- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

رقابة في وضح النهار: الهواتف النقالة في الصين تسجل أنشطة مستخدميها

التصنيفات: شرق آسيا, الصين, تقنية, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, أدفوكس

غرافيتي لكاميرا مراقبة. نشرت على Pixabay.

تفيد تقارير كثيرة أن البرامج والتطبيقات المصنوعة في الصين غالبا ما تكون مجهزة “بباب خلفي،” ما يسمح للشركة المصنعة، أو الحكومة الصينية، بمراقبة وجمع البيانات من أجهزة المستخدمين.

لكن كيف تعمل خاصية الباب الخلفي بالضبط؟ هذا ما تطرق له النقاش الذي دار بين مستخدمي الهواتف المحمولة في جمهورية الصين، والذي ألقى الضوء على هذه المسألة.

الشهر الماضي، وجد مستخدمو فيفو نيكس وهو هاتف أندرويد من الصين، أن كاميرا هذا الجهاز تنشط تلقائيًا عند فتح تطبيقات معينة، منها متصفح الإنترنت الصيني QQ وتطبيق السفر Ctrip.

على عكس باقي الهواتف المحمولة، التي يمكن تنشيط كاميراتها دون علم المستخدم، يحتوي جهاز فيفو نيكس على كاميرا صغيرة قابلة للسحب تظهر في أعلى الجهاز عند تشغيلها.

كاميرا فيفو نيكس القابلة للسحب. صورة من قبل Vivo NEX، عبر We Chaat.

رغم أن الأمر ربما يكون غير مقصود، فقد منحت ميزة التصميم هذه لمستخدمي الهواتف المحمولة الصينيين إحساسًا ملموسًا بالكيفية التي تتم مراقبتهم بها، وتوقيت حدوثها.

لاحظ أحد مستخدمي Weibo [1] أن الكاميرا القابلة للسحب تنشط ذاتيًا كلما بدأ محادثة جديدة على تليغرام تطبيق المراسلة المصمم للتواصل الآمن والمشفّر.

ردت شركة تليغرام بسرعة على التقارير المقدمة حول المشكلة وأصلحت الخلل [2]، بينما دافع عملاق الإنترنت الصيني Tencentعن هذه الميزة، مبررًا بأن متصفح QQ الخاص به يحتاج إلى تنشيط الكاميرا للتحضير لمسح رموز QR، وأصر على أن الكاميرا لن تلتقط صورًا أو تجمع تسجيلات صوتية دون إذن المستخدم.

لم ينجح هذا التفسير في طمأنة المستخدمين، فقد كشف إلى أي مدى يقوم متصفح QQ بتسجيل أنشطة رواده.

بعد انتشار أخبار الكاميرا ذاتية التنشيط، بدأ المستخدمون في اختبارها على تطبيقات أخرى، ووجدوا إمكانية ولوج تطبيق الإدخال الصوتي لبايدو إلى خاصية الكاميرا والتسجيل الصوتي، التي يمكن تشغيلها دون أخذ إذن من المستخدمين.

اكتشفت إحدى مستخدمات هاتف فيفو نيكس أنه بمجرد تثبيت نظام الإدخال الصوتي لبايدو، يعمل هذا الأخير على تنشيط كاميرا الهاتف ووظيفة تسجيل الصوت عند فتح أي تطبيق يتيح للمستخدم إدخال نص ما، بما في ذلك تطبيقات الدردشة ومتصفحات الإنترنت.

تقول [3] شركة بايدو إن تسجيل الصوت ذاتي التنشيط ليس “بابًا خلفيًا” ولكنه “باب أمامي” يسمح للشركة بجمع معلومات عن الضوضاء التي تسمع في الخلفية وتعديلها من أجل تحسين وظائف المدخلات الصوتية في الجهاز. لم يكن ذلك مطمئنا للمستخدمين، إذ إن أي ميكروفون يجمع معلومات عن الضجيج في الخلفية سيجمع أيضًا دون شك أصوات ومحادثات المستخدم وأي كان من تتحدث معه وجهًا لوجه.

How does camera snooping affect people outside China?

These snooping features have not just affected people from mainland China, but all of those from outside the country who want to communicate with friends in China.

As the Chinese government has blocked most leading foreign social media technologies, anyone who wants to communicate with people in China has little choice but to install applications made in China, such as WeChat.

One strategy for increasing one's mobile privacy when using Chinese-made applications is to keep all insecure applications on one device and assume that these communications will be recorded or spied upon, and to keep a second device for more secure or “clean” applications. When using an encrypted communication application like Telegram to communicate with friends in China, one also has to make sure that their friends’ mobile devices are clean.

كيف يؤثر هذا التطفل على الناس خارج الصين؟ خاصية التطفل على الكاميرا هذه لم تؤثر فقط على الناس داخل حدود الصين، ولكن على كل من يوجد خارج البلاد ويرغب في التواصل مع الأصدقاء. لأن الحكومة الصينية حجبت معظم تطبيقات التواصل الاجتماعي الأجنبية، فإن أي شخص يرغب في التواصل مع الناس داخل الصين عليه تثبيت التطبيقات الصينية، مثل WeChat. إحدى الاستراتيجيات المتخذة من أجل حماية خصوصية الهواتف النقالة عند استعمال التطبيقات الصينية يتجلى في إبقاء جميع التطبيقات غير الآمنة على جهاز واحد، وافتراض أن أي تواصل يجري بواسطتها يتم التجسس عليه وتسجيله، واستخدام جهاز محمول آخر يحتوي على تطبيقات آمنة و”نظيفة”. عند استخدام تطبيق اتصال مشفر مثل تليغرام للتواصل مع الأصدقاء في الصين، يجب أن يتأكد المستخدم من أن أجهزة من يتواصل معهم “نظيفة” أيضًا.

معروف عن شركة بايدو تجسسها على البيانات والأنشطة الخاصة للمستخدمين، ففي يناير / كانون الثاني 2018، رفعت [4] جمعية تابعة للحكومة في مقاطعة جيانغسو دعوى قضائية ضد تطبيق البحث في بايدو لتجسسه على المحادثات الهاتفية للمستخدمين وولوجه بيانات موقعهم الجغرافي دون موافقتهم. لكن، تم إسقاط القضية [5] في مارس بعد أن قامت الشركة بتحديث تطبيقاتها من خلال طلب موافقة المستخدمين للتحكم في كاميرا الهاتف المحمول الخاصة بهم والتسجيل الصوتي وبيانات الموقع الجغرافي، على الرغم من أن هذه الوظائف ليست ضرورية لعمل التطبيق.

استجابة للقلق العام حول الخاصيات التي تفتح أبواب خلفية نحو الهواتف المحمولة، قد يدافع بايدو وعمالقة الإنترنت الصينيين الآخرين عن أنفسهم ببساطة بالقول بأن المستخدمين قد وافقوا على تشغيل كاميراتهم، ولكن بالنظر إلى الطبيعة الاحتكارية لعمالقة الإنترنت الصينيين، فهل يتمتع المستخدمون بالقوة – أو الخيار – ليرفضوا أو يقولوا لا؟