛
ـ كتبنا عن إلقاء القبض على كل صاحب صوت مختلف عن صوت أجهزة السلطة، أكان سياسيًا أو فنانًا أو ناشطًا حقوقيًا؛
ـ كتبنا عن إلقاء القبض على أقارب معارضين للي أذرعتهم،
ـ كتبنا عن احتضان معارضين غير مصريين لاستثمارهم سياسيًا ثم التضييق عليهم لنفس الغرض؛
ـ كتبنا عن سيطرة “الأجهزة السيادية” على وسائل الإعلام لتحويلها كلها إلى إعلام الصوت الواحد؛
ـ كتبنا عن عدم ضعف آليات حماية النساء من التحرّش؛
ـ كتبنا عن السياسات التي تستهدف المثليين والمتضامنين معهم؛
ـ كتبنا عن أسباب ظاهرة التطرّف الكثيرة والمتداخلة؛
ـ كتبنا عن جمود الفكر الديني وعدم جدية الحديث عن إصلاح الخطاب الديني؛
ـ كتبنا عن تزييف أحداث التاريخ وقلب الحقائق…

هذا غيض من فيض جرائمنا. نقرّ ونعترف بها ونضعها برسم القضاء والقضاء الذي نحتكم إليه هو قراء الموقع، فقط لا غير.