- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مصائب الحجر الصحي في بنغلاديش في ظل المخاوف من فيروس الكورونا

التصنيفات: جنوب آسيا, بنجلاديش, الإعلام والصحافة, الاقتصاد والأعمال, الدعم الإنساني, تطوير, حرية التعبير, حقوق الإنسان, حكم, صحافة المواطن, صحة, علاقات دولية, كوارث
صورة من قبل بيت لينفورث من موقع بيكساباي. [1]

صورة من قبل بيت لينفورث من موقع بيكساباي. متاحة للاستخدام التجاري.

للإطلاع على التغطية الخاصة للأصوات العالمية عن التأثير العالمي لفيروس كورونا المستجد [2].

سجلت [3] بنغلاديش في الثاني من آذار/مارس 2020 أول ثلاث حالاتٍ مؤكدةٍ من كوڤيد-19، وحتى وقت كتابة هذا التقرير، وصل عدد الحالات إلى 24 حالة مؤكدة بالإضافة الى حالتي وفاة [4].

بالرغم من ذلك، فقد تزايدت المخاوف حول ارتفاع الأعداد الفعلية بسبب تدابير الحجر الصحي [5] المثيرة للتساؤل، إلى جانب نقص مرافق الفحص [6] ومستلزماته والتي قد تتسبب في حدوث كارثةٍ في واحدةٍ من أكثر بلدان العالم اكتظاظاً بالسكان [7].

قام الدكتور بونام خيتربال سينغ، المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، بالتحذير [8] من أن عدداً من دول جنوب وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك بنغلاديش، هم الأكثر عرضة لانتقال عدوى فيروس كورونا، ما لم يتم اتخاذ “إجراءاتٍ عاجلةٍ وصارمة”.

تم تخصيص 200 سرير فقط لعلاج مرضى الكورونا في المستشفي الحكومي للصداقة الكويتة البنغلاديشية، وقالت [9] العديد من المستشفيات في دكا أنها تفتقر الى البنية الأساسية لعلاج حالات الكورونا في مرافقها.

في نفس الوقت، تم منع [10] المراكز الصحية الخاصة من إجراء الفحوصات لضمان إمكانية متابعة الحكومة لهذة العملية، وكذلك لمنع أي مؤسسة من الإستغلال المادي لتلك الأزمة. على إثر ذلك، يُسمح لهيئة واحدة فقط  – معهد علم الوبائيات، والسيطرة على الأمراض، والبحوث [11] (IEDCR)- بإجراء الفحوصات وتشخيص حالات كوڤيد-19 المستجد في بنغلاديش.

أرقام# الخط_الساخن [12] لمعهد علم الوبائيات والسيطرة على الأمراض والبحوث (IEDCR).

ذكر معهد علم الوبائيات (IEDCR) أنه في حال تم التواصل مع المعهد، وفق ما تستدعيه الضرورة، سيقوم المعهد بإرسال فريق طبي متخصص لمنازل المرضى المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا لجمع العينات اللازمة للاختبار. #كوفيد19 [13]#الزموا_منازلكم [14].
pic.twitter.com/BX4euYGvxN [15]

__(Human For Human (@humanforhumanbd السابع عشر من آذار/مارس، 2020.

بناء عليه، بدأ معهد الوبائيات بمخزون مكون فقط من 2000 من مستلزمات إختبار كوڤيد-19 بالإضافة الى مرفقٍ واحدٍ للفحص.

تزعم التقارير أن المرضى الذين يعانون من الحمى، وأعراض البرد، ومشاكل في التنفس لا يتم فحصهم في المستشفيات الخاصة أو في معهد الوبائيات ما لم يكن لديهم تاريخ من السفر.

لقد قمت للتو بمهاتفة الخط الساخن لمعهد علم الوبائيات، والسيطرة على الأمراض، والبحوث للإطلاع على إختبارات فيروس كورونا حيث أنه المكان الوحيد المصرح له بإجراء الإختبار (من الواضح انه يتم  بتلك الطريقة حتى تتم متابعة وتمييز المرضى الذين تم اختبارهم)
يقومون بطرح سؤالين: الأول: هل سبق لك السفر خارج البلاد في الأسبوعين الماضيين؟

وفقاً للسجلات، فقد تم فحص 351 فرداً فقط بواسطة معهد علم الوبائيات على الرغم من دخول 631,538 فرد [18] إلى بنغلاديش منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في 21 من كانون الثاني/يناير.

تنفيذ الحجر الصحي المنزلي

ابتداءاً من السادس عشر من آذار/مارس، قامت الدولة بفرض [19] حظرٍ مدته ستة عشر يوما على المسافرين من معظم الدول الأوروبية (فيما عدا المملكة المتحدة)، كما قامت الحكومة أيضا بفرض [20] حجرٍ صحيٍ إلزاميٍ على جميع البنغاليين الذين سُمِح لهم بالعودة.

