في تركيا، أطلقت علامة تجارية رائدة في مجال المنتجات الصحية إعلان فيديو جريء وأطرته باعتباره حملة لمحاربة جرائم قتل النساء بالإضافة الى محاربة المحرمات الاجتماعية المرتبطة بالدورة الشهرية. ومع ذلك، أثبت مقطع الفيديو بأنه مثير للانقسام، لدرجة وجوب إصدار الشركة اعتذارا عنه، كما قامت بإزالته، إذ اعتبره البعض هجومًا على سمعة تركيا في الخارج.
تم إطلاق الإعلان، الذي يحمل اسم “اكشف العار” أو “Utanç Paketleri” باللغة التركية، في أواخر شهر أكتوبر عام 2019 من قبل الشركة الأمريكية بروكتر أند غامبل “P&G”، تحت علامتها التجارية المحلية أوركيد “Orkid”، والتي تعتبر البائع الرائد للفوط الصحية في تركيا.
يبدأ شريط الفيديو الذي يبلغ طوله حوالي دقيقة ونصف بصوت يقول: “في تركيا، تتم تغطية الفوط الصحية بورق الجرائد عند شرائها بسبب وصمة العار المرتبطة بالدورة الشهرية. في مجتمع مليء بأخبار العنف والتمييز ضد النساء، بيع الفوط الصحية ليس ما هو المخجل“.
يظهر الفيديو علبة من الفوط الصحية وهي تلف بورق الجرائد. بعد ذلك، تنتقل القصة إلى مطبعة حيث تتم طباعة إحدى الصحف، تتناول العناوين الرئيسية التحديات الأساسية التي تواجهها النساء في تركيا، مثل انخفاض نسبة العمالة والتمثيل السياسي، كما تتناول العنف القائم على النوع الاجتماعي بالإضافة إلى انخفاض معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة. ينتهي الفيديو بصورة من علب الفوط الصحية المتراكمة على رفوف محل تجاري ملفوفة بتلك الصحيفة. حيث تقول الرسالة الأخيرة: “تم بيع منتجاتنا على مدار ثلاثة أيام“.
فاز الفيديو بجائزة لإبداعه في مهرجان الطبل الذهبي السادس والعشرون للإبداع الدولي في سلوفينيا في أكتوبر 2019، بدأ بعد ذلك تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي التركية، بما في ذلك عبر حساب الشركة على تويتر.
فور انتشار الإعلان انطلق نقاشا ساخنا، اختلف الناس فيه على تفسير رسالة الفيديو. في حين أن البعض تبنى الرسالة وأيدها، فإن البعض الآخر واجهها بردود فعل سلبية قوية، حيث تم تفسيرها على أنها “إهانة لتركيا” وطالب أولئك بمقاطعة العلامة التجارية.
صفعة مرحب بها
يدعي أولئك الذين يدعمون المحتوى أن الفيديو يروي الحقيقة. وقد استخدم بعض مستخدمي الإنترنت مرجع الصفعة عند وصفه:
Ped satmaktan utanan zihniyetlerin,kadına yönelik suçlardan utanmadığını anlatmaya çalışan tokat gibi reklam..#Orkid pic.twitter.com/7OT49BMbSD
— Seloculuk ? (@yokcapon) 24 Ekim 2019
هذا الإعلان يصفعك على وجهك لأنه يحاول أن يوضح أن العقلية التي تخجل عند بيع الفوط الصحية هي نفسها التي تخجل من الجرائم ضد المرأة.
فايزة ألتون، محامية شهيرة وناشطة نسوية، تشير الى ما يلي:
Pedlerin Türkiye’de ayıp bir şeymiş gibi gazete kağıdına sarılmasına ya da saklanmasına Orkid’den tokat gibi reklam. Türkiye’de kadınlara karşı işlenmiş utanç verici suçların ve olayların haberlerini basıp pedleri bu haberlere sarmışlar. pic.twitter.com/Mc7RAKQUyJ
— Feyza Altun (@feyzaltun) 23 Ekim 2019
إعلان أوركيد هو صفعة في الأضلاع، لأنها ترد على [ثقافة] لف الفوط الصحية بالجريدة كما لو أن [الفوط] شيء مخجل أو يجب إخفائه. طبعت [العلامة التجارية] أخبار الجرائم المرتكبة ضد المرأة في تركيا واستخدمتها كغلاف
ولعل أفضل تلخيص للمشكلة كان بواسطة مستخدمة الإنترنت نسا:
#orkid Reklamındaki alınacak mesajları almayıp, “Ne yani Türk kadını aşağılık mı?” gibi bir düşünceye düşmek yerine, aşağılık olanın o gazetedeki haberler olduğunu anlasak keşke.
— ni•sa (@nisahahawashere) 24 Ekim 2019
بدلاً من عدم فهم الرسالة الواردة في إعلان #Orkid، والتفكير “ماذا تقصدون، هل المرأة التركية جديرة بالازدراء؟” ، أتمنى أن ندرك أن ما هو جدير بالازدراء هي الأخبار المنشورة في تلك الصحف.
