أثار احتجاجٌ تقوده نساء في حي شاهين باغ في نيو دلهي بالهند مخيلة الأمة واهتمام الحكومة. ما بدأ مع حفنة من النساء المسلمات المحتجات ضد السجل الوطني للمواطنين (NRC) وتعديل قانون المواظنة في الهند في 15 كانون الثاني/ديسمبر 2019، سرعان ما تحول إلى احتجاج على مدار الساعة بانضمام العديد من السكان المحليين والجماعات الناشطة الأخرى.
بعد تقديم شكاوى ضد المحتجين لتسببهم في اختناقات مرورية، عينت المحكمة العليا في الهند وسطاء للتفاوض بشأن نقل مكان الاحتجاج في 17 شباط/فبراير. ولكن نساء شاهين باغ لم يذعن، بدلاً من ذلك سألن الجمهور: “إذا كان بإمكاننا التضحية بالكثير من أجل هذا الاحتجاج، ألا يستطيع الناس تحمل إزعاج طفيف؟”
ما هو احتجاج شاهين باغ؟
في 12 كانون الأول/ديسمبر 2019، تم تشريع تعديل قانون المواظنة في الهند ليصبح قانونًا. ويمنح هذا القانون حقوق المواطنة للاجئين والمهاجرين من البلدان المجاورة الذين ينتمون إلى طوائف دينية محددة؛ ولكن تستثني هذه القائمة المسلمين. والقانون المعدل، إلى جانب تحديث مقترح للسجل الوطني للمواطنين الذي ينص على إثبات الأصل بوثائق مثل شهادات الميلاد، يعتقد أنه كارثي بالنسبة لمجتمع الأقلية المسلمة. فإذا لم يتمكن المسلمون من إثبات جنسيتهم، وهو أمر قد يكون معقدًا بسبب ضعف البنية التحتية للوثائق، فيخشى الكثيرون أنهم سيفقدون جنسيتهم، وعلى عكس الأقليات الدينية الأخرى، لن يكون لديهم سبيل قانوني للبقاء في البلاد.
اقرأ المزيد: عدد القتلى يصل إلى 27 في احتجاجات الجنسية الهندية
سرعان ما أصبح احتجاج شاهين باغ، الذي غذته المخاوف من فقدان المنازل والجنسيات بسبب هذه التدابير الجديدة، بمثابة منصة للتعبير عن الاستياء من القضايا الأخرى التي تعصف بالبلاد؛ فالبطالة والفقر والفساد وخيبة الأمل من الحكومة الحالية هي بعض المواضيع التي ظهرت بقوة في هذه الاحتجاجات.
كانت النساء اللواتي يحتجن في شاهين باغ مصممات ورفضن مغادرة المكان. ألهمت الاحتجاجات حركات مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد، حيث أبدى المواطنون تضامنهم مع نظرائهم في دلهي. أصبحت بيون وبنغالور ولوديانا وبراياغ راج والعديد من الأماكن الأخرى في الهند مراكز لاحتجاجات جديدة.
حتى الآن، حصل المتظاهرون على الدعم والسخرية من فصائل داخل الحزب الحاكم الذين أكدوا أن تعديل قانون الجنسية لن يضر بمصالح الأقليات.
Dilip Ghosh, West Bengal BJP Chief on Delhi's Shaheen Bagh protest: During demonetisation, a lot was said about people dying in queues. Now,when women are sitting with children where the temperature is 4-5 degrees celsius, nobody is dying. What amrit (nectar) did they take?(28.1) pic.twitter.com/RN7UaNsYRN
— ANI (@ANI) January 28, 2020
ديليب غوش، رئيس حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية بنغال الغربية قال عن احتجاج شاهين باغ في دلهي: خلال تخفيض قيمة العملة، قيل الكثير عن موت الناس في طوابير. الآن، عندما تجلس النساء مع الأطفال في درجة حرارة 4-5 درجات مئوية، لا أحد يَمُوتُ. ما هو العمريت (الرحيق) الذي أخذوه؟
ومع ذلك، خرج بعض الناس لدعم النساء في شاهين باغ.
This Shaheen Bagh !!
Protestors At Shaheen Bagh Donating Blood !
This Is Humanity & This Mass Revolution Is Against Every Machinery That Goes Against Humanity !
Shaheen Bagh Stand For Every Indian !
Shaheen Bagh The New Definition Of Humanity !!#शाहीनबाग_से_डरा_शाह
#श pic.twitter.com/IRSTZ9X6ca—Sanwar Ali (@AdvSanwar) February 18, 2020
هذه شاهين باغ! المتظاهرون في شاهين باغ يتبرعون بالدم! هذه هي الإنسانية وهذه الثورة الجماهيرية ضد ضد كل الآلات التي تعمل ضد الإنسانية!! شاهين باغ التعريف الجديد للإنسانية!!
جهود الوساطة
إن الحكم الحالي الصادر عن المحكمة العليا لنقل احتجاج شاهين باغ هو نتيجة للالتماسات المقدمة بسبب الاختناقات المرورية بالقرب من موقع الاحتجاج. وفي حين أيدت المحكمة العليا حق المواطنين في الاحتجاج السلمي، فقد أوضحت أيضًا أن الحق في الاحتجاج لا يجوز أن يسبب إزعاجًا مطولاً. تملك صحيفة تايمز أوف إنديا مدونة حية لتحديث جهود الوساطة.
#ShaheenBagh Dabang daadi, Bilkis Bano (82yrs):
“The HM says he won’t move an inch back on CAA.
We also won’t harm a hair on anyone’s head,
but we won’t move until the law is removed”“Hamne Angrezon ko bhagaya tha, tum kya cheez ho?”
(We chased the British away, what are you)”— Einstein ?? (@DesiPoliticks) February 20, 2020
شاهين باغ دابانغ دادي، بلقيس بانو (82 عامًا): يقول السياسي إنه لن يتراجع عن تعديل قانون الجنسية. لن نضر أيضًا بأي شخص، لكننا لن نتحرك حتى يتم منع تنفيذ القانون”. “لقد طردنا البريطانيين بعيدًا، [ألا نستطيع هزيمتك؟]”
The Supreme Court has granted the women of #ShaheenBagh their right to protest, but has asked them to stop blocking traffic.
But, Shaheen Bagh is much more than just a protest site or a traffic jam
تابعوا #MintWideAngle مع @AunindyoC pic.twitter.com/srGnBsp20G
منحت المحكمة العليا نساء شاهين باغ حقهن في الاحتجاج، لكنها طلبت منهن التوقف عن عرقلة حركة المرور. لكن شاهين باغ هو أكثر بكثير من مجرد موقع احتجاج أو ازدحام مروري.
ومن المقرر أن يستكمل الوسطاء المفاوضات وأن يقدموا تقريرا إلى المحكمة العليا بحلول 24 شباط/فبراير 2020.
لم يُعلَم بعد ما إذا كان سيتم إجبار المتظاهرين على التحرك أم لا، ولكن بالرغم من ذلك، فإن نساء شاهين باغ قد وجدن مكانا في سجلات تاريخ الاحتجاج في الهند.
اطلعوا على صفحة التغطية الخاصة للأصوات العالمية “من يدفع تكلفة تراجع الديمقراطية في الهند؟“