- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

في موزمبيق، رسوم باهظة لعبور أطول جسر في أفريقيا

التصنيفات: جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, موزمبيق, أخبار جيدة, احتجاج, الاقتصاد والأعمال, تطوير, حكم, سياحة وسفر, صحافة المواطن
[1]

جسر مابوتو-كاتمبي. الصورة بعدسة ألكسندر ناموسا. تم استخدامها بإذن.

دشنت الموزمبيق في العاشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني جسر مابوتو- كاتمبي [2]، جسر بطول أربعة كيلومترات [3] يصل وسط العاصمة مابوتو بمنطقة كاتمبي على الجانب الجنوبي من الخليج ليصبح هذا الجسر أطول جسر معلق في أفريقيا [4] وأحد أطول ستين جسرًا في العالم ورمزًا للاستثمار الصيني في موزنبيق.

شيدت مؤسسة الطرقات والجسور الصينية هذا المشروع بتكلفة قدرها 785 مليون دولار أمريكي [5] (أي ما يعادل 690 مليون يورو) مما يجعله أكثر مشاريع البنى التحتية تكلفة في موزنبيق منذ استقلالها عام 1975. وقد مول بنك EXIM الصيني 95% من قروض ستسددها الموزمبيق على مدى عشرين عام بنسبة فائدة تبلغ 4%، وتستوفى نسبة 5% الباقية من خزينة الدولة مباشرة.

كان لابد من نقل أكثر من تسعمائة عائلة إثر أعمال البناء. وفقًا للسطات، فإن عملية إعادة توطينهم أدت إلى تأخير افتتاح [6] الجسر الذي كان مقررًا في 25 يونيو /حزيران وهو التاريخ الذي تحتفل به موزمبيق باستقلالها.

تأمل الحكومة أن يُخدم الجسر المئات من سكان منطقة كاتمبي الذين ينتقلون بالقوارب الصغيرة والعَبارات إلى وسط مابوتو للعمل والدراسة.

تشكل كاتمبي رسميًا جزءًا من تجمع مابوتو، لكن المنطقتين مختلفتين عن بعضهما البعض تمامًا: فالنصف الشمالي من ماباتو مركز حضري يبلغ عدد سكانه حوالي مليوني نسمة، في حين تفتقر كاتمبي إلى البنية التحتية ولا يزال لديها الكثير من الأراضي غير المستخدمة.

تأمل السلطات أيضًا في تنشيط التبادلات الاقتصادية والسياحة مع أفريقيا الجنوبية، فالطريق من الساحل الشرقي إلى مابوتو سيستغرق عبوره الآن حوالي ساعة ونصف بالسيارة بينما كان يستغرق في السابق ست ساعات.

ثمن عبور الجسر، الذي ليس فيه مكان مخصص للمشاة، ما بين 160 و1200 ميتيكال (أي ما بين 2,30 و17,20 يورو) ويحصل المستخدمون المنتظمون على تخفيض يصل إلى 75% أما عبوره بالقوارب فيكلف حاليًا ما بين 10 و1050 ميتيكال (أي ما بين 0,15 و15 يورو).

[7]

حفل افتتاح الجسر. الصورة بعدسة ألكسندر نامبوسا. تم استخدامها بإذن.

مع ذلك، انتقد الموزمبيقيون التكلفة المرتفعة [8] للقروض التي مولت بناء الجسر والثمن الباهظ لعبوره.

عبر سيرجيو وليامو [9]، طالب جامعي، عن رأيه على فيسبوك:

Há aqui uma grande falha do governo na determinação das tarifas a serem aplicadas. Neste tipo de empreendimentos as tarifas aplicadas não visam recuperação do investimento, mas a sua manutenção para conferir-se-lhes longevidade. Ao que me parece, e tendo em conta os valores altos que vi, há ganhos que se pretendem obter acima da simples operacionalização e manutenção da infraestrutura.

