- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون عواصف ثلجية شديدة وظروف غير إنسانية في المخيمات

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, لبنان, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, علاقات دولية, كوارث, لاجئون

مخيم عرسال بلبنان وهو مغطى بالثلوج أثناء عاصفة “نورما”، 6 يناير/كانون الثاني 2019. صورة تم مشاركتها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومصرح بإعادة استخدمها.

يواجه اللاجئين السوريون بلبنان فيضانات ودرجات حرارة منخفضة تصل حد التجمد خلال سلسلة من العواصف تُدعى باسم “نورما”، والتي ضربت المنطقة في السادس من يناير/كانون الثاني 2019. صاحب هذه العواصف هطول أمطار شديدة الغزارة على السواحل اللبنانية، وتساقط الثلوج على جبل لبنان ووادي البقاع. تسببت هذه العاصفة بأضرار على نطاق واسع في لبنان، مثل غرق الطرق السريعة بالفيضانات، وإغلاق المدارس لمدة يومين في بعض المناطق بلبنان.

اضطر اللاجئون السوريون لمواجهة العاصفة في المخيمات المؤقتة غير الرسمية، لأن السلطات اللبنانية لم تسمح بإقامة منشآت دائمة. طبقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للاجئين المنشور في 9 يناير/كانون الثاني: “من المحتمل أن يواجه 70 ألف لاجئ مقيم في حوالي 850 مخيم غير رسمي خطر الفيضان، الثلوج الغزيرة، أو البرد القارس.”

وأوضح تقرير آخر لمنظمة الأمم المتحدة للاجئين بأن أكثر من 11300 لاجئ قد تضرروا من الوضع: لقد غرق المخيم في الدلهمية الواقعة في وادي البقاع تحت الفيضانات تمامًا.

تحدثت إحدى اللاجئات – جوريه رمضان – لمنظمة الأمم المتحدة للاجئين:

People are sick. Everywhere there is water. We cannot sleep at night. It has been three days like this. All night we sit and watch the kids and we cannot do anything for them. Their situation is very bad.

المرض أصاب الناس. المياه في كل مكان. لا نستطيع النوم ليلاً. ثلاثة أيام ونحن على هذا الحال. نجلس طوال الليل وننظر إلى الأطفال عاجزين عن فعل أي شيء لهم، فوضعهم بالغ السوء.

قالت أمنية الداراك – لاجئة تبلغ من العمر 60 عامًا:

We’ve never experienced such a situation before. The mattresses and the duvets got wet. We didn’t sleep all night. I had to put blankets on wooden boards and lie there. I can’t even make myself a cup of tea because of the flooding.

لم نختبر مثل هذا الوضع من قبل. فرش النوم والأغطية مبللة . لم ننم طوال الليل. اضطررت لوضع بطاطين وألواح خشبية ورقدت هناك. لا أستطيع حتى صنع كوب من الشاي لي بسبب الفيضانات.

طبقاً لتقرير الأسوشيتد برس (وكالة إخبارية)، فقد غرقت مخيمات اللاجئين في منطقة بار إلياس بوادي البقاع، بالقرب من نهر الليطاني، أطوال الأنهار اللبنانية، بسبب الفيضان خلال العاصفة. كانت تلك المخيمات هي مستقر ما يقرب من 420 لاجئ من بينهم 100 طفل.

صرحت وكالة الأسوشيتد برس أيضًا بان هناك طفلة سورية قد توفيت بعد أن غرقت جراء فيضان النهر في شمال لبنان.

إضافة لذلك صرح الصليب الأحمر اللبناني بأن 200 شخص قد أجبروا على الرحيل عن مخيمهم بلبنان على الحدود الشمالية مع سوريا بعد أن أغرق النهر المنطقة.

تعرض مخيم عرسال في منطقة الجبال اللبنانية الشرقية لثلوج غزيرة وما تبعها من أضرار، وقد انتشرت مقاطع فيديو عن المخيم على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

عبر بعض النشطاء السوريين ومستخدمي تويتر عن حزنهم من الظروف المعيشية القاسية، وأضافوا بأن اللاجئين السوريين قد وقعوا بين شقي الرحى. بعبارة أخرى إنهم عالقين بين مطرقة الظروف المعيشية الصعبة بلبنان وسندان المخاطر الأمنية الشديدة في سوريا الواقعة تحت سيطرة الأسد إذا عادوا إلى البلاد.

هل تعلم لماذا يبقى الناس هنا؟ الإجابة هي لأن الأسد مازال في منصبه. اللحظة التي سيرحل فيها الأسد، هي اللحظة التي ستنتهي فيها معاناتهم.

وقد استنكر اللاجئون السوريون تجاهل السلطات المحلية في البقاع. على سبيل المثال صرح حسام منصور للجزيرة بأنه ناشد مجلس بلدية غازي في البقاع مرات عديدة لرفع مستوى أرضية الخيام لكن بلا جدوى.

سوف يواجه اللاجئون السوريون عاصفة جديدة، التي سيصاحبها زوابع تبلغ سرعتها أكبر من 100 كلم/الساعة وموجات تبلغ 5 أمتار. سوف تبلغ العاصفة التي تم تسميتها “ميريام” ذروتها يوم الثلاثاء، الخامس عشر من يناير.

وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للاجئين بأنه قد تم سد العجز في مخازن الطوارئ ومستلزمات الصرف الصحي تحسباً لهبوب عواصف جديدة.

بالرغم من الصعوبات التي كابدها اللاجئون السوريون عبر البلاد، صرح الرئيس اللبناني ميشيل العون بأن “أزمة اللاجئين لا تزال تُثقِل كاهل لبنان اقتصادياً واجتماعياً وعلى المستوى الأمني” و بأنه “يجب على اللاجئين العودة إلى سوريا حتى يمكنهم العيش بكرامة”.

هذا مشابه للخطاب المعادي للاجئين، المُتبنى من قِبَل حزبه، حزب التيار الوطني الحر على مدار السنوات، ومُتبنى على نحو ملحوظ من قِبَل صهره ووزير الخارجية، جبران باسل، الذي يترأس أيضاً التيار الوطني الحر.

اقرأ: لماذا يخشى اللاجئون السوريون في لبنان من العودة إلى سوريا الواقعة تحت سيطرة الأسد؟ [4]

يحاول عون، وهو حليف لجماعة حزب الله المسلحة المؤيدة للأسد، دفع المجتمع الدولي لإعادة اللاجئين السوريين إلى ما يُسمى بــ ’المناطق الآمنة’ في سوريا. وقد استنكر بعض الوزراء في الحكومة اللبنانية هذه الدعوة وأعلنوا بأن عشرات اللاجئين الذين عادوا قد تم قتلهم.

كما انتشرت في دوائر السوريين المعارضين للأسد، حكايات اللاجئين العائدين الذين تعرضوا للحبس، أجبروا على التجنيد الإلزامي أو تعرضوا للموت، على مدار العاميين الماضيين على وجه الخصوص.

تحدثت وصال مصطفى – لاجئة في لبنان –  إلى الجزيرة : “لا يوجد شيء نعود إليه”

وتحدث سليمان أحمد – لاجئ آخر يبلغ من العمر 25 عامًا – إلى الاندبندنت: “إذا عُدت، سيتم القبض عليِّ أو تجنيدي إجبارياً (…) لدي طفلة صغيرة. ماذا سيكون مصيرها؟”