- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

هل تعتبر خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط حلاًّ على أساس الدولة الواحدة؟

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, إسرائيل, فلسطين, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن
[1]

مدينة بيت لحم الفلسطينية وسط الضفة الغربية جنوب القدس، 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2016. الصورة من قبل دنيس جرفيس عبر فليكر تحت رخصة المشاع الإبداعي.

أعلن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطة السلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها والمعروفة “بصفقة القرن”. وتدعو الخطة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة كما تتعهّد بجعل القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل.

وقال ترامب في خطاب [2] له يوم الثلاثاء: “إن الفلسطينيين يعيشون الخصاصة ويعانون من حالات العنف، ويستغلّهم أولئك الذين يسعون إلى استخدامهم كبيادق لتكريس الإرهاب والتطرف”.

حسب خطة ترامب، لن تُقام دولة فلسطينية إلاّ إذا ما لبّى الفلسطينيون المطالب الإسرائيلية. والفلسطينيون رفضوا هذه الخطة على نطاق واسع حتى قبل الإعلان عنها.

إذن، ما هي خطة السلام الجديدة؟

تتضمّن الخطةُ “خريطة نظرية” تشير إلى تنازلات عن أراضٍ تعتزم إسرائيل تقديمها من أجل إقامة دولة فلسطينية. وحسب بي بي سي [3]، أضاف ترامب أن الخريطة “تعطي للفلسطينيين أكثر من ضعف أراضيهم الحالية كما تشير إلى إقامة عاصمة فلسطينية شرق القدس”. وستفتتح الولايات المتحدة سفارة في “الدولة الفلسطينية الجديدة”. وذكر ترامب في خطابه: “لن يُجبَر الفلسطينيون أو الإسرائيليون على إخلاء منازلهم”.وأشار إلى الإبقاء على المستوطنات اليهودية الحالية الموجودة في مناطق تحتلّها إسرائيل بالضفة الغربية وهو ما يُعتبر أمرًا غير قانوني وفق القانون الدولي.

أشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى قوله بأن الأراضي المخصصة للفلسطينين “ستبقى مفتوحة وغير قابلة للاستغلال لفترة قدرها أربع سنوات”. وخلال هذه الفترة “يمكن للفلسطينيين أن يدرسوا الصفقة وأن يتفاوضوا مع إسرائيل وأن يحققوا المعايير اللازمة لإقامة الدولة”.   

وفي الختام أفاد بأن “إسرائيل ستعمل مع ملك الأردن على ضمان الإبقاء على الوضع الرّاهن للمكان المقدس الرئيسي في القدس المعروف عند اليهود بجبل الهيكل والحرم الشريف عند المسلمين” حسب بي بي سي [3].

وتؤكّد الخطة على أن الجدار الحالي الفاصل بين إسرائيل وفلسطين ينبغي أن يظل قائمًا وسيكون بمثابة الحدود الفاصلة بين “الدولتين”. وخلال عقود، حاولت الولايات المتحدة أن تتوسط بين إسرائيل وفلسطين للتوصل إلى ما يُعرف “بحل الدولتين” حيث يعيش كلّ من الإسرائيليين والفلسطينيين مستقلّين عن بعضهم.

شبّه شاهد أمان الله عبر تويتر ما أتت به الخطة المذكورة بمحميات الأمريكيين الأصليين في الولايات المتحدة:

هذه لا تبدو أنّها دولة، فهي أشبه بمحمية للأمريكيين الأصليين.

بعد هذا الإعلان، ذكر السفير الأمريكي في إسرائيل دايفيد فريدمان أنّ لإسرائيل الحرية في إضافة مستوطنات في أي وقت من الأوقات.

بعد ساعات، أعلن [7] الناطق الرسمي باسم نتانياهو على تويتر أن رئيس الوزراء سيطلب من الحكومة أن تدعم الإضافة الكاملة للمستوطنات في الضفة الغربية يوم الأحد.

وتكشف التغريدة التالية عن التغييرات التي طرأت بمرور الوقت على حجم الأراضي الفلسطينية مقارنة بالمستوطنات الإسرائيلية:

لا تتّفق منظمة التحرير الفلسطينية مع هذه الحسابات.

 “مهزلة” و”ووصمة عار” و”إهانة”

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو -والذي يواجه تُهم فساد في إسرائيل- حاضرًا في البيت الأبيض بواشنطن مع ترامب أثناء إصدار الأخير لهذا الإعلان. وغاب سفيرا مصر والأردن -البلدان العربيان الوحيدان اللّذان وقّعا معاهدة سلام مع إسرائيل- عن اللقاء.  

وقال ترامب في كلمته: “إنّ رؤيتي تنطوي على تقديم فرصة مفيدة لكلا الطرفين، وهي حل مبني على أساس إقامة دولتين يجد مخرجًا لمشكلة خطر تهديد الدولة الفلسطينية لأمن إسرائيل”.

وصَف المحلل السياسي مروان بشارة، على تويتر، الخطة بأنها “مهزلة” بما أن كُلاَّ من ترامب ونتانياهو يواجه اتهامات في بلديهما ويهدفان إلى إعادة توجيه الأنظار بعيدًا عن ذلك. وفي الوقت الذي أعلن فيه ترامب عن خطته للسلام، كان فريق الدفاع عنه في مجلس الشيوخ يصارع من أجل الحيلولة دون إجراءات عزله. وفي الأثناء، بعد ساعات وُجِّه اتهام رسمي [10] لنتانياهو بارتكاب جرائم فساد.

تقييمي المبكّر “لخطة السلام” التي أعلن عنها ترامب: المهزلة والاحتيال والسُّخط.

انتُقِدت الخطة على نطاق واسع كونها تأييدًا للإضافة الأحادية للمستوطنات من طرف إسرائيل. 

متى كان آخر وقت أجرى فيه أحد الأطراف اتفاقًا يخص طرفًا ثالثًا، وهذا الأخير غير موجود؟

طالبت الدول العربية بإجراء حوار يشمل كل الأطراف بغية الوصول إلى اتّفاق. وفي الأثناء، صرحت المملكة الأردنية بأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي السبيل الوحيدة لإحلال السلام في المنطقة.

هل ترغبون في معرفة لماذا تُعتبر هذه “الصفقة النهائية” وصمة عار وإهانة لن تؤدي إلى تحقيق السلام أبدًا؟

عمر يجيب عن السؤال هنا pic.twitter.com/1k9Ig0q9ND [18]