أخفقت الحكومة عندما قررت تحمل هذه النفقات المرتفعة، ففي مثل هذه المشاريع ليس الهدف من الرسوم استرداد الاستثمار الأولي وإنما الحفاظ على البنية التحتية. ويبدو لي، مع الأخذ بعين الاعتبار القيمة المرتفعة التي رأيتها، أن الأرباح المتوقعة تتعدى مجرد التشغيل البسيط وصيانة البنية التحتية.

كما كتب [10] الفيلسوف والأستاذ في جامعة إدواردو موندلانو، ارجيمينو موسكالو، على فيسبوك معلقًا على الرسوم:

A essência de uma ponte é ligar, unir, (r)estabelecer contacto. Moçambique apresenta-se, desde já, como o primeiro país, na história, a falsear o sentido tradicional do conceito ponte. É que a bela e das maiores pontes suspensas de África, Maputo-KaTembe, nasceu para estabelecer ou desvelar, dolorosamente, fosso entre os endinheirados e os miseráveis de uma mesma nação. Já não são as poucas milhas que separam os munícipes de Maputo entre os de cá e os de lá, são os muitos meticais de tarifa das futuras portagens.

إن المعنى الجوهري للجسر هو الاتصال والتوحيد و(إعادة) إنشاء اتصال، تعتبر الموزمبيق الآن أول بلد يشوه المعنى التقليدي لمفهوم الجسر في التاريخ؛ فجسر مابوتو- كاتمبي الجميل، أطول جسر معلق في أفريقيا يرسخ أو يكشف الفجوة بين الأثرياء والبائسين في الدولة ذاتها للأسف، فما يفصل بين سكان مابوتو من هنا وهناك ليست الأميال القليلة بل قائمة الرسوم المعلنة. .

[11]

حفل افتتاح الجسر. الصورة بعدسة ألكسندر نامبوسا. تم استخدامها بإذن.

ويأمل إلفينو دياس [12]، أحد المساهمين في منظمة الرؤية العالمية World Vision الإنمائية، أن يساعد الجسر سكان كاتمبي، لكنه يعرب عن تحفظاته فيما يتعلق بالنفقات:

Quando todos aplaudíamos que a ponte Maputo KaTembe marcava o fim do sofrimento dos munícipes daquela parcela de Maputo, bem assim seria de todos, nunca imaginei que seria o início de mais uma escravatura, e desta vez, sem um fim à vista.

Não me importa saber de onde veio o dinheiro para a construção da ponte ou estrada, porque sei que pago impostos que supostamente deviam construir tais infraestruturas. Por isso mesmo, por vezes me questiono para onde vai o dinheiro dos nossos impostos. Caros Irmãos, se eles persistirem em tais preços, temos que dizer não à elitização de um bem público.

 عندما صفقنا كان هذا إشارة إلى أن جسر مابوتو – كاتمبي يعتبر نهاية حقبة من المعاناة لسكان هذا الجزء من مابوتو، ولم أكن أتخيل أبدًا أنه سيكون بداية شكل جديد من أشكال العبودية التي لا أرى لها نهاية هذه المرة.

لا يهمني من أين أتت الأموال لبناء الجسر أو الطريق، لأنني أعرف أنني قد دفعت الضرائب التي يفترض أنها كانت لبناء مثل هذه الأعمال؛ لهذا السبب أتساءل أحيانًا أين تذهب أموال الضرائب. أيها الأخوة الأعزاء، إذا أصروا على هذه الأسعار يجب علينا أن نقول لا للنخبوية من أجل الصالح العام، فهذا الجسر ملك لنا جميعًا وليس للأثرياء فقط.

تتوقع [13] السلطات الموزمبيقية أن يمر عبر الجسر أربعة آلاف سيارة كمعدل وسطي في اليوم مما يمثل زيادة كبيرة في عدد السيارات التي تعبر الخليج بالقارب اليوم.