- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

إنذار بموت المرجان في توباغو يبيّن بوضوح “عدم وجود بديل” لمكافحة أزمة المناخ

التصنيفات: الكاريبي, ترينيداد وتوباجو, بيئة, تطوير, صحافة المواطن
[1]

موت مرجان قرن الأيل. صورة لمات كييفير. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي

الشعب المرجانية في توباغو جزءٌ لا يتجزأ من نظام الجزيرة البيئي البحري واقتصادها على السواء، إذ تحتضن العديد من الأحياء البحرية (وهي مصدرٌ رئيسيٌّ للأسماك بالنسبة للصيادين المحليين). وتحمي أيضا الشريط الساحلي من تآكل الشواطئ بسبب الأمواج وآثار العواصف المدارية. وتُعد الأماكن الذائعة الصيت مثل شعب بوكو المرجانية [2] أيضا مناطق جذبٍ سياحيٍّ معروفة.

ولكن تتجه جميع الأنظار نحو الجزيرة بعدما نشرت مؤسسة الشؤون البحرية في البلد بلاغًا صحفيًّا [3] في 22 آب/أغسطس 2019، حذرت فيه من أن الشعب المرجانية في توباغو وُضعت تحت المراقبة بسبب “إنذارٍ بتبييض الشعب المرجانية من المستوى الأول”، بناءً على نتائج أصدرتها مراقبة الشعب المرجانية [4] التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وثمة احتمالٌ قائمٌ بإمكانية تقدم الابيضاض إلى المستوى الثاني في غضون أسابيع، وهو ما سيهدد وجود الشعب المرجانية في حد ذاتها والحياة البحرية والناس في الجزيرة على السواء.

ماذا يعني الابيضاض بالضبط؟

تتعايش الشعب المرجانية مع مجتمع الطحالب التكافلي الذي اتخذها مأوى له، مما يساعدها على تخزين العناصر الغذائية وإزالة النفايات. وفي المقابل، تعطي الطحالبُ المرجانَ الطاقة التي يحتاجها للنمو، ولكن التغيرات الكبيرة التي حدثت في درجة حرارة المياه قد تهدد هذه العلاقة التعاونية.

وعندما تصبح درجة حرارة المياه مرتفعة جدًا (أو منخفضة جدًا)، فإن الشعب المرجانية تطرح الطحالب، بمعية مصدر غذائها الأساسي. وبذلك يجوع المرجان إلى أن يموت، ومن أبرز المظاهر الخارجية الواضحة لهذه الظاهرة هو فقدان المرجان لونه وتحوله من ظلال البني والأخضر إلى اللون الأبيض العظمي الهش.

يعني الإنذار بالابيضاض من المستوى الأول أن هناك احتمالًا كبيرًا أن تبدأ الشعب المرجانية عملية الابيضاض. وبالتالي تقترح مؤسسة الشؤون البحرية ضرورة رصد [5] علماء الأحياء والمواطنين معًا العلامات الدالة على الابيضاض خلال الأسابيع التسعة – الإثني عشر المقبلة.

وسيكون الابيضاض من المستوى الثاني دليلًا على انتشار ابيضاض الشعب المرجانية وزوالها.

ما سببه؟

قالت أنجاني غينيس [6]، وهي عالمة بيئية متخصصة في الشعب المرجانية المحلية، إن المحفزات الرئيسية التي أدت إلى ابيضاض المرجان في توباغو تتمثل في ارتفاع درجات حرارة المياه الراجع إلى تغير المناخ.

ووضحت غينيس في رسالةٍ إلكترونيةٍ أن المحيط يمتص الكثير من الحرارة في الغلاف الجوي، مما يسبب في المقابل ارتفاع درجة حرارة المياه، ولاسيما الأجسام المائية الأكثر ضحالة مثل بحر الكاريبي.

وفي الواقع، امتدت توقعات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التي استغرقت 12 أسبوعًا من توباغو إلى الشعب المرجانية في جزل الأنتيل الصغرى. وقد سبق توجيه إنذارٍ بالابيضاض من المستوى الثاني إلى شعبٍ أخرى حول المنطقة، وخصوصا في أجزاء من جزر الأنتيل الكبرى وكوبا:

ما آثاره؟

يشكل ابيضاض المرجان تهديدًا كبيرًا. وبما أن الشعب المرجانية توفر للأسماك مسكنًا يسمح لها بالحصول على المأوى والغذاء والأهم من ذلك مأوى لصغارها [9] ريثما تكون مستعدة لتعيش في المحيط الواسع، فإن فكرة خسارتها ستؤثر في قدرة الأنواع السمكية على العيش. وستضرّ أيضًا بمصدر رزق الصيادين المحليين.

