- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

لفهم الآثار الوحشية لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، يجب النظر إلى داخل الحدود الأمريكية أيضًا

التصنيفات: أمريكا الشمالية, الولايات المتحدة الأمريكية, الهجرة والنزوح, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, قانون, الجسر
[1]

فرقة من مسؤولي إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية عام 2004. الصورة من المشاع العام بوساطة مشاع ويكيميديا

باتت سياسة إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في فصل الأطفال عن ذويهم على الحدود الأمريكية إحدى أهم مسببات الغضب والاستنكار الشعبي [2] على مدى الأشهر القليلة الماضية. ولكن أحدًا لم يعر اهتمامًا لكيفية تطبيق مسؤولي الهجرة هذه السياسة داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية. ففي يوليو/ تموز 2018 نفذت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية أحد أكبر غاراتها في ولاية أوهايو معتقلة أكثر من  140 شخصاً [3]. وقد حاولت إدارة ترامب تبرير عنف إدارة الهجرة والجمارك بأنه يهدف لجعل المدن أكثر أمنًا، ولكن العكس قد يكون صحيحًا. ببساطة تعمل هذه السياسات على تدمير النسيج الاجتماعي للمجتمعات في الولايات المتحدة الأمريكية.

عبر محامو الهجرة عن قلقهم تجاه تاريخ إدارة الهجرة والجمارك الطويل من الاعتداءات [4] والعمليات العسكرية [5] ونزعتهم للتصرف كرجال شرطة [6]. منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه، لاقى سبعة مهاجرين حتفهم [7] أثناء احتجازهم لدى إدارة الهجرة والجمارك، حيث تشير التقارير إلى أن افتقارهم للرعاية الصحية [8] هو المسبب الأول لوفاتهم. يجب أن يكون سلوك إدارة الهجرة والجمارك مصدر قلق للجميع، خاصة وأنها قد قامت خطًأ بحجز أو ترحيل أكثر من 20 ألف مواطن أمريكي منذ 2003 [9].

إن الرعب الذي تزرعه إدارة الهجرة والجمارك في المجتمعات يؤثر علينا جميعًا. فغالبا ما ينتج عن هذا الخوف تردد المجتمعات المهاجرة عن الاتصال بالشرطة أو التعاون مع السلطات أو الحضور إلى المحكمة، وقد بدأت هذه الآثار بالظهور. حيث انخفضت نسبة بلاغات المهاجرين اللاتينيين عن الاعتداءات الجنسية بنسبة 25 بالمئة [10] في 2017، بينما انخفضت بلاغات العنف المنزلي بنسبة 10 بالمئة. وأشار محامون في مدينة دنفر في ولاية كولورادو إلى أن ضحايا العنف المنزلي [11] يرفضون الإدلاء بشهاداتهم خوفًا بعد ذلك من الاعتقالات التي تقوم بها إدارة الهجرة والجمارك لدى المحاكم المحلية.

كما يمتد التهديد على أمننا الجماعي إلى الصحة العامة أيضًا. حيث أدى انتشار الخوف إلى تخلي المهاجرين عن الرعاية الصحية [12] لأنفسهم أو أبناءهم المواطنين، مما زاد من الأخطار الصحية. إن لعنف إدارة الهجرة والجمارك آثار مباشرة وملموسة حيث وثقت دراسة أجرتها جامعة ميشيغن عام 2017 [13] النتائج الصحية إثر غارة شنتها إدارة الهجرة والجمارك عام 2008 في ولاية آيوا ووجدت الدراسة أن النساء اللاتينيات ومن بينهن مواطنات أمريكيات، كن أكثر عرضًة لولادة أطفاٍل خدجٍ أو ضئيلة الوزن بعد الحملة.

وفي حين تم توثيق النتائج الفورية إلا أن النتائج طويلة المدى ستحتاج عقودًا ليتم فهمها بشكل تام. وإن هذا لن يتضمن الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال المنفصلين عن ذويهم أثناء احتجازهم لدى إدارة الهجرة [14] وحسب، بل كذلك الاضطرابات الكارثية لتعليمهم والتي تسببت بها حملات إدارة الهجرة والجمارك. فبعد حملات الاعتقالات في شرق تينيسي بداية هذا العام، تغيب أكثر من 500 طفل عن المدرسة اليوم التالي. [15]

دفع الخوف من عدم الاستقرار الذي تفرضه هذه الحملات مسؤولي المدارس للقيام بدور قد أصبح متفقًا عليه بين المدرسين والأطباء والعاملين الاجتماعيين في محاولة لتوفير قدر من الإرشاد والطمأنينة في وقت انعدامها. وقد وجدت إحصائية أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ضمن مشروع الحقوق المدنية، والتي شارك بها 5400 مدرس ومدير مدرسة ومرشدين نفسيين [16]، أن 68 بالمئة من المديرين أشاروا لتغيب الطلاب المهاجرين على أنه مشكلة، بينما أشار 70 بالمئة من المديرين والمرشدين إلى تراجع المستوى الأكاديمي لدى الطلاب المهاجرين.

نادرًا ما تتم الإشارة إلى هذه النتائج التبعية في الحوارات حول الهجرة وسياساتها، ولكنها تسلط الضوء على الثمن البشري الذي ندفعه جميعًا. تحتجز الولايات المتحدة مهاجرين أكثر [17] من أي دولة أخرى في العالم، وميزانية إدارة الهجرة والجمارك [18] المتزايدة وسياسات الاحتجاز المتوسعة ستؤثر حتمًا على سمعة البلاد.

ترسم الدلائل التي توثق النتائج المدمرة لقوانين ادارة الهجرة والجمارك صورة واضحة للخسائر الكارثية التي تتسبب بها تلك السياسات لمجتمعنا. يجب علينا أن نتحد لنحمي مجتمعاتنا وندعو لوضع نهاية لهذه السياسات المدمرة التي تفصل عائلاتنا وتدمر النسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا.

نشرت [19] نسخة من هذا المقال أصلاً على موقع Common Dreams.