دعوة لمقاطعة العلامة التجارية
أولئك الذين يخالفون الإعلان بشدة يزعمون بأنه يهين تركيا ونساءها، وينتشر الأكاذيب برسم تركيا كدولة متخلفة ومحافظة ومتطرفة. على سبيل المثال، تكتب إحدى مستخدمات الإنترنت على تويتر:
Adamlar Türkiye'de ped gazete kağıdına sarılıp satılıyor diye ülkemizi küçümsüyor bazıları da çıkmış tokat gibi cevap diyor.Kaçınız gazete kağıdına sarıp alıyor?This not shame @orkid !Ülkemizi yobaz,gerici olarak gösterenlere alkış tutmak kansızlık#orkid
pic.twitter.com/79TZN3gPc4— Eda. (@karrtaliceee) 23 Ekim 2019
تذل أوركيد تركيا لأنها تلف الفوط الصحية بورق الجرائد. وفي الوقت نفسه، يقول آخرون بأن الإعلان بمثابة صفعة في الأضلاع. كم منكم يقوم بشراء الفوط الصحية ملفوفة في صحف الجرائد فعليا؟ هذا [ليس] عارا أوركيد! من غير المقبول إظهار بلدنا على أنه متخلف #orkid
يقترح مستخدم إنترنت آخر أن أجانبا يخططون للحط من قيمة المجد العسكري لتركيا من خلال الإعلان/الحملة:
#orkid bu reklamı 10 yıl önce yapsan belki doğruydu,ama şimdi böyle bişeyin olmadığını sen de çok iyi biliyorsun!Gelgelelim neden bu karalama reklamını yaptığına!Barış Pınarı Harekatı ile BOP'a vurduğumuz balyoz neticesinde tüm siyonist sermaye elindeki kozları oynuyor!
?Boykot pic.twitter.com/tr56T3QF0N— çiğdemsel (@idemsel3) 24 Ekim 2019
“أوركيد، لو نشرت هذا الإعلان قبل 10 سنوات، فربما كان هذا صحيحًا، لكنكم تعلمون جيدًاالآن أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل! دعونا نصل إلى سبب هذا الإعلان؟ تلعب العاصمة الصهيونية دورها كرد فعل على عملية المطرقة لدينا، عملية ربيع السلام.
اعتذار من العلامة التجارية
بعد تزايد الدعوات لمقاطعة العلامة التجارية في وسائل التواصل الاجتماعي، أزالت أوركيد الفيديو من حسابها الرسمي وأدلت ببيان أعادت نشرته الصحف التركية:
Türkiye’de Orkid markası için tasarlanan mağaza içi kampanyası, Türkiye’de ve dünyada kadınların yaşadığı damgalanma, ekonomik kısıtlar nedeniyle hijyenik pede erişememe ve toplumsal cinsiyete dayalı şiddet de dahil olmak üzere bazı ciddi sorunlara ışık tutmak amacını taşıyordu. Bu sorunlar nadiren tartışılıyor, genellikle utanç duygusuna dönüşüyor ve genç kızlar, kadınlar ve aileleri için hayat boyu karşı karşıya kalacakları konuları oluşturuyor. Fikrin uygulanmasında niyetimizi tam olarak yansıtamadığımızı görüyoruz ve herhangi bir yanlış anlaşılmaya sebep olduysa bundan dolayı da üzgünüz.
هدفت الحملة المصممة من قبل العلامة التجارية أوركيد في تركيا إلى توضيح عدم القدرة الى الوصول إلى الفوط الصحية بسبب القيود الاقتصادية والعنف الناجم عن عدم المساواة بين الجنسين. نادرا ما يتم نقاش هذه القضايا، وغالبا ما تتحول إلى مصادر مسببة للإحراج، مما يؤدي الى خلق قضايا للفتيات والنساء وأسرهن تستمر مدى الحياة. ندرك بأننا لا نستطيع أن نعكس نوايانا بشكل كامل في تنفيذ الفكرة، ونأسف إن تسببت في أي سوء فهم“.
نظرًا لأن ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان تركيا يعيشون الآن في المدن، فإن عددًا أقل من النساء بحاجة إلى إخفاء الفوط الصحية بصحف الجرائد أو الأكياس البلاستيكية السوداء عند شرائها اليوم، وهو أمر كان ضروريًا في الماضي، لا سيما إذا كان البائع رجلًا. ربما لا يزال هذا هو الحال في القرى النائية.
ولكن بغض النظر، لا تزال وصمة العار واسعة الانتشار في المجتمع التركي، وهو السبب الرئيسي في أن المناهج الدراسية لا توفر أي تعليم أو معلومات عن الجنسانية والنوع الاجتماعي. الوضع ليس أفضل بأي حال من الأحوال في التعليم العالي: في فبراير 2019، رفض نظام التعليم العالي التركي المساواة بين الجنسين عن طريق إزالة شهادة موقف المساواة بين الجنسين.
وفقًا للمنظمة التركية منصة سوف نوقف قتل النساء “، فإن قتل الإناث لا يزال واقعًا يوميًا: في أكتوبر وحده، قُتلت 36 امرأة على أيدي رجال:
Ekim 2019 raporumuzu yayınlıyoruz.
31 günde #36Kadın erkekler tarafından öldürüldü. Şiddet ve çocuk istismarı devam ediyor.
Raporun tamamı ??https://t.co/T8xGJOcLPB pic.twitter.com/VuKdJV12fC
— Kadın Cinayetlerini Durduracağız Platformu (@KadinCinayeti) 2 Kasım 2019
لقد نشرنا تقرير أكتوبر 2019:في 31 يومًا، قتلت 36 امرأة على أيدي رجال. استمرار العنف وإساءة معاملة الأطفال.