وتعتمد توباغو اعتمادًا كبيرًا على صناعتها السياحية المحلية، إذ أوردت التقارير أنها تجذب حوالي 40 في المائة من سياح الجزيرة [10]. وإذا استمر ابيضاض المرجان، ستقل الشعب المزدهرة التي يسعى الناس إلى اكتشافها وبالتالي يُحتمل انخفاض المداخيل السياحية من الدولار، مما يؤثر على مجموعةٍ من الصناعات المتعلقة بالضيافة على مستوى الفنادق والمطاعم وخدمات النقل والشركات السياحية.

ومما ينطوي على المفارقة أن اشتداد العواصف المدارية نتيجة أزمة المناخ جعل الحاجة إلى الشعب المرجانية ملحةً أكثر من أي وقت مضى لتمتص قوة [9] الأمواج وتُحدث حاجزًا بين المحيط والشاطئ؛ ولكن الاحترار العالمي يعرض الشعب المرجانية للخطر.

وتظهر الدراسات أن الشعب المرجانية تحمي ما يقارب 90 في المائة من ساحل توباغو [11] من التآكل بسبب الأمواج. وقال البروفيسور جون أغارد في الكلمة الرئيسية [10] التي ألقاها بمناسبة السنة الدولية للشعب المرجانية في جامعة ويست إنديز في عام 2018، إن هذه الوظيفة ستصبح أكثر أهمية أمام اشتداد العواصف وارتفاع مستويات البحر.

ماذا يمكننا فعله لإيقافه؟

قالت غينيس إن غياب الإدارة المناسبة، الذي سمح بعدم مراقبة الصيد المفرط والتلوث، زاد من سوء ابيضاض المرجان في توباغو. وتوضح بأن استمرار هذا الحال سيجعل اعتماد إدارةٍ وحمايةٍ فعالتين أمرًا ضروريًّا من أجل تعافيه الكامل ونموه:

Ideally, coral reefs should be closed to the public and placed into an intensive recovery programme to ensure healthy fish communities and water quality that will support coral growth and recruitment.

من المفروض أن تُغلق الشعب المرجانية في وجه العموم وتخضع لبرنامج مكثف للتعافي لضمان مجتمعاتٍ سمكيةٍ صحيةٍ وجودة المياه التي ستدعم نمو المرجان وتعزيزه.

وأضافت قائلة:

Individual actions to reduce our carbon footprintare are always warranted but we also need citizens to demand more action from our governmentto provide the infrastructure, resources and education for climate conservation and adaptation. Communities need the support to manage and conserve our natural resources not just from governments but from businesses and corporations that also utilise these resources. 

تنذر المساعي الفردية الرامية إلى تقليص أثر الكربون بشكل دائم، ولكننا نحتاج أيضًا إلى مطالبة المواطنين لحكوماتنا بالقيام بالمزيد من العمل لتوفير الهياكل الأساسية والموارد والتعليم للحفاظ على المناخ والتكيف معه. كما تحتاج المجتمعات المحلية إلى الدعم لإدارة مواردنا الطبيعية والحفاظ عليها من جانب كلٍّ من الحكومات والشركات والمؤسسات التجارية التي تستخدم أيضا تلك الموارد.

وتوجد حاجةٌ ملحةٌ لدى حكومات الجزر الإقليمية للمطالبة ببذل جهودٍ دوليةٍ للتصدي لأزمة المناخ. وفي 11 أيلول/سبتمبر 2019، تطرقت [12] رئيسة الوزراء في بارباديان ميا موتلي في كلمتها إلى هذا الموضوع في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وحثت فيها الأمم الكبرى على تحسين أدائها في محاربة تغير المناخ. وقالت: “لا تملك جزر الكرايبي رفاهية الوقت لأننا مشغولون بالسعي للبقاء على قيد الحياة”.

وتتفق غينيس بشأن الطابع الملح للمسألة. وقالت إن جميع وكافة أشكال المساعدة في التصدي لتغير المناخ وابيضاض المرجان، ولاسيما على الصُّعد السياسية، “يتطلب بذل الجهود”.

It's not going to be easy as seen internationally, but there is really no alternative.

لن يكون الأمر هيّنًا كما يُنظر إليه دوليًّا، ولكن لا يوجد حقًّا خيارٌ آخر.