في الخامس عشر من آذار/مارس، قبل إجراءات حظر السفر، سعت الحكومة لإحضار العائدين من رحلةٍ وافدةٍ من إيطاليا _ حيث تعد معدلات الإصابة  هي الأعلى في أوروبا_  إلى موقع الحجر الصحي. تعرضت هذه الخطوة [21]  للانتقاد واحتج الكثيرون لضعف الامكانيات بهذا الموقع، لذا تم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بشرط أن يقوموا بعزل أنفسهم ذاتياً لمدة أربعة عشر يوماً.

منذئذ، شوهد [22] المئات من المغتربين الذين عادوا من البلاد المتضررة بكوڤيد-19 خارج منازلهم- وهم يزورون الأماكن السياحية، ويحتفلون بمراسم الزفاف، وغيرها من الأنشطة المحظورة.

انظروا لهذا الموقف.
قامت حكومة البنغلاديش بإعطائهم عطلة لمدة أربعة عشر يوما ليبقوا بأمان في المنزل بسبب #فيروس_كورونا [23]، فقاموا باستغلالها للتجمع في شاطئ باتينجا بشيتاجونج. هذه هي بنغلاديش.

في التاسع عشر من آذار/مارس، تم توزيع الجيش لمراقبة [26] مرفقين من مرافق الحجر الصحي في دكا: أحدهما في معسكر أشكونا للحج بالقرب من مطار شاه جلال الدولي والآخر في مشروع شقة راجوك في دياباري.

التجمعات الجماهيرية في زمن الكوڤيد-19

منذ بداية الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس، بدأت بنغلاديش بتأجيل وإلغاء المناسبات العامة كالذكرى المئوية [27] لمؤسسها الشيخ مجيب الرحمن. في السادس عشر من آذار/مارس، تم الإعلان عن إغلاق جميع المدارس [28] والجامعات الحكومية [29] حتى 31 من آذار/مارس كأحد الإجراءات الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا.

على الرغم من تلك الإجراءات، فقد تجمع [30] ما يزيد عن 25,000 فردٍ في رايبور أوبازيلا في مقاطعة لاكسمبور في الثامن عشر من آذار/مارس للقيام بصلاة خاصة للحد من انتشار فيروس الكورونا.

عشرات الآلاف من الناس يتجمعون لآداء صلاة جماعية في يوم الأربعاء، على الرغم من المخاوف الناجمة من انتشار فيروس كورونا المستجد #كورونافيروس_19_بنجلاديش [31]

على إثر هذا الحدث، أعلنت الحكومة أنه ابتداءاً من 20 آذار/مارس سيتم حظر [34] جميع التجمعات السياسية، والإجتماعية، والثقافية، والدينية.

الخطوات القادمة

قام مركز مكافحة الأمراض التابع للمديرية العامة للخدمات الصحية بمطالبة [18] وزارة الصحة بالسعي للحصول على مائة ألف من مستلزمات اختبار كوڤيد-19، بالإضافة إلى 500 ألف كمامة جراحية؛ لكن استيرادها سيستغرق بعض الوقت.

تقدمت الصين بعرض [35] إمداد بنغلاديش بحوالي 10 آلاف من المستلزمات اللازمة لاختبار فيروس كورونا، وعشرة آلاف قطعةٍ من الملابس الطبية الواقية، بالإضافة إلى عددٍ من الكمامات، وأجهزة قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء للتعامل مع فحص الأشخاص المصابين بالفيروس.

ومن ناحيةٍ أخرى، تزعم جاناشيزا كيندرا، وهي مؤسسة صحية محلية في بنغلاديش، أنها قامت بتطوير اختبارٍ سريع ورخيص الثمن لفيروس كورونا “النقطة السريعة” والذي يستطيع الكشف عن فيروس كورونا في غضون 15 دقيقة فقط، وذلك بعد أبحاثٍ استغرقت مدة شهرين. وسوف يصل ثمنها إلى 4.5 دولارا أمريكيا [36] لكل مجموعة فحص، ذلك إذا تم إنتاجها بكميات كبيرة. وأفادت التقاير بحصول [37] جاناشيزا كيندرا على موافقةٍ من الحكومة باستيراد المواد اللازمة لإنتاج ذلك الاختبار.

هذا وقد قامت السلطات بإغلاق [38] منطقة شبشار اوبازيلا [39] التي تقع في مقاطعة ماداريبور في التاسع عشر من شهر آذار/مارس 2020 بالكامل، حيث تم الكشف عن عددٍ من المصابين بفيروس كورونا المستجد في تلك المنطقة.  كما أشارت [40] الحكومة إلى احتمالية وضع المزيد من المناطق تحت العزل إذا تفاقم الوضع.

مع تفاقم الوضع، يتطلع الكثيرون لمعرفة كيف ستجتاز [41] بنغلاديش تلك الأزمة، ولا سيما أنها تستضيف أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا [42]، معظمهم يقيمون  في مخيمات اللاجئين الآهلة بالسكان [43].

مع تفعيل المسافات الإجتماعية بالكامل للحد من انتشار الكوڤيد-19، إلا أن لاجئي الروهينجا الذين يعيشون في معسكرات في بنجلاديش لا يتمتعون بمثل هذا الترف. ماذا سيحدث إذا تمكن الفيروس من أكثر المجتمعات ضعفا في العالم؟